الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«كي لا ننسى» يبرز التراث المعماري الإماراتي في بينالي البندقية

«كي لا ننسى» يبرز التراث المعماري الإماراتي في بينالي البندقية
8 مايو 2014 22:58
جهاد هديب (أبوظبي) أقيمت مساء أمس الأول في قصر الحصن الحلقة النقاشية الأخيرة حول عمارة أبوظبي والإمارات مختتمة بذلك سلسلة حلقات حول عمارة أبوظبي التي أقامتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض قصر الحصن الذي يستمر حتى نهاية هذا الشهر وشارك فيها عدد من مهندسي العمارة والباحثين فيها. وأدارت حلقة النقاش وشاركت فيها الدكتورة ميشيل بامبلنغ المنسق الفني لمشروع الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية ضمن جناح العمارة الذي تشارك فيه الدولة لأول مرة في تاريخ المعرض ويحمل عنوان: «كي لا ننسى»، وذلك تحت رعاية الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان بدعم من مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، والمهندسة المعمارية دينا هامبل، مسؤولة البحوث في المشروع والأستاذة في جامعة زايد، والمهندس المعماري ماركو سوسا مسؤول التصميم، والأستاذ في جامعة زايد، بالإضافة إلى العديد من طلبة الفنون في جامعة زايد وأساتذة ومهندسين معماريين وسواهم من المهتمين. اختصت هذه الحلقة بشكل جناح الدولة في بينالي البندقية ومضمونه والكيفية التي سيبدو عليها منذ افتتاحه مطلع الشهر المقبل، فبدأت الدكتورة ميشيل بامبلنغ الحديث حول عنوان المعرض، «كي لا ننسى» يعني أن نتذكر، وأن معرض قصر الحصن والكتاب الذي صدر بموازاته هو ثمرة جهد استغرق أربع سنوات وأكثر من العمل على الرواية الشفوية للعمارة في مدينة أبوظبي. وعن جناح العمارة في بينالي البندقية قالت ميشيل بامبلنغ: «إنه يعطي صورة متكاملة عن التطور الشامل للعمارة في العالم خاصة مع تفشي الحداثة العمرانية وما بعدها منذ السبعينيات والثمانينيات» وبالنسبة للإمارات «فإن ما نركز عليه هنا هو التراث العمراني الحديث للمدينة في الإمارات». بعد ذلك استعرضت بامبلنغ محتويات المعرض عبر عرض صور بوساطة تقنية «البروجكتور» وكذلك الجناح الخاص بالعمارة الإماراتية من طراز مبنى موقف الباصات القديم الذي اعتبرته رمزاً للحداثة المعمارية وانطلاقتها في مدينة أبوظبي. وبدت معظم المباني في الصور، سواء في أبوظبي أو دبي أو سواهما، من تلك الأبنية ذات التصميم الهندسي المختلف والنافر بالإضافة إلى المساحات الخضراء بين المباني أو الساحات العامة. ومن بين هذه المباني أيضاً هناك العديد قد تهدم وتبنى على أنقاضها سواها، وهناك من لا يزال ماثلا وملحوظاً بادياً للعيان. تحدثت بامبلنغ أيضاً عن تجربة فريدة أساسها جمع الرواية الشفوية لبعض الأبنية ذات الخصوصية لجهة علاقتها بالإرث المعماري الإماراتي والتي ارتكزت على عدد من الطلبة الإماراتيين من قسم العمارة والتصميم في جامعة زايد الذين شكلوا عدداً من الفرق الخاصة بهم وجمعوا الكثير من الروايات والصور والذكريات حول طريقة العمل وما واجهوه من الصعوبات. فأتاحت الفرصة للحديث عن هذه التجربة لأربع من المشاركات في تجربة جمع الرواية الشفوية اللواتي قدمن لمشروع «كي لا ننسى» العديد من الوثائق ذات الأهمية الخاصة من قبيل العقود والمخططات التي أتاحت للمهندسين العاملين في المشروع الاطلاع على «سيرة» هذا المبنى أو ذاك، وإدراك طبيعة المساحات المعمارية من الداخل والخارج. من جهتهما، أوضح كل من دينا هامبل وماركو سوسا، أن الجناح الإماراتي، الذي هو في المراحل الأخيرة من إنشائه، قد استمد شكله من العمارة الإماراتية التقليدية وبناء على فلسفتها، إذ تقوم بالأساس على أن النظر إلى الخارج ورؤية تفاصيله ممكنة من الداخل، لكن العكس ليس صحيحاً وبما يعبر عنه ذلك من قيم ثقافية وحضارية تخص المجتمع الإماراتي بالأساس. وهنا جرت الإشارة إلى أن الحصول على المخططات المعمارية أتاح الفرصة أمام العاملين على «كي لا ننسى» والمهندسين المعماريين الاطلاع على التاريخ الاجتماعي لهذه الأبنية وبالتالي للأمكنة التي تتواجد فيها. أما المشاركات الأربع فقد أوضحن أن الناس كانوا يتفاعلون معهم عاطفياً عندما يتحدثن عن الأبنية وتاريخها والذكريات المرتبطة بها، فأكدن أنهن تمكن من جمع معلومات حول العديد من المباني ومن بينها المطار، خاصة المبنى الأول، الأمر الذي مكنهن من زيادة معرفتهن بالتاريخ المعماري لمدينة أبوظبي، وبالتالي إمداد القائمين على مشروع «كي لا ننسى» بمعارف جديدة. ولما عاد الحديث إلى ماركو سوسا، أوضح أنه كان لدى العمل ست فرق بحثية إماراتية من الطلبة الإماراتيين من البنين والبنات وتمكنوا بفضل جهدهم وإخلاصهم من الوصول إلى معارف ليست موجودة في المكتبة أو في أي مكان آخر. أيضاً من بين جملة ما تم الكشف عنه في هذه الحلقة النقاشية الأخيرة هو أن الجناح سوف يجري تقسيمه من الداخل إلى مراحل زمنية بحيث يغطي الفترة الممتدة ما بين العام 1914 وحتى العام 2014، بدءاً من العمارة التقليدية المحلية بوصف ذلك نقطة انطلاق حقيقية لتاريخ العمارة في الإمارات. كذلك فإن عرض البعض من صور الأبنية الحديثة سوف يتم بمقاربتها مع أبنية تنتمي إلى الطراز نفسه من العالم على نحو تجعل الناظر إلى هذه الصور يدرك السياق المعماري العالمي الذي ظهرت فيه هذه الأبنية. ومن المقرر الانتهاء قريباً من العمل على بعض الأفلام الوثائقية وأخرى من نوع الرسوم المتحركة التي تبرز العديد من الأفكار بشأن التطور المعماري للعاصمة والإمارات ككل ببيئتها المحلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©