الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ميسي قنبلة محلية الصنع لا تنفجر عالمياً!

ميسي قنبلة محلية الصنع لا تنفجر عالمياً!
4 يوليو 2010 23:43
ودع الأرجنتيني ليونيل ميسي نهائيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 وهو يجر ذيل الخيبة بعد أن خرج منتخب بلاده من العرس الكروي العالمي بخسارة مذلة أمام نظيره الألماني (صفر - 4). أثبتت النهائيات التاسعة عشرة أنها بطولة الأداء الجماعي وليس النجوم على الإطلاق، لأن أياً من النجوم الكبار الذين توجهت الأنظار إليهم قبل انطلاق العرس الكروي لم يقدم أي شيء يذكر، وأكبر مثال على ذلك كان رونالدو، أغلى لاعب في العالم الذي دون اسمه بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين اخفقوا في فرض سطوتهم على المسرح العالمي بعدما فشل في إظهار أي من لمحاته التي قدمها في الملاعب الإنجليزية والإسبانية والأوروبية وودع مع “سيليساو داس كويناش” نهائيات جنوب أفريقيا خالي الوفاض بعد خروجه من الدور الثاني على يد المنتخب الإسباني بطل أوروبا (صفر - 1). العرس الكروي وعد نجم ريال مدريد الإسباني بأن “يفجر” نجوميته في العرس الكروي العالمي الأول على الأراضي الأفريقية لكن كل ما “فجره” هو بصقة في وجه مصور تلفزيوني كان يتبع خطاه بعد خسارة منتخب بلاده. أما روني فكان وضعه أسوأ من زميله السابق في مانشستر يونايتد لأنه كان على الأرجح أسوأ لاعبي المنتخب الإنجليزي حيث قدم أداءً متواضعاً للغاية، خلافاً للمستوى الرائع الذي قدمه مع “الشياطين الحمر” الموسم الماضي محلياً وأوروبياً، وكان المهاجم الذي أرعب دفاعات الخصوم وقد ودع النهائيات دون أن يسجل أدنى هدف بل أنه لم يهدد حتى مرمى المنتخبات التي واجهها منتخب “الأسود الثلاثة” إلا في حفنة من المناسبات، ليخرج أيضاً خالي الوفاض بعدما ودع الإنجليز النهائيات من الدور الثاني أيضاً، لكن بهزيمة مذلة أمام الألمان (1 - 4) هي الأقسى لهم في تاريخ مشاركاتهم في النهائيات. ولم يكن وضع كاكا، زميل رونالدو في ريال مدريد أفضل على الإطلاق، إذ كان بمثابة الحاضر الغائب في المباريات الخمس التي خاضها منتخب البرازيل، ورغم أنه كان صاحب ثلاث تمريرات حاسمة فهو لم يقدم المستوى المتوقع منه كقائد فعلي على أرض الملعب. قرر مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونجا أن يستبعد رونالدينيو عن التشكيلة التي تخوض نهائيات العرس الكروي لأن نجم برشلونة الإسباني السابق لم يقدم المستوى المطلوب مع فريقه الحالي ميلان الإيطالي، لكن المفارقة أنه راهن على كاكا رغم أن الأخير كان “أسوأ” من رونالدينيو خلال الموسم المنصرم مع ريال مدريد الإسباني الذي انفق 65 مليون يورو لضمه من ميلان أيضاً، وكان رهانه في غير محله على الإطلاق لأن الجميع توقع أن يستفيق هذا النجم الكبير من سباته في الدور ربع النهائي أمام هولندا إلا أنه لم يقم بشيء سوى اختبار الحارس البرتقالي مرة واحدة ليودع “سيليساو” النهائيات بخسارته 1 - 2. “أنا جاهز لأن أكون أحد قادة المنتخب على الرغم من أنه في صفوفه كثير من القادة الذي يتمتعون بتقنيات عالية وتكتيك رفيع، أنا مستعد لتحمل هذه المسؤولية”، هذا ما قاله كاكا عشية انطلاق النهائيات الأولى على الأراضي الأفريقية، لكنه كان شبح اللاعب الذي توج بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 2007 . أفضل النجوم أما بالنسبة لميسي، من المؤكد أن النجم الأرجنتيني كان أفضل من النجوم الثلاثة الآخرين، بفضل تحركاته ولمحاته الفنية، لكنه فشل في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مدربه في المنتخب دييجو مارادونا الذي قال علناً إن “ليو” هو خليفته، إلا أن النجم الملقب بـ”البعوضة” لم ينجح في نقل التألق الملفت الذي قدمه مع فريقه الكاتالوني إلى المنتخب الوطني وبقيت عروضه “خجولة”. من المؤكد أن ميسي هو الوريث الحقيقي لمارادونا، لا بل يعتقد البعض أن جوهرة نادي برشلونة ينقصه التتويج بلقب كاس العالم كي يتجاوز مارادونا ويصبح اللاعب الأهم في تاريخ الأرجنتين وربما في تاريخ اللعبة، لكن عليه أن ينتظر حتى عام 2014 ليحقق مبتغاه على أرض الغريم البرازيلي. وتطرق ميسي إلى هذه المسألة قائلاً “لا يمكنني أن احقق أفضل من العام الذي اختبرته (عام 2009) سوى من خلال الفوز بكأس العالم، وآمل أن أرفع اسمي عالياً في المنتخب الوطني، آمل أن أقدم الأداء الذي قدمته مع برشلونة”، معترفاً بأنه لم يجد الأسباب التي تقف خلف الفارق في أدائه مع فريقه والمنتخب الوطني، لكنه وعد بأنه سيعطي الجميع جواباً حول هذه المسألة على أرضية الملعب.. وجاء الجواب بعنوان ألماني عريض : أربعة أهداف نظيفة أطاحت بآمال ميسي ومنتخب “لا البيسيليستي” في بلوغ دور الأربعة للمرة الأولى منذ 20 عاماً والثأر من “مانشافت” الذي كان أطاح به من الدور ذاته خلال النسخة الماضية لكن بركلات الترجيح. ستكون صفة اللاعب الذي تألق على صعيد الأندية وفشل على المسرح العالمي الأهم مترافقة مع ميسي وروني وكاكا ورونالدو حتى إشعار آخر، في حين أن الأداء الجماعي هو الصيغة الطاغية حتى الآن مع المنتخبين الألماني والإسباني والهولندي وحتى أوروجواي، وهو العنوان العريض لمونديال “أمة قوس القزح”. أما بالنسبة لمسألة النجوم في هذه المنتخبات فهي معادلة لمفهوم “تذويب” النفس لخدمة الجماعية وإن كان كل من هؤلاء المنتخبات يملك لاعبين لا يقلون شأناً على الإطلاق عن رونالدو وكاكا وروني وميسي، مثل توماس مولر ودافيد فيا وتشافي هرنانديز وانديس إنييستا ودييجو فورلان.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©