الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كاسياس «السد المنيع» رجل المواقف الصعبة

كاسياس «السد المنيع» رجل المواقف الصعبة
4 يوليو 2010 23:40
إذا كان دافيد فيا سجل هدف فوز منتخب بلاده إسبانيا في مرمى باراجواي (1 - صفر) وقاده إلى الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 1950، فإن الفضل الأكبر يعود إلى قائده حارس المرمى إيكر كاسياس الذي أخرج كل ما في جعبته في لحظتين حاسمتين في الدور ربع النهائي على ملعب إيليس بارك في جوهانسبرج. تألق كاسياس ليس بالغريب على “سد منيع” مثله، خصوصاً أنه بين أفضل حراس المرمى في العالم في السنوات الأخيرة، لكنه أبان عن قدراته الخارقة بتصديه بارتماءة انتحارية لركلة جزاء أوسكار كاردوزو في الدقيقة 58 والتي لو سجلها مهاجم بنفيكا البرتغالي لتحولت مجريات اللعب بشكل كبير وازدادت مهمة أبطال أوروبا صعوبة في تحقيق الفوز الذي بحثوا عنه منذ الدقيقة الأولى دون جدوى. وعلق كاسياس على لحظة ركلة الجزاء قائلاً “كنت عصبياً خلال الركلة التي احتسبها الحكم للباراجواي، كانت مسؤولية كبيرة على عاتقي!، مضيفاً “ما حدث في ركلة الجزاء أمر عرضي، لقد حالفني الحظ واستطعت التصدي لها. لقد قررت الارتماء في هذه الزاوية بفضل نصائح بيبي رينا قبل المباراة، إذ قال لي إن كاردوزو اعتاد التسديد نحو الجهة اليمنى وبقوة عند ضربات الجزاء، لقد نجحت في التصدي للركلة بفضل الحدس والحظ ومساعدة رفيقي”. لكن حارس مرمى ليفربول الإنجليزي رينا علق على كلام كاسياس بابتسامة عريضة وقال: “يعود الفضل له، لأنه من تصدى لركلة الجزاء، لا أعلم إن كنت قد ساعدته أو أدخلت الحيرة إلى قلبه، لقد تحدثت معه في هذا الأمر لأن كاردوزو سدد ضدي ركلة جزاء بهذا النحو في مباراة ضد بنفيكا” في إشارة إلى مواجهة الفريقين في مسابقة يوروبا ليج هذا الموسم. وعلى الرغم من تواضع كاسياس، وادعائه بأن التصدي لركلة الجزاء أمر “عرضي”، إلا أنه حقق بهذه المناسبة إنجازاً تاريخياً غير مسبوق، حيث أصبح أول حارس مرمى يتمكن من صد ركلتي جزاء في دورتين مختلفتين من نهائيات كأس العالم، بعدما تصدى لركلة جزاء ضد جمهورية إيرلندا في ثمن نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002. لم تتوقف براعة كاسياس عند هذا الحد، بل أنقذ مرماه من هدف التعادل في مناسبتين في مدى ثانيتين بردة فعل رائعة حيث تصدى في الوهلة الأولى لتسديدة قوية لمهاجم بوروسيا دورتموند الألماني لوكاس باريوس من داخل المنطقة فارتدت منه إلى مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي روكي سانتا كروز غير المراقب داخل المنطقة فأطلقها قوية بيمناه لكن شجاعة كاسياس كانت أقوى وأبعد الكرة بقدمه اليمنى إلى ركنية (88). وأضاف كاسياس “كانت المباراة صعبة جداً لكن ذلك كان طبيعياً لأننا كنا نخوض الدور ربع النهائي، أعتقد أنه كان بإمكاننا اللعب بطريقة أفضل لكن الأهم في النهاية هو أننا تأهلنا إلى دور الأربعة”. وأشاد مهاجم ليفربول فرناندو توريس بكاسياس قائلاً “نملك لاعبين من الطراز الرفيع في جميع الخطوط، لكن هذا اليوم هو يوم كاسياس بلا منازع، ولا شك أنه يستحق كل الإشادة والتنويه”، وحذا حذوه المدافع كارلوس مارشينا، بديل كارليس بويول في أواخر الشوط الثاني، وقال: “لدينا الثقة التامة في كاسياس، لأنه حارس ممتاز، وقد أثبت هذا الأمر مجدداً في مباراة الباراجواي”. من جهته، أكد هداف “فوريا روخا” أن كاسياس كان سداً منيعاً كعادته، وقال “لقد أنقذنا كثيراً وسينقذنا في المستقبل”، فيما قال مدافع برشلونة جيرار بيكيه الذي تسبب بركلة الجزاء إثر إعاقته كاردوزو داخل المنطقة: “يمكن الاعتماد على إيكر دائماً كما أن اللعب بجواره شرف عظيم”. أما إندريس إنييستا صانع هدف الفوز فقال “لطالما قدم لنا إيكر يد العون عندما نكون في الحاجة إليه”، أسكت كاسياس منتقديه الذين لم يرحموه منذ مسؤوليته في الهدف الذي خسرت به إسبانيا المباراة الأولى أمام سويسرا موجهين الاتهام إلى صديقته المعلقة في التلفزيون الإسباني التي شتت تركيزه بوجودها في الملعب وأخذها تصريحات منه خلال فترة الإحماء، لم يعر كاسياس الذي دخل مرماه هدفان فقط حتى الآن (هدف تشيلي 1 - 2 في ثمن النهائي) أي اهتمام للانتقادات وواصل تركيزه وإبداعه في المباريات على غرار مسيرته مع فوريا روخا في كأس أوروبا عام 2008 عندما ساهم بقيادته إلى إحراز اللقب واختير أفضل حارس مرمى في البطولة، وكذلك صفوف ناديه الملكي الذي نشأ في صفوفه وخاض معه حتى الآن 518 مباراة منذ 1999، حيث يعتبر أكثر حارس مرمى خوضاً للمباريات في تاريخ ريال مدريد وهو توج معه خلالها بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا مرتين عامي 2000 و2002 والكأس السوبر الأوروبية عام 2002 والكأس القارية “انتركونتيننتال” عام 2002 والدوري المحلي أعوام 2001 و2003 و2007 و2008 والكأس السوبر المحلية أعوام 2001 و2003 و2008 وكأس سانتياجو برنابيو أعوام 2000 و2003 و2005 و2006 و2007 و2008 واعتبر كاسياس أن الفوز على الباراجواي سيفتح صفحة جديدة للكرة الإسبانية التي لم تحقق أي إنجاز على الصعيد العالمي. وكانت أفضل نتيجة حققتها إسبانيا حلولها رابعة في مونديال 1950 في البرازيل، وهي فشلت في إحراز اللقب العالمي حتى في البطولة التي استضافتها عام 1982 وأمل كاسياس أن يضع منتخب بلاده حداً لنحس لازمه 60 عاماً وقال في هذا الصدد: “نحن أمة عريقة في كرة القدم، لكن لأسباب مختلفة لم يحالفنا الحظ على الصعيد العالمي”. وأضاف “في بعض الأحيان لم نكن محظوظين بقرارات التحكيم” في إشارة إلى خروج منتخب إسبانيا على يد كوريا الجنوبية في ربع نهائي نسخة 2002 عندما سجل المنتخب الإسباني هدفاً صحيحاً لم يحتسبه الحكم المصري جمال الغندور، بعد استشارة حامل الراية، لأنه اعتبر أن الكرة التي جاء منها الهدف الإسباني كانت اجتازت خط الملعب قبل أن يمررها أحد اللاعبين. وخرجت إسبانيا في تلك المباراة بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. وتابع “يبدو أن سوء الحظ يلازم المنتخب الإسباني في المحافل الدولية، لكن علينا أن نضع حداً لهذا النحس الذي لازمنا طويلاً ونتأهل إلى النهائي ونلعب بمستوانا الحقيقي”. وأوضح “لطالما خضنا نهائيات كأس العالم من أجل أن نحقق شيئاً وليس فقط لمجرد المشاركة، وآمل أن تكون مشاركتنا الحالية ناجحة بجميع المقاييس”. صحف مدريد: نهاية اللعنة مدريد (ا ف ب) - أشادت الصحف الإسبانية الصادرة أمس بالفوز “التاريخي ولكن الصعب” لمنتخبها على باراجواي وتأهلها إلى نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخها. وفازت إسبانيا بطلة أوروبا 2008 على باراجواي بهدف وحيد سجله مهاجمها دافيد فيا في ربع نهائي مونديال جنوب أفريقيا، وستلتقي في دور الأربعة ألمانيا بعد غد في دوربان. وهي المرة الأولى التي يبلغ فيها منتخب “لا فوريا روخا” الدور نصف النهائي منذ 1950 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الأربعة الأخير) عندما تعادل مع أوروجواي (2-2) وخسر أمام السويد (1-3) وتلقى هزيمة ثقيلة أمام البرازيل (1- 6) . وعنونت صحيفة “اس” الرياضية “الدم والعرق والنصر”، مضيفة “باراجواي كانت خصماً قوياً جداً جارت إسبانيا حتى النهاية”. صحيفة “البيريوديكو” الكاتالونية عنونت بدورها “هذه المرة نعم”، أما “ماركا” فكتبت “نهاية اللعنة”، في إشارة إلى فشل إسبانيا في الذهاب أبعد من ربع النهائي في السابق. وجاء هدف فيا قبل سبع دقائق من نهاية المباراة حيث رفع رصيده إلى خمسة أهداف في صدارة ترتيب الهدافين. لم يقتصر تأهل إسبانيا إلى نصف النهائي على الصحف الرياضية فقط، بل أبرزت جميع الصحف الخبر على صفحاتها الأولى وركزت على أداء فيا والحارس إيكر كاسياس الذي صد ركلة جزاء للباراجواي. واختارت صحيفة “لا جاسيتا” الاقتصادية كلمات أغنية “كو فيا إسبانيا” عنوانا للحدث، أما “البايس” فعنونت “إسبانيا تتقدم إلى المجد”، مضيفة “فوز صعب بهدف لفيا وعرض من إيكر كاسياس”. “الموندو” أشادت بفيا بقولها “فينا يصنع التاريخ”، وكتبت أيضا “إسبانيا في نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخها بعد شوط ثان صاخب شهد تصد حاسم لكاسياس وركلتي جزاء ضائعتين وأخطاء من الحكم”. صحيفة “اي بي سي” تحدثت عن توقع محتمل لفوز إسبانيا بكأس العالم وعنونت أيضا “خطوة واحدة للمجد”. الحقيقة تتأكد أخيراً شوارع إسبانيا تعيش فرحة «تاريخية» مدريد (د ب أ) - تفجرت مشاعر الفرحة في إسبانيا بعد إطلاق الحكم صافرة النهاية للمباراة التي فاز فيها الماتادور على نظيره باراجواي 1- صفر في دور الثمانية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا. واحتفلت الدولة بأكملها بحقيقة أن المنتخب الإسباني تأهل أخيراً إلى المربع الذهبــــي للمونديــال للمــرة الأولــى فــي التاريخ. واحتلت أسبانيا المركز الرابع في مونديال 1950 بالبرازيل، ولكن في ذلك العام لم يكن هناك مربع ذهبي، ولكن مجموعة نهائية من أربعة منتخبات، وخسر الفريق أربع مرات في دور الثمانية، وسط أجواء مثيرة للجدل. وذكرت محطة “كادينا كوب” الإذاعية “لقد تخطينا أخيراً لعنة دور الثمانية”، وشاهد ما لا يقل عن 20 مليون مواطن إسباني، نحو نصف العدد الإجمالي للسكان، المباراة المتوترة أمام باراجواي عبر شاشات التلفاز، وفضل أغلبهم متابعة الملحمة الكروية في تجمعات من البشر في حفلات بالأماكن المفتوحة على شرف المونديال. وجاء الهدف الذي طال انتظاره، والذي تكفل هداف كأس العالم ديفيد فيا بتسجيله، قبل سبع دقائق على النهاية، ليفجر مشاعر النشوة في جميع أنحاء إسبانيا حيث خرج الآلاف من شرفات المنازل للاحتفال بهذه اللحظة التاريخية. وواكبت صافرة نهاية المباراة أمام باراجواي، انطلاق الألعاب النارية وأصوات المفرقعات وأبواق السيارات في احتفالات استمرت طوال الليل. وقال رامون الذي خرج للاحتفال خارج استاديو برنابيو، معقل ريال مدريد بجانب الآلاف من المشجعين الأخرين، لمحطة “تيلي 5” التليفزيونية “الفريق جعلنا نعاني حقاً، ولكن كان الأمر يستحق في النهاية الآن جاء الدور على الألمان”. ويلتقي الماتادور الإسباني مع نظيره الألماني، في الدور قبل النهائي، ويسعى بطل أوروبا لتكرار الفوز على الماكينات بعد الفوز بهدف نظيف في نهائى كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008). وكان استيبان صديق رامون، مستغرقاً في الشراب، وقال “ما يفرق هذه المرة هو أننا أخيراً بات لدينا فريق يعرف كيف يقاتل، بدلاً من أن يستسلم عندما تتصعب الأمور”. وأوضح جوييرمو، مشجع في إحدى الحفلات بمدينة أشبيلية “لم نلعب بشكل جيد حقاً، ولكن في بعض الأحيان يتوجب عليك الفوز دون أن تظهر بشكل جيد، لقد كانت نوعية من المباريات التي اعتدنا خسارتها”. فيما أكدت صديقته ماريا انخيليس أن أفضل لاعبي إسبانيا كان الحارس إيكر كاسياس لتصديه لضربة جزاء، وديفيد فيا لتسجيله هدفاً. وسجل فيا خمسة أهداف من أصل ستة أهداف سجلتهم إسبانيا في مونديال جنوب أفريقيا. وتزامنت الفرحة الإسبانية الطاغية مع مشاعر خيبة الأمل بالنسبة لجالية باراجواي في إسبانيا. وهناك عدد قليل من المطاعم الباراجوانية في مدريد، وأقام كل منهم حفل لمشاهدة المباراة المنتظرة في كأس العالم. وفي أحد هذه المطاعم قال النادل الباراجوياني الفونسو الذي يعيش في إسبانيا منذ 12 عاماً، “أولادنا بذلوا قصارى جهدهم، لقد صارعوا على كل كرة، ليس بإمكاننا أن نطلب منهم ما هو أكثر”. وأشار المشجع الآخر خوسيه أنطونيو “لو نجح أوسكار كاردوزو في تسجيل ضربة الجزاء التي تصدى لها كاسياس ببراعة، لكانت المباراة اختلفت تماماً”.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©