الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قمة أبوظبي للقاحات تجمع 4 مليارات دولار لمكافحة شلل الأطفال في العالم

قمة أبوظبي للقاحات تجمع 4 مليارات دولار لمكافحة شلل الأطفال في العالم
26 ابريل 2013 01:55
إبراهيم سليم (أبوظبي) - جمعت القمة العالمية للقاحات التي اختتمت أعمالها في أبو ظبي أمس نحو 4 مليارات دولار، 60 % منها من حكومات الدول، و40% مقدمة من الأفراد والمؤسسات الخيرية، لمبادرة استئصال شلل الأطفال في العالم، بحسب ما أعلن بيل غيتس الرئيس المشارك في مؤسسة بيل وميليندا جيتس للأعمال الخيرية. وتتطلب المبادرة توفير 5.5 مليار دولار أميركي على مدى 6 سنوات، فيما تتضمن ميزانية الخطة الجديدة تكاليف الوصول إلى ما يزيد على 250 مليون طفل وتطعيمهم باللقاحات مرات متعددة كل عام، مع الرصد والترصد في أكثر من 70 بلداً، وضمان البنية التحتية التي يمكن أن تستفيد منها البرامج الصحية والتنموية الأخرى. وأعلن بيل غيتس أن مؤسسته ستتكفل بثلث التكلفة الإجمالية لميزانية المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من العالم، والتي ستنفذ على مدى ستة أعوام، لافتاً إلى أن مؤسسته ستلتزم بدفع 1.8 مليار دولار أميركي، وسيتم تخصيص هذه الأموال لتمكين المبادرة العالمية من العمل بشكل فعال لتحقيق جميع أهدافها. وقال: “هذا المبلغ يعادل 73 % إلى ما نصبو إليه، والذي يقربنا إلى الهدف الذي نطمح في الوصول إليه قريباً، وهو القضاء على المرض نهائياً من جميع دول العالم”، لافتاً إلى أن الالتزامات الجديدة التي قطعتها الحكومات والمؤسسات الخيرية المانحة شكلت دعماً إضافياً لبلوغ المرمى المأمول للميزانية في الخطة. وأشار جيتس إلى أن البرنامج العالمي سيسعى لاستئصال شلل الأطفال على جبهات متعددة معاً في الوقت نفسه، لتوسيع نطاق التركيز من أجل تحسين مناعة الأطفال، وحماية المكتسبات التي أحرزها حتى الآن. وقال: “سنتقدم إلى مصانع الأمصال للبدء في إنتاج اللقاحات الجديدة وتوصيلها إلى نحو مليار طفل حول العالم”، لافتاً إلى أن المشكلة لم تعد تكمن في توفير الدعم المالي للمبادرة العالمية، ولكن الأهم هو الوصول إلى الأطفال في الدول الفقيرة لتطعيمهم، وكذلك الالتزام السياسي والأخلاقي للقيادات في تلك الدول. تميز الإمارات وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تميز الإمارات في مجال الرعاية الصحية، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال معاليه في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني الختامي من “القمة العالمية للقاحات”، إن القمة تتعلق بصحة البشرية بلا حدود بين الدول، لافتاً إلى أن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة تؤكد أن المرض غالبا ما يكون له تأثير هائل على التنمية الاقتصادية العالمية والاستقرار السياسي. وأوضح أن جميع المشاركين في القمة على علم بأهمية الصحة الجيدة، فلا يمكن لأي عائلة أو مجتمع أن يزدهر بدون صحة جيدة، كما لا يمكن للمجتمع الدولي أن يزدهر إذا لم تتوفر الصحة الجيدة لجميع أعضائه. وأكد وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أهمية فهم واحترام مختلف القيم الثقافية والاستفادة من تقديم اللقاحات والحاجة إليها بطريقة واضحة ومقنعة، لافتا إلى أن برامج التحصين الناجح تحتاج إلى التزام هائل ومثابرة وقلق حقيقي حول صحة الجميع ودولة الإمارات تميزت في الرعاية الصحية لتحقيق التنمية والتقدم، كما أكد المسؤولية تجاه مساعدة الدول المحتاجة، حيث لا يمكن الحياة في عالم منقسم إلى صحيح ومريض بسبب العرف والعادات أو عدم الفهم، كما لا يمكن السماح بعدم وجود تمويل أن يكون سببا في مثل هذا التقسيم. وأوضح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن الازدهار يمكن أن يحقق صحة أفضل والصحة الجيدة أمر أساسي للنمو الاقتصادي. واستعرضت القمة العالمية للقاحات أمس الأول المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال والخطة الشاملة التي ستستمر لمدة 6 سنوات، وهي الأولى التي تستهدف استئصال جميع أنماط مرض شلل الأطفال، سواءً كانت تلك الحالات التي تعود إلى فيروس شلل الأطفال البري أم إلى الفيروس المشتق من اللقاح. وتغتنم الخطة الجديدة أفضل الفرص لاستئصال شلل الأطفال، إذ انخفض عدد الأطفال الذين أصيبوا بالشلل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، بـ 223 حالة في عام 2012، ولم يزد على 19 حالة حتى الآن خلال العام الحالي، ويرتبط مدى إلحاح استئصال شلل الأطفال بجوانب التقدم الهائل الذي أحرز عام 2012، وبضآلة الفترة التي يمكن الاستفادة من الفرص فيها لإحراز التقدم وإيقاف سراية جميع فيروسات شلل الأطفال قبل أن تعاود إصابة البلدان التي خلت منه من قبل. انقاذ الأطفال وأكدت معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات التزمت بتعهداتها بالقضاء على شلل الأطفال ودعم وتعزيز الصحة للأطفال ليس فقط تجاه أطفالها بل لجميع أطفال العالم، مشيرة إلى أن دولة الامارات لديها تقليد راسخ في شأن تقديم المساعدة الإنسانية بكافة أشكالها للدول التي تحتاجها منذ زمن طويل، وذلك خلال جلسة في القمة العالمية للقاحات التي اختتمت أعمالها في أبوظبي أمس تحت عنوان “خارطة الطريق العالمية للقضاء على شلل الأطفال”. وأكدت معاليها أن إنقاذ الأطفال في الدول الفقيرة من أمراض معدية يمكن الوقاية منها هو بالأساس عمل إنساني نبيل لا يتحقق إلا بتضافر الجهود الدولية والعمل الدؤوب للقضاء عليها، مشيرة إلى أن الاستثمار في مجال اللقاحات من بين افضل الأعمال التي يمكن للإنسان أن يقوم بها لأنها تؤمن حياه صحية للأطفال والأجيال المقبلة في دول العالم. ونوهت بأن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وهي في الميل الأخير تتطلب الالتزام العالمي لدعم المبادة للوصول إلى الرقم (صفر) في عدد المصابين بشلل الأطفال وكذلك العمل على الحفاظ على هذا المستوى حال تحققه. دعم كندي بريطاني وألماني أعلن هانز يورجون بير فيلتز وزير الدولة لوزارة التعاون والتنمية الاقتصادية الاتحادية في ألمانيا، التزام بلاده بدعم المبادرة العالمية للقضاء على مرض شلل الأطفال بقيمة 200 مليون يورو يخصص نصفها للعام الجاري والنصف الآخر للعام المقبل، كما تعهد جوليان فانتينو وزير التعاون الدولي الكندي بتقديم بلاده 250 مليون دولار لدعم المبادرة بزيادة 41% عن السنوات الماضية، مشددا على أن كندا مصممة أكثر من أي وقت مضى على المساهمة في القضاء على هذا المرض الفتاك. وأكد آلان دانكان وزير التنمية الدولية في بريطانيا التزام بلاده بالتخلص من شلل الأطفال حول العالم والوصول إلى الرقم “صفر” خلال الفترة المقبلة، لافتاً الى أنه من أجل هذا الهدف النبيل ستقدم بريطانيا 300 مليون جنيه استرليني خلال السنوات المقبلة لتوسيع نطاق التحصينات في البلدان الفقيرة، فيما تعهد محمد بواتيه وزير الصحة النيجيري بدعم المبادرة بحوالي 30 مليون دولار للعام الجاري، مشيرا إلى أن حكومة بلاده أنفقت 85 مليون دولار لتدعم وتطور خطة التطعيم في نيجيريا خلال العام الحالي. خطط طموحة أعلن خوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية عن دعم الاتحاد الأوروبي للمبادرة العالمية بقيمة 5 ملايين يورو خلال العام الجاري، مشيرا إلى أن المفوضية لديها خطط طموح في ميزانيتها الجديدة لرفع سقف المساعدات للدول الفقيرة الخاصة بالصحة تعادل 5 مرات المساعدات التي قدمت في السابق، لافتاً الى أن الاتحاد الأوربي يدعم بشكل خاص خطط منظمة الصحة العالمية المتعلقة بمكافحة الايدز والسل والملاريا، مشيراً الى مواصلة دعم القضاء على شلل الأطفال في نيجيريا وأفغانستان بمبلغ يصل إلى 1.3 مليار يورو. تحصين الأطفال إنجاز مهم أكد كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة في الكلمة الافتتاحية لجلسة المساء أن جمع 4 مليارات دولار خلال القمة العالمية للقاحات يساعد على تحصين مليار شخص حول العالم وهو ما يعد انجازا في غاية الأهمية، لافتا إلى أن المبلغ المرصود لتمويل المبادرة تم تقديره بنحو 5.5 مليار دولار. وأشار الى أن مرض شلل الأطفال كان في الماضي تهديداً قوياً وألقى بظلاله على صحة الطفولة في العالم وكان يقتل قبل تطوير اللقاح ويتسبب في الشلل لنحو ربع مليون شخص كل عام، مؤكداً ضرورة توصيل اللقاح الى الأطفال وليس تطويره فقط، لافتاً الى أن هذا هو هدف المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال من خلال الدعم والتعاون بين الشركاء على مستوى العالم ، للوصول الى القضاء على المرض بنسبة 100 % واكد عنان أن المبادرة العالمية كان لها دور كبير في خفض حالات الإصابة بالمرض، مشيراً الى أنه لاتزال هناك حالات تقدر بنحو 223 حالة على مستوى العالم وتبقى 3 دول هي نيجيريا وباكستان وأفغانستان لم يتم استئصال المرض منها ما يستوجب العمل بشكل فاعل لتطوير اللقاحات وتوصليها الى الأطفال المهمشين وتوفير الحماية للصحيين والمتطوعين الذين يتوجهون الى الأماكن التي تشهد نزاعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©