الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألمانيا.. الأغلبية مع حظر البرقع

28 أغسطس 2016 22:51
كشف استطلاع جديد للرأي ظهرت نتائجه يوم الجمعة الماضي في شبكةُ «إي آر دي» الإذاعية العامة، أن 81 في المئة من الألمان يؤيدون حظراً لأكثر أنواع الحجاب الإسلامي محافظة في المدارس والمؤسسات الحكومية. أما نوع الزي الذي يريدون حظره، فهو البرقع، الذي يحجب جسم المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها بما في ذلك الوجه»، والنقاب، الذي يحجب كامل الجسم أيضاً باستثناء فتحة صغيرة تتيح للمرأة التي ترتديه الرؤية من خلالها. وكانت أسئلة حول مكانة «الإسلام المحافظ» في المجتمع الأوروبي العلماني قد أثيرت بكثرة في فرنسا وألمانيا خلال الأشهر الأخيرة. وفي يوم الجمعة، أمرت أعلى محكمة فرنسية بلدة ساحلية صغيرة بتعليق حظرها ل«البوركيني»، وهو لباس للسباحة يغطي سائر الجسم ترتديه بعض المسلمات المحافظات. وبشكل عام، يمكن القول إن ألمانيا متأخرة ببضع سنوات عن جارتها بخصوص تقنين وتنظيم كيفية ظهور المسلمين المحافظين في الفضاءات العامة، ولكن نتائج استطلاع الرأي الأخير الذي نشرت نتائجه يوم الجمعة قد تشجع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الدفع أخيراً في اتجاه سن مثل هذا التشريع. وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير -وهو حليف لميركل- قد أعلن تأييده لحظر للحجاب الذي يحجب كامل الوجه في الأماكن العامة. إنها ملابس «لا مكان لها في بلدنا الكوسموبوليتاني»، بحسب تصريح لدي ميزيير يوم الجمعة الماضي، مضيفاً أن الأمر «لا يتعلق بموضوع أمني وإنما بمسألة الاندماج»، داعياً إلى حظره في قاعات المحاكم، والخدمة المدنية، والمدارس، والجامعات. وتعليقات الوزير الألماني هذه أتت بعد أن وعدته ميركل ب«كامل دعمها». كما أنها تتماهى مع موقفها هي الذي يرى أن من شأن حظر البرقع والنقاب أن يساعد المسلمات على الاندماج في المجتمع بشكل أفضل، مع أنه لا علاقة للأمر بتعزيز الأمن. وفي هذا السياق، قالت ميركل في مقابلة منفصلة الأسبوع الماضي: «في فرنسا قاموا بحظر البرقع قبل وقت طويل، ولكن ذلك لم يحل على ما يبدو دون وقوع هجمات إرهابية». وكانت ألمانيا قد رحبت بأكثر من مليون مهاجر، معظمهم قادمون من سوريا وأفغانستان والعراق، وجميعها بلدان مسلمة تعصفها بها الحروب والنزاعات. غير أن مخاوف أثيرت مؤخراً من أن تكون سياسة ألمانيا الكريمة تجاه طالبي اللجوء قد فتحت الباب، على نحو غير مقصود، لدخول إرهابيين بعد موجة من الهجمات. ففي يوليو الماضي، هاجم أحد المتعاطفين الأفغان مع تنظيم «داعش» الركاب على متن قطار مكوكي في وسط ألمانيا باستخدام فأس وسكين، ما أسفر عن جرح خمسة أشخاص. وخلال الشهر نفسه أقدم طالب لجوء سوري أعلن ولاءه للتنظيم الإرهابي أيضاً على تفجير نفسه أمام حفل موسيقي، ما أدى إلى إصابة 12 شخصاً. وموقف ميركل المرحب تجاه حظر جزئي للبرقع قد يعكس أيضاً رغبة في الوقوف في صف الرأي العام بهذا الصدد، مثلما يؤكد ذلك استطلاع الرأي الأخير. يشار هنا إلى أن فصيلًا مهماً داخل حزب ميركل، النظير البافاري للاتحاد الديمقراطي المسيحي، ما انفك ينتقد سياسات المستشارة بخصوص اللاجئين منذ البداية. وإذا قررت ميركل تحديه بخصوص فكرة تحظى بتأييد شعبي واسع مثل حظر البرقع، فإنها قد تواجه احتمالًا قوياً لنشوب تمرد داخل الحزب. * كاتب صحفي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©