ذات يوم، كان في مقدور الهاكر العادي، كسب مبلغ محترم من المال من خلال عالم برمجيات الفدية Ransomware، والبرمجيات الخبيثة التي تغلق جزءاً من كمبيوتر الضحية، وتطلب منه المال لاسترداد القدرة على الدخول إليه مجدداً. الآن، باتت تلك الأيام شيئاً من الماضي. وأنا ألوم العولمة على ذلك.
دخلت برمجيات الفدية مؤخراً إلى الوعي العام، بسبب عملية الابتزاز الشهيرة لمستشفى في لوس أنجلوس، والتحذيرات اللاهثة من شركات الأمن السيبراني. لكن تاريخ هذه البرمجيات يرجع إلى زمن أكثر جاذبية انتشرت فيه الهجمات المُعدّة منزلياً، والموجهة إلى الكمبيوترات الشخصية.
الحادثة الأولى المعروفة كان بطلها عالم انثروبولجيا قام بإرسال 20 ألف شريط مضغوط مصغر عنوانه «معلومات عن الإيدز» إلى المشتركين من المشروعات المتعددة، والمجلات، ومندوبي «المؤتمر الدولي للإيدز. كان ذلك في العام 1989 مع ذروة انتشار وباء الإيدز. وفي ذلك العام ألقى الضحايا بكل شيء عرفوه عن الوقاية من الإيدز بعيداً، وقاموا بدلاً من ذلك بإدخال شريط مضغوط صغير يشتمل على برنامج مسح للفيروس. بمجرد إدخال ذلك الشريط في الكمبيوتر الخاص بالضحية، كان يتم تشفير جميع الملفات الموجودة عليه، وإرسال رسالة بضرورة إرسال 189 دولاراً أو 378 دولاراً إلى صندوق بريد معين في بنما. لكن السلطات سرعان ما ألقت القبض على الجاني.
![]() |
|
![]() |
الجزء الأكثر خطورة على الإطلاق في برمجيات الفدية كان دائماً هو التوزيع، الذي يتطلب نقاط اتصال متعددة: محاولات نقل العدوى للكمبيوتر، والاتصالات المتعلقة بالحصول على الفدية، وكيفية الحصول عليها، وجمع المبالغ المدفوعة.
![]() |
|
![]() |