الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أكاديميون: دمج «التربية الأخلاقية» في المناهج وثبة إلى المستقبل

أكاديميون: دمج «التربية الأخلاقية» في المناهج وثبة إلى المستقبل
28 أغسطس 2016 22:43
عمر الأحمد (أبوظبي) عبر أكاديميون عن سعادتهم واعتزازهم بإضافة مادة «التربية الأخلاقية» بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى منهاج التعليم، وأكدوا أن القيادة الرشيدة تحرص على غرس القيم الأخلاقية المتأصلة في مجتمعنا، والمستلهمة من ديننا الحنيف، ومن موروثنا الأصيل من العادات والتقاليد. وأكد الدكتور محمد البيلي مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن مبادرة «التربية الأخلاقية» لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تجسد بكل وضوح الرؤية الحكيمة والمستنيرة لسموه، في إعداد شباب الإمارات وتحصينهم ضد الأفكار أو التيارات المنحرفة، ليكونوا قادرين تماماً على تحمل المسؤولية في خدمة الوطن والمجتمع، محافظين على مبادئ الدين الحنيف، ويتمثلون ويعتزون به، ويتمسكون بقيم وتقاليد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبتقاليد المجتمع وعاداته الأصلية، مدركين تماماً مكانتهم ودورهم في مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها الدولة، وأن يضيفوا إلى نجاحات دولة الإمارات في المجالات كافة، بصفة خاصة تعميق قيم التسامح، والتعايش، والسلام والرخاء، سواء كان ذلك محلياً أو إقليمياً أو عالمياً. بناء الطالب وأشاد باستشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لأهمية إدراج مادة التربية الأخلاقية في المناهج والمقررات الدراسية على مستوى مراحل التعليم العام والجامعي، في وقت بالغت فيه الأنظمة التعليمية في التركيز على الجوانب والمعارف العلمية في إعداد الطالب، وأغفلت الجوانب التربوية والأخلاقية التي تمثل أساس بناء الطالب وتكامل شخصيته، فجاءت هذه المبادرة لتسد فجوة يعاني منها النظام التعليمي، لتتكامل فيها رسالة المؤسسات التعليمية في بناء جيل قادر على استيعاب جميع المتغيرات والتعامل معها على أكمل وجه. وأضاف أن التكامل بين الجانب المعرفي والأخلاقي ضرورة حتمية تعتمدها الأنظمة التعليمية الحديثة، لتكون أساساً لتقدم الأمم وتطورها. وذكر أن هذه المبادرة تعكس الدور الأبوي للقيادة الرشيدة، وحرصها على مستقبل الأجيال القادمة، وابتكار الحلول والأفكار الناجعة لتحصين أبناء الدولة وتزويدهم بالقيم الأخلاقية والإنسانية لتشكيل مجتمع متلاحم ومتوحد معتز بأبنائه، ومحافظ على هويته الوطنية، ومتفائل بمستقبله. أثر إيجابي من جانبه، ذكر الدكتور محمد فتيحة رئيس قسم التربية في جامعة أبوظبي، أن التربية تمثل بمصطلحها العام إعداد الفرد إعداداً صالحاً للحياة، فلا يمكن فصل التربية والتعليم عن الأخلاق، وتستكمل مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد النهج التربوي المعاصر الذي اختطته الإمارات، تعزيزاً للقيم المجتمعية الأصيلة الواجب تكريسها في عقول الطلبة ونفوسهم، ودعماً لأسس التربية والتعليم التي استمدت قواعدها من ديننا الحنيف. وأضاف أن مادة التربية الأخلاقية سيكون لوجودها كمادة أساسية ضمن المنهاج الدراسي، أثرها الإيجابي في دعم الأخلاقيات، وتأصيل القيم، ومساندة الأسر ودعمها في ترسيخ التربية الأخلاقية الصحيحة، والسليمة، ولعل ما يميز المبادرة أنها تأتي في وقت شديد الخصوصية نظراً لما يتم بثه لأبنائنا وبناتنا في ظل الانفتاح غير المحدود، إضافة مادة التربية الأخلاقية تسهم من دون أدنى شك في تصحيح الكثير من المفاهيم لديهم، والارتقاء بفكرهم، ووعيهم، فضلاً عن النهوض بمداركهم، وتكريس القيم والأخلاقيات والمبادئ السليمة لديهم. لبنة أساسية وقال الدكتور فتيحة «ترتكز مادة التربية الأخلاقية على غرس قيم التسامح والتعاون والعطاء اللامحدود للوطن، وتشجع على الإبداع والابتكار، ما يسهم في استكمال العملية التعليمية، ويعزز الدور التربوي للمدرسة لتكون سداً منيعاً لأبنائنا أمام تحديات العصر، ولتسهم التربية الأخلاقية في تربية جيل واعٍ متحصن بالقيم الإسلامية، والوطنية، والعادات والتقاليد، كما أن المدرسة تعتبر المجتمع المصغر الذي ينهل منه أبناؤنا وبناتنا العلم والمعرفة والأخلاق، فبغرسنا لتلك القيم في نفوس الطلبة وتعزيزه، نضع لبنة أساسية في بناء المجتمع، فبتعزيز القيم، وترسيخ الولاء والانتماء للوطن، ولقيادته الرشيدة، نضع علاجاً للمشكلات التي تطرأ على المجتمع والأسرة، لا سيما أنها نواة أي مجتمع، وعليها دور كبير في تعزيز القيم والفضائل في نفوس الأبناء منذ الصغر، وغرس القيم المثلى التي خلفها لنا الآباء والأجداد». كما ثمن الدور الأبوي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، بإطلاق المبادرة التي تحمل في طياتها رسالة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، صاحب مكارم الأخلاق، والدعم الأبوي والرؤية الشمولية التي توليها القيادة الرشيدة لدولتنا، وحرصها على توفير أرقى الخدمات التربوية والتعليمية لبناء الإنسان، وخلق أفراد متسلحين بالعلم والمعرفة والخلق، مستمدين ذلك من تعاليم ديننا الحنيف وعادات وتقاليد مجتمع الإمارات. ثقافات متعددة ويقول الدكتور عيسى الرئيسي مدير الشؤون الطلابية في جامعة باريس سوربون-أبوظبي، إن إضافة مادة التربية الأخلاقية تلعب دوراً محورياً في توجيه وغرس القيم والمبادئ لدى الأجيال منذ الصغر في ظل الكثير من المتغيرات التي تعصف بمجتمعاتنا في زمننا هذا، كوجود ثقافات متعددة وافدة وغريبة على المجتمع، والتي تتطلب نوعاً من الاحتراز من كثير من الأفكار التي قد تؤثر سلباً على سلوكيات الأفراد والمجتمع. وأضاف أن الانفتاح على وسائل الإعلام التقليدية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، تسبب في تدفق كم هائل من المعلومات التي يتلقاها أبناؤنا، يصعب معها التمييز بين الغث والسمين، ما يستدعي أن تلعب المدرسة والمؤسسات التربوية دوراً بارزاً وجوهرياً في ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية، حيث تقع على عاتق المدرسة مهمة جسيمة في المساهمة في بناء عقل الطالب، وغرس القيم الأخلاقية الأصيلة النابعة من عادات وتقاليد هذا المجتمع الأصيل وأخلاقيات الآباء والأجداد النابعة من موروث حضاري وإنساني من صميم وفكر الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقال: «نجد أن القيادة الرشيدة قد تبنت هذا الفكر القويم والمهم، إيماناً منها بأن القيم والمبادئ الأخلاقية الحميدة تعتبر هي الأسس الراسخة لبناء إنسان الحضارة في كل زمان ومكان. كما أن تأصيل هذه القيم أضحى مصدر إلهام يتوارثه الأجيال عبر الزمن. وبذلك تغدو دولة الإمارات العربية المتحدة بهذه المبادرة من قيادتها الحكيمة مثالاً يحتذى به، وليس هذا بالأمر المستغرب منها، فلطالما كانت هذه القيادة مصدراً لكثير من المبادرات التي لاقت ترحيباً على الصعد المحلية والعالمية كافة». مخاطر التكنولوجيا قال الدكتور مدحت أحمد أستاذ اللغة الفرنسية بجامعة باريس سوربون-أبوظبي :«إن مادة التربية الأخلاقية ستساهم في المراحل الأولى من الدراسة، في تحصين وحماية أبنائنا وبناتنا من الاستخدام العشوائي للتكنولوجيا الحديثة التي قد تعرضهم لاختراقات تنافي القيم الأخلاقية والتقاليد الاجتماعية التي تربى عليها أجدادنا وآباؤنا وتربينا عليها نحن». وأشاد الدكتور مدحت بتوقيت إدخال مادة التربية الأخلاقية حيز التطبيق في عالم التربية والتعليم لما له من مردودات ايجابية على صعيد البناء التربوي والأخلاقي لأبنائنا وبناتنا. الآباء والأمهات أكد الدكتور يوسف لطفي عميد الدراسات العليا في المعهد البترولي، أن مادة التربية الأخلاقية تعزز قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر عند الطالب، كذلك تعمل على المحافظة على القيم والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، بالإضافة إلى الاحترام والتعاون والعطاء. وأضاف أن تربية النشء تقع على عاتق الآباء والأمهات بشكل كبير بالإضافة إلى المعلمين والمعلمات، وقال: على المدرسة مسؤولية أخلاقية في بناء شخصية الطلاب وغرس القيم الصحيحة، وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن ديمومة بقاء الدول مرهونة بمحافظتها على قيمها النبيلة وتمسكها بمبادئها لتواصل طريقها في بناء حاضرها، وما مادة التربية الأخلاقية إلا وسيلة لتجسيد وإعلاء القيم الحضارية والأخلاقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©