الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العراق يطالب إيران بانسحاب فوري من البئر النفطية الحدودية شرق ميسان

العراق يطالب إيران بانسحاب فوري من البئر النفطية الحدودية شرق ميسان
20 ديسمبر 2009 02:29
أكد العراق أمس أن وحدة إيرانية تضم قوة عسكرية وفنيين واصلت لليوم الثاني على التوالي السيطرة على بئر نفطية شرق محافظة ميسان، وطالبت الحكومة العراقية إيران بالانسحاب الفوري معتبرة ذلك انتهاكا لسيادتها الوطنية. وأقرت إيران بالاستيلاء على البئر النفطية قائلة “إنها إيرانية”، وسط إعلان الجانبان سعيهما لنهاية سلمية لنزاعهما الحدودي. وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية محمود الحاج حمود أمس إن “احتلال البئر رقم 4 من قبل 11 إيرانيا بين عسكريين وفنيين استمر اليوم رغم احتجاجاتنا”. وأضاف “اجتمعنا أمس الأول مع السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي لإبلاغه بأن هذا الهجوم غير مقبول، كما أبلغت سفارتنا في طهران وزارة خارجيتهم طلبا لسحب قواتهم، لكنهم لم ينسحبوا حتى الآن”. وتابع “كان الإيرانيون سابقا يمنعون فنيينا من العمل في هذه البئر، من خلال إطلاق الرصاص باتجاههم لكنهم لم يحتلوه أبدا من قبل”. وذكرت مصادر حكومية عراقية أن وفدا عراقيا سيذهب إلى المنطقة الصحراوية النائية اليوم حيث أقيمت خيمة عسكرية إيرانية في مكان قريب. وطالبت الحكومة العراقية إيران بالسحب الفوري لقواتها. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية إن المجلس السياسي للأمن الوطني عقد اجتماعا طارئا لبحث التوغل الإيراني، واستمع للموقف الحدودي الحالي وبالتحديد التجاوز على البئر النفطي رقم 4 من حقل الفكة الذي تم حفره عام 1974”. وأوضح الدباغ أن المجلس أكد أن هذا يعتبر خرقا للحدود وتجاوزا على سيادة العراق وأراضيه، ودعا إيران إلى سحب قواتها وإنزال العلم الإيراني فوراً. وأضاف أن الحكومة العراقية باشرت بخطوات دبلوماسية واتصالات مع الجانب الإيراني لمعالجة هذا التجاوز حفاظا على العلاقات الدبلوماسية مع إيران ورفض أي استخدام للقوة وفرض الأمر الواقع. وأشار الدباغ إلى أن “العراق يدعو إيران لحل جميع المشاكل الحدودية عن طريق الحوار الدبلوماسي وتجنب استخدام القوة العسكرية حفاظا على أمننا المشترك والعلاقات الثنائية”، مؤكدا “سيتم حل هذا الأمر بطريقة هادئة وبعيدة عن أي تصعيد عسكري”. كما أكد أن هذا الحدث لن يؤثر على الصناعة النفطية أو انتاج النفط العراقي، أو تصديره. وأقرت إيران أمس بالاستيلاء على البئر النفطية، مؤكدة أن البئر تقع داخل الأراضي الإيرانية. وقال قائد القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقلته قناة “العالم” الإيرانية الفضائية إن “قواتنا موجودة على أرضنا، وعلى أساس حدود دولية معروفة، وهذه البئر تعود إلى إيران”. وقال متحدث باسم السفارة الإيرانية إن قمي أبلغ الجانب العراقي أن لجنة مشتركة تضم مسؤولين نفطيين وعسكريين من البلدين مسؤولة عن تسوية مثل هذه المشاكل. وأضاف “سنحل هذه القضية بطريقة دبلوماسية”. وأكدت مصادر في ميسان لـ”الاتحاد” أن مجموعة من الصحفيين حاولوا الوصول إلى منطقة الفكة، لكن قوات الحدود منعتهم من التوغل في المنطقة باعتبارها أصبحت منطقة عسكرية خطرة. وقالت إن الساتر الترابي الذي يفصل البئر عن المخفر الحدودي قد تم عبوره من قبل آليتين وحوالي 30 عسكريا إيرانيا ورفع العلم الإيراني عليه. وأضافت أن طائرات الاستطلاع الأميركية تحلق في سماء المنطقة منذ يوم الخميس وتترقب حركة الجنود الإيرانيين على الساتر الترابي، وقوات الحدود يرابضون في أماكنهم دون حركة. في غضون ذلك تصاعدت ردة فعل السياسيين العراقين، فقد أكد عبد الاله كاظم المتحدث باسم طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية أن إيران تستغل وجود كتل سياسية عراقية موالية لها لتحقيق مصالحها وتجاوزاتها على السيادة الوطنية العراقية. وأشار في تصريح لـ”الاتحاد” إلى أن التجاوز على بئر الفكة لم يكن الأول ولن يكون الأخير ما دامت الحكومة تغض النظر عن الكثير من التجاوزات. وكشف كاظم أن الاجتماع الذي ضم الهاشمي وعلي لاريجاني أثناء زيارته إلى بغداد تم التطرق فيه إلى المشاكل العالقة بين البلدين ومن بينها التجاوزات على الحدود العراقية، وتبين أن هناك لجنة شكلت لبحث هذه المواضيع، وهي معطلة من الجانب العراقي لأن الحكومة لم تخصص لها الميزانية المطلوبة لبدء العمل. وقال “إن هناك أحزابا موالية لإيران تريد تمرير مخططاتها في العراق”. من جهته دعا رئيس مجلس النواب العراقي إياد السامرائي الحكومة الإيرانية إلى إيقاف التجاوز وسحب القوات الإيرانية من الأراضي العراقية فورا. وقال “الكل يعلم أن العراق لديه مسائل عالقة مع إيران، لكن هذه القضايا لا تحل بشكل فردي أو عسكري بل بالحوار والتفاهم وتطبيق الاتفاقات والاعتراف بحقوق الجميع “. كما دعا السامرائي الحكومة العراقية إلى التعامل مع هذا الملف بصورة جدية “وترك أسلوب التباطؤ الذي يميزها”، مؤكدا أن “على الحكومة العراقية التحرك بصورة سريعة لإنهاء هذا التجاوز، لكن إذا ما قصرت فإن من واجب البرلمان الضغط عليها لاتخاذ الإجراءات المطلوبة بالسرعة الممكنة”. واستنكرت شخصيات ومجالس عشائر عراقية الخرق الإيراني، فيما أنذر مجلس عشائر الجنوب الإيرانيين بسحب قواتهم من الأراضي العراقية.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©