يسرا: ملائكة وشياطين حكاية مصرية برؤية سورية

هي دائماً نجمة ''فوق العادة''، وسفيرة تخطف عدسات المصورين أينما حلت، كما تخطف إعجاب ومحبة جمهورها في كل مكان، وإن التقت هذا الجمهور سبقتها ابتسامتها وقسمات وجهها التي تنطق بالفرح والسعادة والارتياح، دلالة على الإلفة والمودة القائمة بينها وبين جمهورها الذي تبدي حرصاً فائقاً على التواصل معه، أمّا إذا تحدّثَتْ فلا يخلو كلامها مما يعني الناس ومشاكلهم ومتاعبهم وهمومهم اليومية· أيضاً هي لا تفصل فنها عن مهمتها الإنسانية كسفيرة للأمم المتحدة، تسعى إلى خدمة مجتمعها من خلال جهود إنسانية مكثفة هنا وهناك· الفنانة يسرا·· لعبت في آخر أعمالها دور البطولة في مسلسل ''في أيد أمينة'' الذي عرض حصرياً خلال شهر رمضان علي قناة دبي، وما زالت تعيش القلق من ردة فعل الجمهور للعمل، زارت دبي مؤخراً، وسألناها عن انطباعاتها عن الزيارة، فقالت: ''عندما أكون في الإمارات دائماً ما أستشعر أنني بين ''أهلي وناسي''، أشعر عندما أحضر إلى هنا أنني في أكبر المهرجانات العالمية، فاحتفاء الناس بي في الإمارات يصعب وصفه، لست غريبة عن الناس، أنا منهم، ولهم، لذا فإنني أركز خلال هذه الفترة على الأعمال التي تتعلق بحياة الناس ومشاكل المجتمعات العربية بشكل عام، وهي في العادة مشاكل متشابهة تقريباً، فالمجتمعات العربية نسيج واحد وقضايانا واحدة، وهموم الناس وتطلعاتهم وأحلامهم وآمالهم واحدة''· وعن اختيارها سفيرة للأمم المتحدة للقضايا الإنسانية، تقول: ''إنه شرف لي أن أساهم، ولو بجهد إنساني متواضع، في التصدي لظواهر سلبية عديدة تشهدها مجتمعاتنا، وفي مقدمها مشكلة أطفال الشوارع، وعمالة الأطفال، وسوء استخدامهم، وتسربهم من التعليم، وتعرضهم للخطف والابتزاز، ومسألة ختان الإناث، وهي كلها مشاكل اجتماعية وإنسانية خطيرة، أحرص بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة في مصر، وكافة المؤسسات الخيرية والرسمية في عالمنا العربي على مواجهتها، والتوعية بمخاطر إهمالها، وأدعو الناس سواء بشكل مباشر، أو من خلال أعمالي الفنية، ومنها الأعمال الدرامية الجديدة التي بدأتها في رمضان الماضي والحالي، أدعوهم إلى عمل الخير في كل المجالات، ومقاومة الظواهر السلبية في المجتمع، ذلك أنّه لا بدّ لنا أن نسعى معاً لتنظيف سلوكياتنا وأخلاقنا وضمائرنا''، وما من شك أن أي قضية أو مشكلة تؤثر في المجتمع سلباً أو إيجاباً تؤثر في شخصياً، فأنا إنسانة وجزء من هذا الكيان، وأتمنى من كل فرد أياً كان موقعه ودوره أن يساهم في هذه الحملة ولو بجهد يسير''· ''ملائكة وشياطين'' أما عن آخر أعمالها، فتقول يسرا: ''انتهيت منذ أكثر من شهرين من تصوير بعض مشاهد العمل الجديد (ملائكة وشياطين) في حي جاردن سيتي بمدينة الإنتاج الإعلامي، والعمل قصة المصور الشهير عادل مبارز، وسيناريو وحوار محمد الصفتى في أول تجربة تلفزيونية له، ومن إخراج السوري محمد عزيزية''· وعن إصرارها على التصوير في أجواء صعبة وتحت الشمس الحارقة، تقول يسرا: ''أنا بطبيعتي مقاتلة عنيدة، ولا أعبأ كثيراً بالظروف الطبيعية مهما كانت قسوتها، وهناك أفلام سينمائية صورتها في ظروف أصعب بكثير، وزاد المخرج محمد عزيزية من حماسي، فهذه ثاني تجربة تجمعني به بعد تجربتنا السابقة (قضية رأي عام) الذي عرض خلال رمضان الماضي، وحقق ردة فعل كبيرة لمناقشته قضية في غاية الحساسية وهي نظرة المجتمع للمرأة المغتصبة· ولأن عزيزية مخرج محارب بطبيعته فقد اتفقنا على مواصلة العمل مهما كانت الظروف قاسية، وخاصة أنها مشاهد نهارية، ولا يجوز أن ننتظر حتى ينتهي الصيف، إننا نسابق الزمن من أجل سرعة الانتهاء من التصوير والمونتاج حتى يتسنى للجهة المنتجة (العدل جروب) تسويقه للقنوات الفضائية''· ''في أيد أمينة'' عن مسلسل ''في أيد أمينة'' الذي تابعه المشاهدون في الموسم الرمضاني المنصرم، تشير النجمة يسرا إلى أن هذا العمل اشترك في كتابته كل من عادل مبارز ومحمد الصفتي، لكنه برغم ذلك خرج في صورته النهائية موحّداً كأنّ شخصاً واحداً كتبه كاملاً· وهذا دليل على وجود روح الجماعة في المسلسل منذ كتابته، وتضيف: ''أهم ما جذبني لهذا العمل، أنه يناقش فكرة جديدة ومختلفة ومثيرة في الوقت نفسه، حيث قدمت شخصية صحفية في قسم الحوادث بإحدى الصحف، يوكل إليها مهمة تغطية إحدى جرائم اختطاف الأطفال· والأحداث عامة تدور في إطار اجتماعي بوليسي لكنها محرومة من الإنجاب· والعمل تم تصويره بتكنيك سينمائي وبكاميرا واحدة (هاي ديفينيشن) تماماً مثلما صورنا (قضية رأي عام)· وأعتقد أن العمل كان مباراة في الأداء، وأنني سعيدة جداً بما سمعته من إشادات بعد عرض الحلقات الأولى من المسلسل، ونحن كفريق عمل فخورين بردود أفعال الجمهور، وان شاء الله يكون نال اعجاب الناس، والنقاد قالوا عنه أنه عمل (جامد جداً)، ودراما صادمة جداً وجريئة''· وعما يقال من أن المسلسل تناول قصصاً حقيقية من الواقع، تؤكد النجمة يسرا: ''نعم·· انها في معظمها قصص ووقائع حقيقية، أو أنها جزء من الواقع الذي نعيشه بكل تفاصيله، استلهمها الكاتب وبنى القصص الدرامية عليها، لذا أتصور أن العمل نال رضا الجمهور العربي، وأستشعر أنه حقق الهدف الانساني الذي نسعى اليه، قبل أن يكون هدفا دراميا، أو متعة درامية تنتهي بانتهاء مشاهدتها''· وعما اذا كان التنافس الرمضاني يشغلها وسبب لها بعضا من القلق، تجيب يسرا: ''التنافس الرمضاني لم يكن يشغل بالي على الاطلاق، أنني أراهن هذه المرة (على البطولة الجماعية) أولا، والجودة الفنية للنص والصورة ثانياً، وخبرة المنتج جمال العدل في التسويق للفضائيات ثالثاً'