الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإشاعة.. والأوهام

الإشاعة.. والأوهام
1 أكتوبر 2008 21:42
* المشكلة أنا فتاة في منتصف العشرينات، أعمل في مؤسسة حكومية، وأحظى بعلاقات وسمعة طيبتين، إلا أنه في الفترة الأخيرة انتشرت إشاعات بين الزملاء عن وجود علاقة ما، أو خطوبة بيني وبين زميل تربطني به علاقة مودة واحترام متبادل، ومنهم من قال إنها مشروع زواج بيننا نتيجة اهتمام كلانا بالآخر، وحديثنا الودي من حين لآخر، ووصلتني هذه الإشاعة، فانزعجت لسماعها ونفيت صحتها، إلا أنني بيني وبين نفسي تمنيت لو كانت صحيحة! وقلت في نفسي قد تكون سبباً في إنطاقه ولو بالتلميح أو شيء من هذا القبيل، إلا أن الإشاعة بلغت مسامعه، فانفعل غاضباً مبدياً لي اعتذاره لكونه سبباً في انتشار هذه الإشاعة، وأنه لن يسمح لأحد بتشويه سمعتي، وما إلى ذلك، ولا جديد بعد كل ذلك، فاعتبرت هذه الحادثة بمثابة البداية، إلا أنني اكتشفت أنه لا يفكر في الارتباط بي مطلقاً، وأنني كنت واهمة، واحترت في أمر هذا الرجل، إذا كان لا يبادلني الشعور نفسه فلماذا يناديني مثلاً بأعز الناس؟! ولماذا لا يتركني ليلة إلا ويرسل لي أمنياته لي بليلة سعيدة؟! ولماذا طلب مني أكثر من مرة في رسائله أن أعده بأنني لن أقطع علاقتي به مهما حصل؟! لم أعد أفهم هذا الرجل، وقد تعرفت مؤخراً إلى زوجته، ولمست أنها لا يعيبها شيء، وأصبحت أؤنب نفسي على مجرد التفكير فيه· تُرى لماذا وضع الله هذا الرجل في طريقي؟ ماذا أفعل لكي أخرج من هذه الورطة؟ أريد أن أنتزع هذا الحب من قلبي، لكني لا أدري كيف! لا أريد أن أكون له لا زوجة ثانية ولا ثالثة، بل أريد أن أنجو بنفسي منه، فما السبيل إلى ذلك؟ زينة * الحل ربما يكون من الصعب تفسير نفسية هذا الرجل، فقد يكون محباً حقاً لك، لكنه يحترم زوجته ولا يريد أن يؤذي مشاعرها، أو أنه يحسب خطواته جيداً خشية أي رد فعل مؤذٍ له من طرفها· فكونه انزعج من الإشاعة التي انتشرت في مكان عملك، فهذا قد يدل على احترامه لك وخشيته على سمعتك، لكنه قد يدل على أنه يخشى على سمعته أيضاً، خاصة خشيته أن يصل أي شيء من هذه الإشاعات إلى زوجته، واعتذاره لك قد يشير إلى أنه رجل ''جنتلمان'' أو قد يقصد باعتذاره هذا أن يقول لك: لا تذهبي وراء الإشاعة، بل إياك أن تحوّليها إلى حقيقة! لكن بقي علينا أن نفسر ماذا وراء هذه الرسائل التي يرسلها لك كل ليلة، وماذا يقصد بطلبه ألا تقطعي علاقتك به مهما حصل، وتفسيره -حسب رأيي- لا يتعدى احتمالين: الأول: إما أنه ينطلق من سيكولوجية الذكر الذي يهوى أن يكون له أكثر من أنثى، وبالنسبة لهذا الرجل يرى أنه برسائله تلك يحتفظ بك حتى لو لم ينل منك سوى الكلام، بينما هو في الحقيقة عاجز عن الفعل· والثاني: أنه طفل كبير محروم من الحب في بيته، ولذلك هو يبحث عنه -شعورياً أو لا شعورياً- فوجده لديك، ولكنه لا يريد أكثر من ذلك، ولا يستطيع أكثر من ذلك· والاحتمالان يخبرانك بأنه لا طائل وراء تلك الرسائل، ولذلك أحسنت بسؤالك كيف الطريق إلى نسيانه، ومن الناحية العقلية أنه لا جدوى من الركض وراء السراب، فالعاقل هو الذي يتبصر بالعواقب، وهو الذي يضع النقاط على الحروف خاصة إذا كان الطرف الثاني عاجزاً عن ذلك· لعلك أدركتي ماذا أقصد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©