الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراجات النارية خطر يكبحه الالتزام بقواعد السير

الدراجات النارية خطر يكبحه الالتزام بقواعد السير
15 يناير 2014 09:16
هناء الحمادي (أبوظبي) - لا يختلف اثنان أن الدراجات النارية تشكل خطراً كبيراً على سلامة الجميع سواء من يمشي على قدميه أو أصحاب المركبات في حال لم يلتزم قائدوها بالتعليمات المرورية، كما إنها تمثل خطراً على مالكيها وأسرهم، وطوارئ المستشفيات تعج بأصحاب الكسور، التي تسببت فيها تلك الدراجات والحال ينسحب على أماكن العلاج الطبيعي التي تكتظ بالعشرات من هؤلاء سواء كانوا من المشاة أو الذين كانوا على متن تلك الدراجات سائقين أو راكبين. إحصاءات ودلالات كشفت إحصاءات الإدارة العامة للتنسيق المروري، بوزارة الداخلية، عن وفاة 16 شخصاً في 210 حوادث دراجات وقعت خلال العام الماضي، فيما أطلقت الإدارة، حملة توعية مرورية تحت شعار «احذر مخاطر الدراجات»، تستمر ثلاثة أشهر، وتهدف إلى توعية مستخدمي الدراجات، وجميع فئات المجتمع، خاصة الشباب والأسرة، بالالتزام بقواعد السير والمرور، لتجنب وقوع الحوادث. إلى ذلك، قال العميد غيث حسن الزعابي، مدير عام الإدارة العامة للتنسيق المروري في وزارة الداخلية، إن الحملة تأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الشرطية؛ لبلوغ أعلى مستويات السلامة المرورية، وفي إطار الخطة الاستراتيجية لقطاع المرور للأعوام من 2014 إلى 2016، والتي تشتمل هذا العام على 24 حملة مرورية، منها 4 حملات رئيسة موحدة على مستوى الدولة، و20 حملة فرعية حسب القضايا المرورية لكل إدارة، بالإضافة إلى الحملات التي تنظمها إدارات المرور لتعزيز السلامة المرورية والحد من الحوادث وحالات الدعس. وذكر الزعابي أن الإحصاءات المرورية تشير إلى وقوع 210 حوادث دراجات خلال عام 2013، نتج عنها وفاة 16 شخصاً، وإصابة 235 شخصاً بإصابات تراوحت بين البليغة والمتوسطة والبسيطة، نتيجة لعدم التزامهم بقواعد السير والمرور وتعليمات عناصر الشرطة. تعزيز الوعي أكد الزعابي أهمية تعزيز الوعي المروري لدى سائقي الدراجات وتجنيبهم مخاطر الاستخدام غير الآمن، وتوافر وسائل الأمان والسلامة، خصوصاً الدراجات النارية وسائقيها، والحرص على ارتداء الخوذة الواقية أثناء القيادة والالتزام بأنظمة وقواعد السير والمرور، وإبراز دور الأسرة في عدم السماح للأطفال بقيادة الدراجات في غير الأماكن المصرح لها، واستخدام وسائل السلامة كافة خاصة في العطلات الرسمية. وأوضح أن الإدارة العامة للتنسيق المروري بوزارة الداخلية تنفذ الحملة بالتعاون والتنسيق مع إدارات المرور والترخيص بالدولة، والجهات الأخرى المعنية بالسلامة المرورية في القطاعين العام والخاص، والتي تدعم هذه المبادرات، لإيجاد بيئات آمنة وطرق خالية من الحوادث، مؤكداً الحاجة لدعم الجهود الإعلامية المبذولة من قبل الجهات المعنية كافة، وإبراز دور وزارة الداخلية والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة والمعنية بموضوع الحملة. تجارب مؤلمة لم تتخيل أنها ستتعرض لحادث خطير بينما كانت تقود سيارتها الحديثة التي اشترتها مؤخراً، وهي بصحبة أبنائها الصغار بعد نهاية الدوام المدرسي، والمتسبب بذلك هو شاب يقود دراجته النارية يقود بتهور ورعونة من دون التقيد بالسرعة المطلوبة على الطريق، لتكون نتيجة ذلك اصطدام مباشر نجت منه بأعجوبة، ولا تزال بدرية خالد (موظفة حكومية)، تتذكر الرعب الذي اكتنفها وهي تشاهد الدراجة تصطدم بها. وتقول «أيقنت أن آثار هذا الحادث ليست سطحية رغم إنني لست المتسببة به، والسبب هو استهتار قائد الدراجة الذي كان يلف يميناً ويساراً على الطريق غبر مبال بالسيارات المتواجدة في الطريق، وغير متقيد بقواعد المرور«، مضيفة أن وزارة الداخلية متمثلة بالإدارة العامة للتنسيق المروري تقوم بالكثير من حملات التوعية المروية والمحاضرات حول خطورة قيادة الدراجات النارية بتهور، وخاصة الشباب الذين لا يلتزمون بقواعد السير والمرور ليتجنبوا من وقوع الحوادث. ولكن رغم ذلك إلا إن البعض من المتهورين ما زالوا غير ملتزمين بقواعد السير. وفي حادث مشابه يروي حمزة هارون، مأساته التي عاشها ليروي شريط الحادث المؤلم الذي لم يكن هو المتسبب به، يقول «وأنا في طريقي إلى المنزل عائداً من السوق كان إلى جوار سيارتي دراجة نارية عليها شابان ومن دون سابق إنذار انزلقت الدراجة أمام سيارتي ما تسبب في دعسهما، وقد أسرعت لإنقاذهما ورغم أن الذهول أصابني لكني قمت بنقلهما إلى المستشفى، وأحد هذين الشابين كانت حالته خطيرة جداً ودخل في غيبوبة وتحملت المسؤولية كاملة، ومنذ وقت الحادث وأنا أتحمل كامل مصاريف علاجه». ويقدم الأربعيني أحمد عادل (موظف)، مثالًا على تهور بعض أصحاب الدراجات النارية أثناء قيادة السيارة على الطرقات بقوله «كثيرا ما نتفاجأ بقائدي الدراجات النارية يقودون بتهور، يتنقلون من مسار إلى مسار متخطين السيارات يمينا ويسارا، ونراهم يسابقون السيارات، غير منتبهين لمن حولهم، ما يسبب كثيراً من الحوادث». ويضيف «حوادث الدراجات النارية لا تتوقف عن هدر النفوس يوماً بعد يوم ومن المعروف أن أي حادث يواجه الدراجة النارية يصيب سائقها مباشرة، لذا فأغلب حوادثها تؤدي إلى الوفاة»، لافتاً إلى حادث آخر راح ضحيته شابان في مقتبل العمر كانا يركبان دراجة واحدة فتعرضا لحادث سقوط ولقيا حتفهما. وسيتم تنفيذ حملة التوعية المرورية «احذر مخاطر الدراجات»، عبر العديد من الوسائل الإعلامية، منها الإذاعة والصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية والإنترنت، كما ستعقد حلقات نقاشية إعلامية يتم من خلالها استضافة عدد من المسؤولين للتواصل مع الجمهور بشأن الحملة، وما تتضمنه من قيم وثقافة مرورية، كما سيتم طرح موضوع الحملة على بعض مواقع الإنترنت، خاصة المنتديات، كما سيتم توزيع ملصقات وكتيبات ومطويات على العديد من المراكز العامة، ومحطات الوقود. علاج طبيعي أكد الدكتور رمضان قاسم، صاحب مركز للعلاج الطبيعي بدبي من خلال معالجته للكثير من قائدي الدراجات النارية الذين يعانون من كسور أو شلل نصفي نتيجة قيادتهم للدراجات بطريقة متهورة، أن البعض منهم يجلس على مقاعد متحركة مصابا بالشلل بسبب غياب الوعي بخطورة حوادث الدراجات النارية. ويشخص الدكتور هذه المشكلة قائلا «إنها واحدة من أكثر المشاكل التي تحتاج إلى الجهود لإيقاف هذه الحوادث التي تمزق أجساد شباب ما زالوا في مقتبل أعمارهم، ولذلك لا بد من وجود إجراءات تكفل الحد من هذه الحوادث المميتة التي أحيانا كثيرة تحصد أرواحهم من دون انتباه ووعي بمخاطر استخدامهم للدراجات». وعن الحالة النفسية لمرتادي مركز العلاج الطبيعي من الناجين من حوادث الدراجات النارية، يذكر رمضان أن معظمهم يصابون بحالات يأس واكتئاب وإحباط شديد، خاصة بعد إصابتهم بإعاقة، لذلك يوجد أخصائيون نفسيون في المركز يقومون بعلاج بعض الحالات لإخراجهم من حالات الإحباط والاكتئاب، وهذا جزء من العلاج الطبيعي، الذي يتطلب أحيانا طويلة شهورا ليعود المصاب إلى حالته الطبيعية. وعن الإصابات التي تصيب سائقي وراكبي الدراجات قال: تتمثل الإصابات في الكسور والضربات المؤثرة على الدماغ والجهاز العصبي الطرفي مؤكدا إن المركز يستقبل تلك الحالات ويعالجها بوساطة العلاج الطبيعي، وإعادة التأهيل عبر أخصائيين في هذا المجال .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©