الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الغفلي وزينب الطنيجي: من الإعاقة إلى الإبداع

محمد الغفلي وزينب الطنيجي: من الإعاقة إلى الإبداع
26 ابريل 2013 06:02
أبوظبي (الاتحاد) ـ ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب نظمت “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” حلقة نقاش لكتابين يحكيان قصة نجاح شابين إماراتيين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وتأتي هذه المبادرة بالتعاون بين الهيئة ودار كُتّاب للنشر في إطار مبادراتها المجتمعية الداعمة للمبدعين من كل فئات المجتمع بهدف إلقاء الضوء على المبدعين الجدد في الإمارات من جهة، وفي نفس الوقت تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الاندماج في المجتمع بصورة طبيعية. “للحياة مذاق آخر” و”ألوان الحياة”، كتابان يعكسان تجربة مميزة لشابين إماراتيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، هما الإعلامي محمد الغفلي والرسامة زينب الطنيجي. “للحياة مذاق آخر” تجربة خاصة يروي خلالها محمد الغفلي قصة تحديه لإعاقته البصرية التي لم يخجل منها ولم تكن يوما ما عائقا أمام تحقيق طموحاته كأي شخص عادي، وقد تجلى هذا الفخر بإنجازاته خلال تقديمه لكتابه. الكتاب يوصّف سيرة الغفلي الذاتية خاصة منها ما اتصل بإعاقته البصرية التي وفرت له فرصة خاصة ليكون مبدعا يتحدث بصوت شريحة كبيرة من أمثاله الذين فقدوا البصر لكن عوضتهم البصيرة القوية وآمال كبيرة في إثبات الذات والوجود. كما تحدث الغفلي في كتابه عن قصته مع شريكة حياته، التي أهداها كتابه “للحياة مذاق آخر” ليس باعتبارها كفيفة مثله، بل لأنها قهرت إعاقتها ووفّرت له كثيرا من أجواء الكتابة والإبداع. وأكد الغفلي، خلال جلسة توقيع الكتاب مساء أمس الأربعاء ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، أن التطور التقني ساعده كثيرا على تنمية قدراته التواصلية، فهو الآن ناشط في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وحسابه على تويتر ساعده على بناء شبكة تواصل كبيرة. محمد الغفلي إعلامي إماراتي متنوع مجالات الإبداع منها الشعر والمسرح؛ وهو يؤكّد أن عائلته كانت الداعم الأساسي له، خاصة وأن بها ثلاثة من الأبناء الآخرين يعانون من نفس الإعاقة البصرية. وهذا الأمر لم يثن من عزم الأم على أن تجعل من أبنائها المكفوفين أشخاصا منتجين وفاعلين في مجتمعهم، بل ويتميزون عن غيرهم بميزة الإبداع. تجربة مماثلة في تجاوز الإعاقة المادية ترويها الشابة زينب الطنيجي، ذات العشرين ربيعا، في كتابها “ألوان الحياة”. وهو عبارة عن مجموعة من الرسومات، أغلبها كارتونية، تبرز الكثير من شخصية زينب، وتكشف تفاصيل عجزت عن التعبير عنها بالكلام فعبّرت عنها بالرسم، الذي وجدت فيه وسيلة لكسر طوق التوحّد؛ فراحت تخلق عالمها الخاص في الرسوم القصصية التي تنقل لنا ما يجول بخاطر هذه الشابة. تولت تنظيم هذه الفعالية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ودار كتّاب للنشر في إطار مبادرة مجتمعية لدعم المبدعين من كل فئات المجتمع، وخصوصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتكون مثل هذه المبادرات فرصة لهم للتواصل ونشر إبداعاتهم، مثلما هو الحال مع محمد الغفلي وزينب الطنيجي. وأكد خالد هادي، مدير قطاع الاتصال والتسويق في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على أهمية دور المؤسسات الحكومية والرسمية في خدمة المجتمع بكافة فئاته، وتعزيز البعد الإنساني والثقافي في تنظيم مختلف الفعاليات، ويشمل ذلك بالطبع تقديم الدعم لكافة المبدعين الإماراتيين بمن فيهم الفئات التي ربما لم تجد فرصتها بالاهتمام والظهور كفئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار إلى أنّ الكاتبين يُقدّمان قصصاً ملهمة، وهذه دعوة لغيرهم من المبدعين الذين يجدون صعوبات في الوصول إلى قنوات تنشر إبداعهم وتدعمهم للمضي قدما والتواصل معنا. ومن جهته أكد الإعلامي جمال الشحي، صاحب دار نشر كتّاب، أن هذه خطوة تدعمها الدار في إطار اهتمامها بنشر مؤلفات الكتاب الشباب، إضافة إلى فتح نافذة لذوي الاحتياجات الخاصة لتشجيعهم وحفزهم على لعب دورهم الطبيعي في المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©