الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انطلاق فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة تحت شعار «تمكين المترجمين»

26 ابريل 2013 20:51
أبوظبي (الاتحاد) ـ افتُتحت مساء أمس في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في العاصمة الإماراتية أعمال مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة الذي ينظمه مشروع “كلمة” التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحت شعار (تمكين المترجمين)، وذلك ضمن الفعاليات الثقافية الموازية للدورة الـ 23 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والذي تنظمه الهيئة من 24 ولغاية 29 إبريل 2013. وحضر حفل الافتتاح سعادة جمعة القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في الهيئة مدير معرض أبوظبي للكتاب، والدكتور علي بن تميم مدير مشروع “ كلمة “ للترجمة، وممثلون عن المؤسسات والهيئات الثقافية الكبرى في مختلف الدول العربية والأجنبية، وحشد غفير من الضيوف المختصين والأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي والإعلاميين. مخزون الفكر وفي كلمة افتتاحية باسم سعادة مبارك حمد المهيري، مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة القاها المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في الهيئة مدير معرض أبوظبي للكتاب جمعة القبيسي، أشار إلى أن المؤتمر سيبحث في سبل التشارك بتطوير مخزون الفكر الإنساني، وأكّد على أن الدورة الحالية ستكون فضاءً حقيقياً للتبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات. وقال في كلمة الافتتاح “يُسعدنا أن يتواجد معنا اليوم هذا الطيف الواسع من صنّاع الكتاب والترجمة، وأهل الفكر والأدب والمعرفة، ومن ضيوفنا المبدعين من مختلف القارات والجنسيات، متوافدين إلينا للبحث في سبل التشارك بتطوير مخزون الفكر الإنساني الممتد عبر العصور، والمشاركة بفاعلية في مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة تحت شعار (تمكين المترجمين)”. ونوّه بأن المؤتمر يأتي بالتزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 23، وتكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، والإعلان عن الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، فضلاً عن افتتاح متحف (اللوفر أبوظبي) لمعرض (نشأة متحف) في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، وشدد على أن هذه المناسبات مجتمعة “تزداد ألقاً وتطوّراً، بما يجعل من دورة هذا العام فضاء حقيقياً للتبادل الثقافي والتسامح وحوار الحضارات”. وتابع “يأتي تنظيم مشروع (كلمة) في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لهذا المؤتمر، في إطار دوره كجسر يربط بين مختلف ثقافات العالم والثقافة العربية، ومواصلة لتوصيات مؤتمره الأول في العام الماضي الذي عُقد تحت شعار (الترجمة وآفاق اللحظة الراهنة)”. وأوضح أن فعاليات مؤتمر أبوظبي الدولي الثاني للترجمة والتي تستمر أربعة أيام “ستتضمن أربع ورش عمل تدريبية متخصصة حول الترجمة الأدبية، بمشاركة مجموعة من المترجمين ذوي الخبرة والكفاءة والأكاديميين، والعديد من طلبة الجامعات الإماراتية في أقسام الترجمة واللغويات”. وجدد القبيسي التأكيد على الدور الذي تلعبه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في سياق السعي لتصبح أبوظبي إحدى أهم الوجهات السياحية والثقافية على مستوى العالم، وقال “تدعم الهيئة مختلف أنشطة الفنون الإبداعية والفعاليات الثقافية بما يسهم في إنتاج بيئة حيوية للإبداع ترتقي بمكانة التراث والفنون والثقافة في الإمارة.. وتقوم بدور رئيس في خلق الانسجام وإدارته لتطوير أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية من خلال التنسيق الشامل بين جميع الشركاء”. وتابع “لقد شهدت دولة الإمارات في الفترة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في مجال العمل الثقافي، وأطلقت العديد من أهم المشاريع عالمياً، بما يعنيه ذلك من تحفيز للحراك الثقافي، وإغناء لحركة التواصل والتبادل الثقافي. ويبرز هنا مشروع المنطقة الثقافية في السعديات، بما يُجسّده من رؤى مستقبلية واعدة تملكها أبوظبي لتصبح إحدى أهم الوجهات السياحية والثقافية على مستوى العالم”. ونوّه خصوصاً بمشروع (كلمة) التابع للهيئة كواحد من أهم المشروعات الفاعلة في مجال نشر الثقافة والمعرفة في المنطقة العربية عموماً، وقال “لعلّ ما يُلاقيه مشروع (كلمة) للترجمة من نجاحات متواصلة، يؤكد بوضوح مدى التطور الكبير في المشهد الثقافي الإماراتي، حيث بات (كلمة) يعتبر أحد أهم المشروعات الفاعلة في مجال نشر الثقافة والمعرفة في إمارة أبوظبي والمنطقة العربية عموماً، وتمكن من تحقيق قفزة نوعية في سدّ النقص الذي تعانيه المكتبة العربية من الكتب المترجمة عن مختلف اللغات العالمية”، وأعرب عن أمله أن يحقق الأهداف المرجوة منه والوصول لآليات تنفيذية تساهم في تضافر كافة الجهود نحو بلورة رؤية استراتيجية عربية للنهوض بصناعة النشر والترجمة وفق قوله. رواد الترجمة من جهته عبّر علي الشعالي، مقرر اللجنة الاستشارية للمؤتمر، في كلمته عن شكره للعاصمة الإماراتية أبوظبي متمثلة بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لمبادرتها باستضافة رواد الترجمة للمرة الثانية ومنحهم فرصة الإدلاء بآرائهم ومقاربتها بالآخرين، مؤكداً على أن المؤتمر في دورته الأولى حقق أكثر من المرجو منه، كما أعرب عن فخره بالعمل وزملائه على مشروع بهذا الحجم والأهمية. وتضم اللجنة الاستشارية للمؤتمر بالإضافة للشعالي كل من الباحث والأكاديمي الدكتور عز الدين عناية والباحث والمترجم تحسين الخطيب والناشطة الثقافية والمترجمة مروة هاشم. وقدّم الميسرون لمحة عن طريقتهم في إدارة الورش الخاصة بهم والأساليب التي سيعتمدها كل منهم إضافة إلى النتائج المتوقعة عن هذه الورش. ..وتحدياتها وضمن جلسات المؤتمر، وحول حركة الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، تركز مروة هاشم على ترجمة الأدب، مُبيّنة تاريخ نقل الآداب العربية إلى اللغات الأجنبية، وموضحة أهمية النقل الأدبي لما يحمله من مضمون ثقافي وحضاري. وكذلك أهم الانجازات وأبرز الجهود التي بُذلت في هذا الشأن منذ بدايات عصر الترجمة العربية، وتعرض لحالة ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى اللغات الأخرى موضحة الأسباب المؤدية إلى ما تعيشه حركة ترجمة الآداب العربية، مقترحة طرق التغلب عليها لتحقيق دورها في نقل رسالة واضحة راقية تجسد ثقافة وحضارة العرب. أما فيليب كينيدي، المحرر الرئيسي في مكتبة الأدب العربي، فيقدّم عرضاً قصيراً عن المكتبة التي أُطلقت حديثاً، ويستعرض الأهداف والتحديات التي تواجه (مكتبة الأدب العربي) كمشروع ثنائي اللغة، وتحديات ترجمة ونشر المواضيع المستعصية كالنصوص العربية الكلاسيكية، ونظرة عامة على الأعمال المقبلة بما في ذلك استعادة الشعر القديم في ترجمات القرن الحادي والعشرين الإنجليزية. أما موريتس فان دين بوغيرت فيتحدث عن طبعة لكتاب صادر عام 1866، وإعادة نشرها إلكترونياً في الانترنت بترجمة جديدة تحمل عنوان (أصول الدولة الإسلامية)، فضلاً عن التطبيقات العملية ومشاكل التحوّل من الطبعة الورقية إلى الطبعة الإلكترونية. ويُشارك في المؤتمر ما يزيد عن 60 خبيراً وأكاديمياً من 20 دولة عربية وأجنبية، وعدد من طلبة الجامعات الوطنية والعربية والعالمية الذين يدرسون الترجمة، ويسعى لتأكيد أهمية الدور الذي تلعبه الترجمة في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب، وبناء قدرات المترجمين الشباب ورفد الجيل الصاعد لاستكمال مسيرة نقل الثقافات والعلوم والآداب من وإلى العربية، وإعداد كوادر مُدربة من المترجمين العرب في مجال الترجمة الأدبية، والارتقاء بجودة الترجمة في العالم العربي وعلى وجه الخصوص في مجال الترجمة الأدبية، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على إشكاليات الترجمة الأدبية وإتاحة الفرصة لتبادل الخبرات بين المترجمين الشباب والمترجمين ذوي الخبرة في هذا المجال. البرنامج ويتضمن برنامج المؤتمر عقد أربع ورشات عمل متخصصة (ثلاث للترجمة من العربية إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والرابعة من الإنجليزية إلى العربية)، ويُشرف عليها مترجمون متخصصون وأكاديميون هم الدكتور محمد عصفور مدير الورشة الإنجليزية والدكتور كاظم جهاد مدير الورشة الفرنسية والأستاذ مصطفى السليمان مدير الورشة الألمانية والأستاذ فخري صالح مدير الورشة العربية، وسيكون الحضور في الورش محصوراً على المترجمين فقط بمشاركة طلبة من الجامعات الإماراتية والعربية والعالمية في أقسام الترجمة واللغويات، ومن المخطط أن يتم إصدار الأعمال المُترجمة في هذه الورشة في كتيب خاص بعد انتهاء فعاليات المؤتمر، وإتاحته بصورة إلكترونية. كما يتضمن المؤتمر عقد ندوة موسّعة في يومه الأخير تستهدف حضور مختلف فئات المترجمين والأكاديميين وضيوف المعرض والإعلاميين وممثلي المؤسسات العاملة في مجال الترجمة والنشر، لمناقشة واقع وإشكاليات الترجمة وتحديات نقل المنتج الثقافي العربي إلى الآخر. حفل موسيقي وفي لفتة لاقت استحساناً من الحضور، وبانسجام مع عنوان ومضمون المؤتمر والهدف منه، تضمّن حفل الافتتاح فقرة موسيقية جمعت روح الشرق وأصالته بحداثة الغرب وتجديده، من خلال عزف مقطوعة موسيقية شارك فيها عازف من الشرق، الفنان الفلسطيني المقيم في النمسا مروان عبادو، وآخر من الغرب الأوربي، الفنان النمساوي المجدد فرانز هوتزانجر، وأبدع الثنائي في عزف مقطوعة حملت اسم (شرق غرب)، باستخدام العود و(الترومبيت)، في تآلف دقيق لإنتاج لحن شرقي بلمسة غربية، ما يؤكد أن للموسيقى، كما للترجمة، دور في بناء الجسور بين الحضارات والشعوب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©