تلقى “ياسر” اتصالا هاتفيا من “منى”، لم يكن مثل اتصالاتها السابقة ولا طريقة كلامها معه، اللهجة كانت مختلفة ومتغيرة، لم تمنحه فرصة للتفاهم أو الاستفهام، أمرته وهي غاضبة أن يسمع فقط، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تفاتحه في الموضوع وتعبر عن سخطها من مماطلته، قالت وهي تواصل كلامها بلا توقف، لن أصبر عليك أكثر من ذلك، لقد مر أكثر من عامين على زواجنا العرفي، وأنت تسوف وترفض أن نعيش حياة طبيعية مثل كل خلق الله، لا أجد سببا واحدا يبرر تصرفاتك، ولماذا تتهرب وتختفي هذه الأيام؟ لماذا لا ترد على اتصالاتي؟ أنا لست لقمة سائغة كي تلتهمني ولن تستطيع، أنا أعرف كيف أحصل على حقي كاملا، إذا حاولت أن تتلاعب أكثر من ذلك فلن أسمح لك، ولدي من الوسائل ما يجعلك تأتيني راكعا، لكنني مازلت أتعامل معك بشكل محترم لأنك زوجي.
نفد صبري
حاول ياسر أن يوقفها عن الكلام لينجز شيئا في عمله، وكذلك فإنه غير قادر على الرد عليها أو إفهامها أن حوله عددا من الأشخاص ولا يتمكن من التفاهم معها، استمرت في طريقتها وواصلت كلماتها التي كانت تخرج مثل الطلقات ولا ينقصها التهديد والوعيد، قالت: مازلت تخلف وعودك وتنكث فيها، لم تصدق يوما، ولذلك فقد نفد صبري ووصلت إلى النهاية، لن أصدقك بعد الآن، لم يعد أمامي وأمامك خيار إلا توثيق الزواج وإعلانه رسميا، خاصة بعد أن علم إخوتي بما حدث ويرفضونه جملة وتفصيلا، ويمنحوننا فرصة لإصلاح الخطأ، صحيح أن زواجنا كان شرعيا وحلالا ومشهرا، ولكن كان من وراء ظهر أسرتي، فلا أعرف لماذا تغيرت ولم تف بوعودك؟ الآن ليس أمامي إلا استخدام كل وسيلة متاحة للحصول على حقي المشروع، ثم أغلقت الهاتف قبل أن تتلقى ردا فهي لا تريد كلاما أجوف بلا معنى مثل كل مرة لا يقدم ولا يؤخر، تعمدت ذلك من أجل التأثير عليه نفسيا، حتى يستجيب بعد أن عانت تصرفاته كثيرا، وكذلك تعمدت ألا تخبره عما ستفعل لتجعله يضرب أخماسا في أسداس فهو لا يعرف بماذا تهدد ولا ماذا ستفعل، ولم يستطع الوصول إلى ما يمكن أن يتوقعه.
![]() |
|
![]() |
الفرصة الكاملة
![]() |
|
![]() |