الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المنان» رب العالمين يرزق عباده بغير حساب

«المنان» رب العالمين يرزق عباده بغير حساب
8 مايو 2014 20:07
أحمد محمد (القاهرة) «المنان»، اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه العظيم الهبات، الوافر العطايا من دون طلب عوض، فالله عز وجل منان على عباده بإحسانه وإنعامه عليهم بشتى النعم التي لا تحصى، الذي ينعم ويبدأ بالنوال قبل السؤال، واسع الإحسان، يدر العطاء، ويوالي النعماء تفضلاً منه وإكراماً. واسم الله المنان لم يرد في القرآن صراحة ولكن ورد بصيغة الفعل «مَنّ»، وورد في السنة معرفاً مراداً به العلمية ودالاً على كمال الوصفية، ففي القرآن الكريم قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)، «سورة آل عمران: الآية 164»، وقال سبحانه: (... كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)، «سورة النساء: الآية 94». وفي السنة المطهرة عن أنس أنه كان جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل يصلي، ثم دعا اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى». نعم الله ويقول العلماء «المنان» بمعنى فعال، فالله منان على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه، أي هو المنعم المعطي، الذي منّ على عباده بأنواع الإحسان والإنعام والأرزاق والعطايا، فلا نهاية لتوسعته، يرزق من يشاء بغير حساب. قال الإمام الزجاج، المنان الذي ينعم غير مفاخر با?نعام، وهو المعطي ابتداء، ولله المنة على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم، ولا منة ?حد عليه تعالى، وقال الحليمي: المنان العظيم المواهب فإنه أعطى الحياة والعقل والمنطق، وصور فأحسن الصور، وأنعم فأجزل النعم، وأكثر العطايا والمنح، فقال وقوله الحق (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ...)، «سورة النحل: الآية 18»، وقال الحليمي، وهو العظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة والعقل والمنطق، وصور فأحسن الصور، وأكثر العطايا والمنح. وقال الخطابي، المنان هو كثير العطاء، وقال الأنباري، المنان معناه المعطي ابتداء، ولله المنة على عباده، ولا منة لأحد منهم عليه، تعالى الله علواً كبيراً. عطايا وأعظم منن المنان رزقه للهداية، «بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان»، و?نه المنان فعطاياه لائقة به فهي لا تنقطع أبدا، وليست الدنيا المقياس لعطايا المنان ?ن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من أحب، وعطايا المنان عظيمة وأعظمها نعيم ا?خرة. قال ابن القيم، حظر الله على عباده المنّ بالصيغة، واختص به صفة لنفسه لأن منّ العباد تكدير وتعيير، ومن الله سبحانه وتعالى إفضال وتذكير، فهذه الصفة في حقه تعالى صفة كمال، وفي حق المخلوق، صفة نقص. ومن أعظم ما من الله تعالى به على عباده بعثة الرسل عليهم السلام، فبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هي النعمة العظمى، والمنة الكبرى التي من الله بها على عباده لأن في بعثته تخليصا لهم من العذاب بسبب الإيمان والابتعاد عن الشرك، ومما منّ الله تعالى به على المؤمنين دخول الجنة ونجاتهم من النار. سعة الرحمة ومما يُقال في منّة الله، أنه يذيق طعم القرب منه من أجل أن نتعلق به ويمنّ علينا بالتوسل إليه أن يبقينا عند بابه يمنّ علينا، وشرع لنا كل الدين، والتوبة على رأسه لأنها منة خاصة، وفي مقدم المننّ، جزيل سعة عطاياه، وكريم أياديه، وجميل صنائعه، وسعة رحمته، وبره ولطفه، وإجابته لدعوات المضطرين، وكشف كربات المكروبين، وإغاثة الملهوفين، ودفع المحن والبلايا بعد انعقاد أسبابها، وصرفها بعد وقوعها. وقد ورد في الحديث الشريف أن المنان هو اسم الله الأعظم، وقد اختلف العلماء حول الاسم الأعظم، بعضهم قال «الرحمن»، وبعضهم قال «الرب»، وهناك من العلماء من يجتهد في أن اسم الله الأعظم هو الذي ما كان الإنسان بحاجة إليه، فإذا كان العبد مريضاً، فاسم الله الأعظم هو الشافي، وإذا كان العبد فقيرا فاسم الله الأعظم هو الرزاق، وإذا كان العبد ضعيفا فاسم الله الأعظم هو القوي، وأسماء الله كلها حسنى، وصفاته كلها فضلى، فلذلك اسم الله الأعظم موضوع خلافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©