الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيشاع.. نموذج للمرأة الصادقة المخلصة لزوجها

8 مايو 2014 20:05
أحمد مراد (القاهرة) امرأة صالحة، نص القرآن الكريم على صلاحها، وهي زوجة نبي، وأم نبي، وقيل: وبنت نبي، وخالة نبي، واعتبرها المؤرخون نموذجاً للمرأة الصادقة المخلصة لزوجها ونبوته ورسالته، فقد أصلحها رب العزة لزوجها، فكانت ولوداً ودوداً مطيعة لربها، صابرة، تدعو إلى توحيد الله عز وجل، وتسكن بيوت الطهارة والنبوة. هي، «إيشاع» زوجة نبي الله زكريا، وأم نبي الله يحيى عليهما السلام. وقال القتبي: امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران، وقيل: أشياع، وعلى هذا القول يكون يحيى ابن خالة عيسى عليهما السلام على الحقيقة، فتكون ايشاع أيضاً خالة نبي، وقيل: خالة مريم أم عيسى عليهما السلام. مكانة وقال الطبري رحمه الله: كان زكريا بن برخي، والد يحيى عليه السلام، وعمران بن ماثان والد مريم، مُتزوجين بأختين - أي عديلين - إحداهما كانت عند زكريا وهي أم يحيى، والأخرى عند عمران، وهي أم مريم. وفي حديث الإسراء عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فلقيت ابني الخالة يحيى وعيسى...». أخرجه مسلم. ولم يذكر القرآن الكريم اسمها صراحة، وإنما أشار إليها بصفتها «زوجة زكريا» عليه السلام تارة، «وامرأته» تارة أخرى، وقد أشير إليها ثلاث مرات في ثلاث آيات قرآنية، جاءت الأولى في قوله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ...)، «سورة الأنبياء: الآية 90»، وجاءت الثانية في قول الله تعالى على لسان زكريا: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)، «سورة مريم: الآية 8»، وجاءت الثالثة على لسان زكريا عليه السلام في قوله تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا)، «سورة مريم: الآية 5». وكانت «إيشاع» عاقرا وزوجها كبيرا في السن، ومع ذلك لم ييأسا، فألحت وزوجها بالدعاء لله، وذكر القرآن الكريم قصّة أشياع على أنها زوج النبي زكريا، الذي اشتعل رأسه شيبا، وبلغ من الكبر عتيا، وشارف على السبعين من عمره، ولم يشأ الله أن يرزقه الولد، وزوجته أشياع غدت عجوزاً عاقراً، وعاش زكريا عليه السلام مع زوجته «إيشاع» عيشة راضية ومع طول الحياة وغياب الولد، اشتاق نبي الله وزوجته لولد. النذر وكان نبي الله زكريا كفيلاً لمريم عليها السلام، وذلك بعد أن ولدتها أمها وقد نذرت ما في بطنها لله عز وجل، فلما رأى زكريا صلاح مريم وعبادتها وانقطاعها في محرابها وهي الفتاة الصغيرة التي لم تتجاوز الستة عشر سنة، تاقت نفسه للذرية الصالحة، فأخذ زكريا يدعو ربه مع أنه كان كبيراً في السن، وكانت امرأته عاقراً، ولكنهما أيقنا يقيناً تاماً أن الله على كل شي قدير، وأنه لا يرد دعوة الداعي إذا دعاه، فناجى زكريا عليه السلام ربه بقوله: (... رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)، «سورة مريم: الآيات 4 - 6»، وأخبرنا الله تعالى كيف استجاب دعوة عبده الصادق في قوله تعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ، قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)، «سورة آل عمران: الآية 39 - 40». حسنة الخلق وحملت إيشاع البشرى بين أحشائها، بعد أن أصلحها الله فجعلت حسنة الخلق ولودا، وكان يحيى أكبر سنا من عيسى بستة أشهر، فقد ولدت إيشاع يحيى قبل أن تلد مريم عيسى، فجاء مصدقا بعيسى عليه السلام، وكان أول من آمن وصدّق بأن عيسى كلمة الله وروحه، ثم قتل يحيى قبل رفع عيسى للسماء، وكان يحيى عليه السلام سيدا في الدين، وقدوة في التدين، فكان حليماً زاهداً كريماً ورعاً، وكان عفيف النفس، طاهر الفؤاد، لا ينظر إلى محرم، وكان نبياً من الصالحين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©