الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«النجوم السوداء» تخرج مرفوعة الرأس

«النجوم السوداء» تخرج مرفوعة الرأس
4 يوليو 2010 21:56
خرج المنتخب الغاني بطل القارة السمراء 4 مرات آخرها عام 1982 مرفوع الرأس من نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جنوب أفريقيا بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من كتابة التاريخ وبلوغ دور الأربعة للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ القارة السمراء لولا الحظ الذي عانده سواء في ركلة جزاء في الأنفاس الأخيرة من التمديد أو في ركلات الترجيح العصيبة أمام أوروجواي في الدور ربع النهائي. خروج المنتخب الغاني لم يكن بخسارة بل لم يبتسم له الحظ في وقت كان فيه في أمس الحاجة إليه. حتى أشد المتشائمين لم يكن يتوقع أن يفشل مهاجم رين الفرنسي أسامواه جيان في إهدار ركلة الجزاء في الثانية الأخيرة من الوقت الإضافي بحكم انه سجل هدفين من أهدافه الثلاثة في النسخة الحالية من ركلتي جزاء. لكن رباطة الجأش لعبت دورها لأن جيان سدد كرة بقوة على غير عادته فارتطمت بالعارضة وهو الذي اعتاد على التسديد المركز في الجهتين اليمنى أو اليسرى على غرار ركلته الترجيحية أمام أوروجواي. شرب المنتخب الغاني من الكأس ذاتها التي سقى بها المنتخب الإنجليزي الأسود غير المروضة عام 1990 في الدور ذاته من ركلتي جزاء أيضاً، حيث كانت الكاميرون أول منتخب أفريقي يبلغ ربع النهائي، في طريقها إلى دور الأربعة بتقدمها بهدفي إيمانويل كوندي (61 من ركلة جزاء) وإيوجيني إيكيكي (65) مقابل هدف لديفيد بلات (25)، قبل أن يحصل منتخب “الأسود الثلاثة” على ركلة جزاء أدرك منها جاري لينكر التعادل في الدقيقة 83 ثم قضى اللاعب نفسه على أحلام القارة السمراء بتسجيله هدف الفوز من ركلة جزاء في الدقيقة 115 . لم تكن حال السنغال، ثاني منتخب أفريقي في ربع النهائي، أفضل عام 2002 وسقطوا بهدف لإيلهان مانسيز في الدقيقة 95 من الشوط الإضافي الأول. عموماً، يقاتل ممثلو القارة السمراء حتى الرمق الأخير في مبارياتهم المونديالية وتخونهم السرعة النهائية في الدقائق الأخيرة، فالمغرب الذي كان أول بلد عربي وأفريقي يتخطى الدور الأول عام 1986 سقط أمام الامتحان الألماني في الدور ثمن النهائي بهدف قاتل للوثار ماتيوس في الدقيقة 87 من ركلة حرة مباشرة، ولم تلق نيجيريا مصيراً مختلفاً في الدور ذاته عام 1994 عندما تقدمت على إيطاليا بهدف إيمانويل أمونيكي منذ الدقيقة 25 لكن شباكها تلقت هدفين قاتلين من صانع الألعاب روبرتو باجيو في الدقيقتين 88 و100 من ركلة جزاء. وبالعودة إلى “النجوم السوداء”، فإن الغانيين تحسروا كثيراً ومنوا النفس فيما لو نجح جيان في ركلته في الوقت الإضافي على غرار سلسلة الركلات الترجيحية كي تكون غانا بين الأربعة الكبار في العالم، لكن “هذه هي كرة القدم” مثلما جاء على لسان مدربها الصربي ميلوفان راييفاتش الذي سيتذكره التاريخ جيداً كونه جاء إلى جنوب أفريقيا مغموراً وغادرها نجماً صنع مجداً للكرة الغانية بقيادتها إلى إنجاز تاريخي لم تكن لتحلم به لولا سياسته والاتحاد المحلي. وقال راييفاتش “هذه هي كرة القدم، كانت مباراة صعبة للغاية، كما أننا لعبنا 120 دقيقة في الدور ثمن النهائي، حصلنا على ركلة جزاء وفرصة التأهل إلى الدور نصف النهائي، لكن هذا الأمر لم يحصل، في ركلات الترجيح، كان الأوروجويانيون يتمتعون بأفضلية معنوية وكل شيء حصل بسرعة، فكرت حتى بتغيير حارس المرمى لكني لم أقم بهذا الأمر. لعبت غانا بطريقة جيدة جداً في هذه النهائيات، لعبنا بطريقة جيدة في جميع المباريات، لكننا افتقدنا اثنين من لاعبينا (أندريه آيوو وجوناثان منساه بسبب الإيقاف)، وافتقدناهما كثيراً على أرضية الملعب”. وأضاف “علينا أن نكون فخورين بما حققناه، هذه هي كرة القدم وهذه هي العدالة، اليوم كانت الأوروجواي الطرف المحظوظ”. نجح راييفاتش والاتحاد الغاني في إسكات الانتقادات التي طالته جراء تعيينه على رأس الإدارة الفنية لـ”النجوم السوداء” بحكم قلة خبرته على مستوى الأندية (درب فرقاً متواضعة في بلاده) أو المنتخبات (تجربته الأولى مع المنتخب الغاني). كشر راييفاتش عن أنيابه مطلع العام الحالي وأثبت قدرته التدريبية من خلال قيادته غانا إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية في غياب أبرز النجوم (8) فشكل منتخباً شاباً كان قاب قوسين أو أدنى من تفجير المفاجأة معه والتتويج باللقب القاري. ويحق لغانا الافتخار الآن بمدربها لأنه على الرغم من قلة خبرته ضمن لها التواجد في الدور ربع النهائي كممثلة وحيدة للقارة السمراء وهذا ما فشلت فيه المنتخبات القارية الأخرى بإشراف مدربين يقام لهم ويقعد على الصعيد العالمي: ساحل العاج (السويدي زفن جوران إريكسون) والكاميرون (الفرنسي بول لوجوين) وجنوب أفريقيا (البرازيلي كارلوس البرتو باريرا) ونيجيريا (السويدي لارس لاجرباك). ويؤكد راييفاتش أنه تعلم أصول المهنة من مواطنيه بورا ميلوتينوفيتش، الذي كان حاضراً في مدرجات الملعب يوم مباراة الولايات المتحدة والذي سبق له الإشراف على تدريب منتخبات كثيرة (المكسيك والولايات المتحدة ونيجيريا والصين والعراق)، وليوبو بتروفيتش حيث كان مساعداً لهما في تدريب أندية قطرية وصينية. ويقول عنه أندري آيوو نجل نجم كرة القدم الغانية عبيدي بيليه، والذي تدين له غانا باللقب العالمي للشباب في مصر في أكتوبر 2009 وبالتأهل إلى ربع نهائي كأس العالم الحالية: “لقد قام بعمل رائع”، مضيفاً “بمنتخب شاب، أظهرنا أننا منسجمون للغاية من الناحية التكتيكية”. وأضاف القائد ستيفن ابياه “ميلوفان هو الرجل المناسب للمنصب، الذين ألقوا باللوم عليه لافتقاره إلى الخبرة في القارة الأفريقية جانبوا الصواب”. الأكيد أن راييفاتش عاش أفضل اللحظات في مسيرته، وجاء ذلك على لسانه “عشت حلماً، تدريب غانا كان تحدياً كبيراً ولكنه أيضاً فرصة للبروز على الساحة العالمية كوني لم أكن معروفاً على الصعيد الدولي”. مستقبل مشرق نجح راييفاتش في تشكيل منتخب شاب ومتجانس سيقول كلمته في المستقبل وهو وجد الأرضية المناسبة لإبراز مواهبته التدريبية خصوصاً سياسة الاهتمام بالفئات الصغرى التي ينتهجها الاتحاد الغاني وتعطي الثمار آخرها الفوز باللقب العالمي للشباب في القاهرة عام 2009 وهو المنتخب الذي اختار منه راييفاتش الركائز الأساسية لمونديال جنوب أفريقيا في مقدمتهم أسامواه كوادوو وصامويل اينكوم ودومينيك اديياه واندريه آيوو الذي ظهرت حاجة الغانيين إلى خدماته أمام الأوروجواي حيث غاب بسبب الإيقاف. وقال راييفاتش “نشعر بفخر كبير بما قدمه هذا المنتخب منذ عامين، هذا المنتخب له مستقبل كبير بلاعبيه الشباب الكثر والرائعين”، مشيراً إلى أنه سيرى “ما ستسفر عنه المفاوضات مع الاتحاد الغاني بخصوص مستقبله مع النجوم السوداء، لن أتحدث عن ذلك الآن لأنني لا أقوى على ذلك”. الأكيد أن الاتحاد الغاني سيتشبث بمدربه خصوصاً أن سياسته تعتمد على التعاقدات طويلة المدى مع المدربين والتي كانت لها ثمار جيدة خصوصا الصربي راتومير دويكوفيتش (2004-2006 التأهل إلى الدور الثاني للعرس العالمي للمرة الأولى في التاريخ)، والفرنسي كلود لوروا (2004-2006 التأهل إلى دور الأربعة للعرس القاري في غانا بالذات). في وقت لا تمهل فيه الاتحادات القارية الأخرى مدربيها أي فرصة لإثبات قدراتهم، فكوت ديفوار أقالت مدربها الفرنسي-البوسني وحيد خليلودزيتش بعد 20 شهراً من التعاون بينهما وتحديداً بمجرد تلقيه الخسارة الأولى في 24 مباراة بعدما سقط أمام الجزائر 2-3 في ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية، فيما أقالت نيجيريا مدربها المحلي شعيبة أمودو بعد الفشل في التأهل إلى المباراة النهائية للكأس القارية على الرغم من أنه قاد “النسور الممتازة” إلى النهائيات العالمية.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©