الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المالح هوية وتراث» في دبا الحصن

«المالح هوية وتراث» في دبا الحصن
8 مايو 2014 19:54
ياسين سالم (دباالحصن) انطلق أمس الأول مهرجان المالح الثاني في دبا الحصن، الذي يحمل هذا العام، شعار «المالح هوية وتراث»، وذلك بمشاركة العديد من محال بيع المالح في دبا، حيث أوضح طالب صفر مدير بلدية دبا الحصن التي تنظم المهرجان أن الهدف من المهرجان، تعريف الناس بتاريخ صناعة المالح وتسليط الضوء على هذه الأكلة الشعبية، التي اشتهرت بها مناطق عدة منها، دبا منذ القدم، مشيراً إلى التطور الذي طرأ عليها في أساليب شق الأسماك، وطرق التمليح والتخزين، ودور البلدية في الإشراف على عمليات التمليح والحفظ من أجل بيع المالح ذي الجودة العالية والسلامة الصحية المتكاملة. معايير السلامة قال صفر، إن المهرجان الذي يستمر أربعة أيام، ويقام بجانب ميناء دبا الحصن يركز هذه السنة على جودة المالح، وعلى هذا الأساس تم اختيار المحلات الملتزمة بتوفير أقصى شروط ومعايير السلامة الصحية، فالمالح كمادة غذائية مخزنة بحاجة إلى عناية خاصة جداً من ناحية الأماكن وأشعة الشمس، ودرجة الحرارة، والمدة الزمنية، والعلب البلاستيكية، ونوع السمك وكمية الملح، فكلها أمور مهمة للغاية، ولا يتم هذا إلا وفق شروط تفرضها البلدية على أصحاب المحال للحصول على جودة عالية ونوع مميز من المالح، لذلك تقوم البلدية وبشكل منتظم بتنظيم حملات على هذه المحال، وتتأكد من نوعية المالح، لاسيما أن دبا الحصن اليوم أصبحت مركزاً لإنتاج وصناعة وتصدير المالح على مستوى الدولة. جودة عالية ولفتت إلى أن هناك إقبالاً جيداً من الجمهور والمستهلكين لشراء مالح دبا، نظراً لجودته العالية، موضحاً أن المهرجان يركز كذلك على عرض الأسماك المملحة والمجففة الأخرى، مثل القاشع والسحناة والسحال، وقد شهد اليوم الأول من المهرجان إقبالاً جيداً على الشراء، حيث تم بيع كميات من مالح الكنعد والقباب، وقال أحمد عبدالله بغداد صاحب أحد المحال الكبيرة، إن المهرجان فرصة للترويج لأهم وأجود أنواع المالح، وإنه يتوقع أن يزداد الطلب على المالح خلال الأيام القليلة المقبلة مع دخول موسم أكل المالح، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار هذا العام سببه قلة الأسماك، فالكميات التي تصل إلى ميناء دبا الحصن محدودة جداً، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، فحبة القباب الصغير يتراوح سعرها ما بين 16 إلى 18 درهماً، بينما كانت العام الماضي لا يتجاوز سعرها سبعة دراهم. صيد تقليدي كما شاركت جمعية الصيادين في دبا الحصن في المهرجان بركن أدوات الصيد القديمة، وقال إبراهيم عبد الله الشرقي الظهوري عضو الجمعية، إن هناك العديد من الوسائل التي كانت تستخدم في الماضي، مثل قوالب الملح وحبال الكنبار ووسائل الصيد التقليدية من لخيوط والميادير، التي كانت تستخدم في اللفاح والتشخيط والشلب والبسط، وهذه جميعها مسميات لطرق الصيد القديمة. وعن تاريخ المالح، فقال حسن سليمان الأقرح الخبير في شؤون صناعة المالح، إن هناك أكثر من سبعة أنواع، أبرزها الكنعد والقباب والصد، والقش، ولقداد، والمنطع، الذي يعرف كذلك بخيل البح، وكنا في الماضي نستخدم قبول الملح، وتكسيرها يحتاج إلى جهد كبير، وكان الرجال والنساء جنباً إلى جنب يقومون بعمليات الشق والتمليح. صناعة المالح وأشار إلى أن وجبة المالح ارتبطت بفصل القيظ، نظراً لانشغال الناس خلال هذه الفترة من العام بمتابعة نخيلهم ومزارعهم، والتوقف عن دخول البحر، فكان زادهم المالح طوال أيام الصيف، ومع الأيام تطورت صناعة المالح، وأصبح لها رواج واسع على مستوى دول الخليج العربي حتى المطاعم الكبرى في المراكز التجارية في دبي والشارقة أصبحت تتنافس على تقديم أطباق المالح ضمن قوائم الطعام الرئيسة، ويقدم المالح كوجبة على أنواع متعددة منها، كابسة المالح، ومالح تحت العيش، ومردودة المالح، والمالح مع الماء والليمون، ويقدم مع الرز المسلوق، وهي الوجبة الأقدم والأشهر للمالح. حضر حفل الافتتاح، علي أحمد يعروف رئيس المجلس البلدي لمدينة دبا الحصن، وعدد من مديري الدوائر المحلية، ومن أجل إضفاء نكهة خاصة على فعاليات المهرجان خصصت البلدية، ركناً لطهي الأكلات الشعبية، وأهمها المالح، حيث قامت مجموعة من سيدات دبا الحصن، بتحضير وطهي أنواع متعددة من، أطباق المالح الشهية بنكهة الماضي مع إضافات بسيطة قدمت لضيوف المهرجان الذين عبروا عن بالغ سعادتهم بهذا الكرنفال التراثي، احتفاء بالمالح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©