الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ينتقلون تدريجياً إلى سلطة الحكومة العراقية

1 أكتوبر 2008 00:11
يبدأ نحو مئة ألف عنصر من ''مجالس الصحوة'' الذين يقاتلون تنظيم ''القاعدة'' في العراق، اعتبارا من اليوم الاربعاء، الانتقال الى سلطة الحكومة العراقية، بعدما ساعدوا الجيش الاميركي في تحسين الوضع الامني في البلاد، لكن هذا الانتقال يثير مخاوف· وتشمل المرحلة الاولى من انتقال ''مجالس الصحوة'' ومعظم عناصرها متمردون سابقون شكلوا دعما للجيش الاميركي 54 ألف عنصر ينتشرون في محافظة بغداد· وستبدأ الحكومة العراقية دفع رواتب هؤلاء العناصر اعتبارا من 10 نوفمبر بدلا من الجيش الاميركي الذي أنفق حتى الآن 15 مليون دولار شهريا لتسديد تلك الرواتب· ولاحقا، سينتقل عناصر ''مجالس الصحوة'' الموزعون في المناطق السنية الاخرى تدريجا الى سلطة الحكومة العراقية· وقد تمكنت ''مجالس الصحوة'' من إلحاق خسائر كبيرة بتنظيم ''القاعدة'' بعدما شكل اولها في سبتمبر 2006 زعماء القبائل السنية في محافظة الانبار ؟ ثم انتشرت تدريجا في المناطق الاخرى ذات الغالبية السنية· وساهم عناصر ''الصحوة'' في شكل ملحوظ، في التصدي للتنظيم المتطرف، ما ادى الى تراجع العنف في المناطق المذكورة التي شكلت منذ العام 2003 معاقل للمتمردين المناهضين للقوات الاميركية· ومن بين مائة الف عنصر من ''مجالس الصحوة'' ينتشر 54 ألفا في بغداد، و29 الفا في المحافظات الشمالية، منها صلاح الدين وديالى وكركوك ونينوى، وفق الجيش الاميركي· وفي المجموع، التزمت الحكومة العراقية ضم عشرين في المئة من عناصر ''مجالس الصحوة'' الى قواتها الامنية، على ان ينخرط الباقون في وظائف مدنية في القطاعين العام والخاص· لكن الشكوك حول ما ستؤول اليه الفئة الثانية يثير مخاوف· وتساءل ابو صفاء احد قادة ''الصحوة'' في حي الاعظمية السني في شمال بغداد، والذي شكل في الماضي معقلا للمتمردين ''ماذا سيكون مصير الثمانين في المئة الباقين؟··''· وقال لوكالة ''فرانس برس'': ''ينبغي حمايتهم لأنهم اهداف لـ''القاعدة''· نحن نرحب بان نكون مع الحكومة، لكن هذا الأمر لا يبدد مخاوف كثيرة''· والواقع ان الحكومة التي يترأسها نوري المالكي لا تزال حذرة حيال ''مجالس الصحوة'' خصوصا ان عناصرها متمردون سنة سابقون قاتلوا في الماضي الميليشيات الشيعية والقوات العراقية· واعتبر النائب الكردي محمود عثمان ان ''الحكومة الشيعية تنظر الى عناصر الصحوة كاعداء سياسيين ومقاتلين سنة كانوا في صفوف ''القاعدة'' او مجموعات متمردة اخرى (···) وعليه ينبغي معاقبتهم''· ومن جهتهم، يؤكد المسؤولون الاميركيون، انهم سيبذلون ما في وسعهم لحسن إتمام هذه العملية الانتقالية بدعم منهم· وفي هذا السياق، قال الجنرال جيفري هاموند قائد القوات الاميركية في بغداد: ''لقد دفعوا ثمنا باهظا عبر محاربتهم ''القاعدة'' الى جانبنا، وسنكون هنا لمواكبتهم''· ودعا الحكومة العراقية الى الاحتذاء بالاميركيين، مؤكدا ان ''العالم باسره يراقب ما ستقوم به (هذه الحكومة) مع عناصر ''الصحوة'' خصوصا في بغداد اولا''· وشدد الجنرال هاموند على ان العناصر الذين لن يجدوا وظائف ''قد يعودون غاضبين الى الشارع'' و''قد تجندهم ''القاعدة'' مجددا''· ورأى جوست هيلترمان الخبير في شؤون الشرق الاوسط في مجموعة ''انترناشونال كرايزس غروب'' ان ''المشكلة لا تكمن في عملية الانتقال بمقدار ما تتمثل في دمج هؤلاء الرجال'' في المجتمع المدني· وقال لوكالة ''فرانس برس'': ''انها مشكلة قدرات في جانب منها، لكنها خصوصا مشكلة ارادة لا يمكن معالجتها الا بتوافر الثقة· لانه اذا وقعت مواجهة متبادلة (بين الحكومة وعناصر الصحوة) فان عملية الدمج داخل القوى الامنية او في وظائف اخرى لن تؤتي نتائج ايجابية''· واضاف ''في حال كهذه، من المرجح جدا ان يعاود عناصر ''الصحوة'' الانضمام الى المتمردين'' في محاولة لاستعادة النفوذ السني على الساحة العراقية
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©