«جلوبو»: مارادونا لن يركض عارياً في شوارع بوينس أيرس!

لن نحتاج إلى كثير من الجهد لنكتشف أن الفوز التاريخي للمنتخب الألماني على منتخب الأرجنتين برباعية نظيفة في دور الثمانية لمونديال جنوب أفريقيا كان بمثابة المفاجأة المذهلة التي جعلت صحافة العالم تتسابق في التقليل من شأن المنتخب الأرجنتيني والتهكم على مديره الفني مارادونا، أكثر من حرصها على الإشادة بالمنتخب الألماني، وهو ما يحمل في طياته مؤشراً على عدم احترام قدرات المانشافت الذي أثبت انه الأفضل في مونديال جنوب أفريقيا، فقد تمكن الألمان من تحقيق فوز كبير على أستراليا برباعية في الدور الأول، وعلى غانا بهدف نظيف، ثم كان الفوز التاريخي على المنتخب الانجليزي برباعية مقابل هدف، وتكرر المشهد على حساب المنتخب الأرجنتيني ولكن برباعية نظيفة هذه المرة، وهو ما يعني أن الألمان تمكنوا من قهر ممثلي جميع القارات تقريباً، حيث يمثل المنتخب الأسترالي الكرة الآسيوية، وينتمي المنتخب الغاني للكرة الأفريقية، فيما شارك الإنجليز في البطولة كأحد المنتخبات الأوروبية، وأخيراً نجح الألمان في قهر أميركا الجنوبية بالفوز الكبير على منتخب التانجو . الشماته البرازيلية وكانت أكثر صحف العالم سعادة و”شماتة” في منتخب الأرجنتين مديره الفني مارادونا الصحف البرازيلية التي أكدت أن العداء الكروي التاريخي بين البلدين لا مجال للتخفيف من حدته، فقد تجاهلت الصحف البرازيلية خيبة منتخبها، وتفرغت للسخرية من مارادونا ومنتخبه، وكان أكثر العناوين تعبيراً عن هذه الحالة عنوان صحيفة “جلوبو” التي قالت: “مارادونا خرج من المونديال.. ولن يفي بوعده بالركض عارياً في شوارع بوينس أيرس”، في إشارة إلى أن مارادونا قد وعد بالركض عارياً في حال تمكن منتخب التانجو من الظفر بلقب المونديال الحالي، فيما سجل موقع “جلوبو سبورت” البرازيلي سابقة ربما تكون الأولى في عناوين الصحافة الرياضية حينما اكتفى بالعنوان التالي :”هاهاهاهاها”، وقال موقع “لانسينت” : “يمكنكم العودة إلى الأرجنتين الآن” . لم نتذوق مربع الكبار منذ 20 عاماً في الأرجنتين لازالت عناوين الصحف تقطر ألماً وحزناً على الخسارة التاريخية للتانجو، حيث عنونت صحيفة دياريو أولييه :”لا أهداف ولا أمجاد.. هذا هو حال الساحر ميسي” وأشارت الصحيفة إلى أن الألمان أصبحوا بمثابة الكابوس الذي يطارد الأحلام الأرجنتينية، فقد جلس ميسي حزيناً محبطاً بعد الهزيمة على يد الألمان في مونديال 2006، وعاد إلى صفوف البارسا وفي جعبته هدف مونديالي واحد، ولكنه هذه المرة كان أكثر حزناً وإخفاقاً بعد أن تمكن عمالقة المانشافت من قهر ميسي ورفاقة برباعية نظيفة، والمحزن في الأمر أن ميسي لم يسجل أي هدف لا في المرمى الألماني ولا في مرمى غيره من المنتخبات. وقالت صحيفة “كلارين”: “الأرجنتين باي باي ولكن بالضربة المميتة”، وأشارت إلى أن منتخب التانجو لم يتمكن من استعادة توازنه في أي وقت طوال 90 دقيقة بعد أن تلقى الهدف الأول بعد 3 دقائق على يد الألماني موللر. من جانبها أكدت صحيفة “لا ناسيون” الأرجنتينية أن ألمانيا لم تكتف بالفوز على الأرجنتين، بل سحقتها في مباراة خالية من الأعذار التحكيمية أو أي مبررات للسقوط التاريخي للتانجو، وأشارت الصحيفة إلى أن الفشل الأرجنتيني في التواجد مع الأربعة الكبار في المونديال يتكرر بصفة مستمرة منذ 20 عاماً. فضيحة مارادونا في إيطاليا في إيطاليا اكتفت صحيفة “جازيتا ديللو سبورت” بعنوان يقول :”أرجنتين مارادونا تعرضت للإهانة”، لم تتجاهل الصحيفة الإبداع الألماني حيث قالت “ألمانيا رائعة ومذهلة” وتستحق بجدارة مواصلة المشوار وصولاً إلى منصات التتويج خاصة أنها أثبتت تفوقها برباعية تاريخية في مرمى الأرجنتين بواسطة موللر وكلوزه وفردريش ثم كلوزه من جديد. فيما عنونت صحيفة “كوريير ديللو سبورت” الإيطالية أيضاً: “ألمانيا .. يا له مشهد” في إشارة إلى التفوق الألماني الكاسح والسقوط الأرجنتيني المدوي، فيما عنونت صحيفة “لا ريبوبليكا”: “ألمانيا أهانت الأرجنتين”، وقالت إن فريق مارادونا لم يكن له تواجد في الملعب طوال المباراة، ولم يتمكن من تسجيل أي ردة فعل على ما يفعله الألمان طيلة 90 دقيقة، وأشارت إلى أن ميسي واجه كابوساً مرعباً ولم يتمكن من التخلص من الحصار الحديدي الذي ضربه الألمان من حوله، واكتفت الصحيفة بتوصيف حالة ميسي في المباراة بقولها: “ميسي لم يكن له وجود”. الإنجليز في قلب الحدث بدورها اهتمت الصحف البريطانية برصد تداعيات الهزيمة التاريخية للتانجو على المانشافت، وعلى الرغم من خروج المنتخب الانجليزي من دور الستة عشر على يد الألمان برباعية مماثلة إلا أن الصحف البريطانية لم تتأثر بهذا البعد، ولم تتردد في امتدح العرض الألماني، حيث عنونت صحيفة دايلي ميل :”ألمانيا لا ترحم يا دييجو” وكأنها بهذا العنوان تريد أن تقول لمارادونا “انتم السابقون ونحن اللاحقون” خاصة أن ألمانيا أرغمت الإنجليز على تجرع مرارة الكأس عينها. وقالت صحيفة “الصن” في عنوانها الذي كان بمثابة رسالة لميسي: “لم تتمكن حتى من الوصول لمستوى كلوزه” في مقارنة بين لاعب اشتهر بمهاراته الخارقة وهو ميسي ولكنه لم يفعل شيئاً لمنتخب التانجو، وبين لاعب آخر لا يملك الكثير من المهارات ولكنه خبير في غزو شباك المنافسين وهذا هو الأهم، فقد تمكن كلوزه من تسجيل ثنائية في مرمى الأرجنتين، ورباعية في المونديال الحالي، ليرفع رصيده إلى 14 هدفاً ولم يتبق له سوى هدف واحد ليصبح متساوياً مع البرازيلي رونالدو الهداف التاريخي للمونديال. وعنونت صحيفة “التلجراف”: “مارادونا 90 دقيقة من اليأس” في إشارة إلى أنه لم يحرك ساكناً وظل طوال المباراة يشعر بحالة من عدم الاتزان على إثر اللكمات الألمانية المتلاحقة . مقطوعة عزف منفرد في فرنسا تفاعلت صحيفة ليكيب مع الانتصار الألماني والسقوط الأرجنتيني بعنوان يقول: “ألمانيا تعزف بمفردها” في إشارة إلى أن الأرجنتين غابت عن المباراة من البداية إلى النهاية. واهتمت الصحيفة بخبر اقتراب كلوزه من معادلة الرقم القياسي للهداف التاريخي للمونديال بعد ان أحرز هدفه الرابع عشر في نهائيات كأس العالم. وقالت صحيفة “لوموند” : “مارادونا تلقى واحدة من لكمات محمد علي كلاي” ونشرت صورة لمارادونا وهو يمسك برأسه، ومن جانبها قالت”فرانس فوتبول”: “إنه طلق ناري من مسافة قريبة” . هزيمة تاريخية تفاعلت صحف عدة صحف لاتينية مع هزيمة الأرجنتين التي تعد واحدة من القوى العظمى في كرة القدم بأميركا اللاتينية، فقد قالت صحيفة “ال بايس” من أوروجواي :”ألمانيا سحقت الأرجنتين وأخرجتها من المونديال كما فعلت قبل 4 أعوام”، وفي تشيلي عنونت صحيفة “لا تيرسيرا” :”ألمانيا أهدرت كرامة الأرجنتين وتقدمت الى قبل النهائي”، وقالت صحيفة “لا ناسيون” الباراجونية في عنوانها :”الأرجنتين تصحو من نومها بهزيمة مذلة من الألمان”، فيما عنون موقع “لاست تايم” في باراجواي أيضاً :”مع السلامة” باللغتين الألمانية والإسبانية . صحف الأرجنتين: الألمان فضحوا ضعفنا وتركونا عرايا بوينس آيرس (د ب ا) - لم تبد وسائل الإعلام الأرجنتينية أي رحمة في التعامل مع الخروج المهين لأبناء دييجو مارادونا من نهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا عقب الهزيمة أمام ألمانيا بأربعة أهداف نظيفة في دور الثمانية للمونديال. وقالت صحيفة “أوليه لا ناسيون” لقد سقطنا أمام فريق ألماني في غاية الصلابة، لقد فضحوا ضعفنا وتركونا عرايا”. وكتبت صحيفة “أوليه” في صفحتها الرئيسية على الموقع الالكتروني “العرق والدموع، هذه المرة الأمر كانت أسوأ من هزيمتنا أمامهم قبل أربعة أعوام، لأنهم سجلوا في وقت مبكر للغاية ودييجو مارادونا لم يكن لديه أي إجابة”. وذكرت صحيفة “لا ناسيون”، “الألمان هزمونا “4 - صفر، لم نقدر على العودة للمباراة أبداً بعد الهدف المبكر”. وأوضحت صحيفة كلارين “الأرجنتين قالت وداعاً بعد أن دكت بقوة، الفريق عانى من هذا الهدف المبكر ولم يقدر على رد الفعل، لقد أهدرنا فرصة الوصول إلى المربع الذهبي للمرة الأولى منذ 20.