الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«حكاية بطاقة» أدمت قلب «الصبي الذهبي»

«حكاية بطاقة» أدمت قلب «الصبي الذهبي»
4 يوليو 2010 21:44
يختبر “الصبي الذهبي” للمنتخب الألماني توماس مشاعر متفاوتة بين الغبطة والحسرة بعد أن لعب دوراً أساسياً في قيادة “داي مانشافت” إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه، وبين حسرة غيابه عن الموقعة المرتقبة مع إسبانيا بطلة أوروبا بعد غد في دوربن. كان مولر من اللاعبين الذين لعبوا دوراً حاسماً في قيادة ألمانيا لإلحاق الهزيمة الأقسى بالمنتخب الأرجنتيني (4- صفر) في النهائيات منذ عام 1958 عندما خسرت أمام تشيكوسلوفاكيا (1-6)، بتسجيله الهدف الأول، رافعا رصيده إلى أربعة أهداف، وتمريره الكرة التي جاء منها الهدف الثاني عندما كان واقعاً على أرضية الملعب ليضع لوكاس بودولسكي في موقف المواجهة الفردية مع الحارس الأرجنتيني فأخذ وقته قبل أن يمررها إلى ميروسلاف كلوزه الذي وضعها في الشباك الخالية. لكن نجم بايرن ميونيخ الشاب تلقى إنذاراً بسبب لمسه الكرة بيده، ما سيحرمه من خوض مواجهة دور الأربعة أمام إسبانيا لأنه الثاني له في البطولة. “مذهل، كل شيء حصل بشكل رائع وأن ترسل الأرجنتين إلى ديارها بالفوز عليها 4- صفر، حسناً ماذا بإمكانك التعليق على ذلك؟”، هذا ما قاله ابن العشرين ربيعاً بعد إخراج رجال المدرب دييجو مارادونا من النهائيات بهزيمة مذلة، مضيفاً “لقد حققنا هذا الأمر بفضل الأداء الجماعي ولا يمكنني أن أختار أي لاعب بشكل فردي (من أجل منحه الفضل)، لقد لعبنا جميعا لتحقيق ذلك وكانت الحصيلة رائعة”. رد مولر بأفضل طريقة على مارادونا الذي أهانه خلال المواجهة الودية الأخيرة بين الطرفين عندما اعتقده أحد الفتيان المولجين بالتقاط الكرات في الملاعب. كان مولر مغموراً خارج ألمانيا عندما استهل مشواره مع منتخب ألمانيا في مباراة ودية أمام الأرجنتين (صفر-1) في مارس الماضي في ميونيخ، لكنه أصبح الآن من مشاهير الكرة المستديرة على الساحة العالمية بعدما فرض نفسه نجماً بكافة المعايير بتسجيله هدفين في مرمى الإنجليز (4-1) في الدور الثاني ثم هدف في مرمى فريق مارادونا، ليضيفها إلى الهدف الذي سجله في مرمى أستراليا (4- صفر) في مستهل مشوار “مانشافت”. من المؤكد أن مارادونا سيتذكر مولر جيداً لأنه اللاعب الذي مهد الطريقة أمام الألمان للخروج فائزين من موقعتهم مع “لا البيسيليستي” بتسجيله الهدف الأول بعد اقل من ثلاث دقائق فقط، وهو أسرع أهدف في النسخة الحالية حتى الآن. رفض مارادونا أن يجلس إلى جانب مولر خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد مباراة مارس الماضي لأنه ليس بالمستوى “التمثيلي” المناسب بالنسبة للمدرب الأرجنتيني، لكن من المؤكد أن الأخير أصبح يملك صورة مختلفة عن اللاعب الألماني الذي أعاد “لا البيسيليستي” ومدربه ونجوم الملايين إلى أرض الواقع، مؤكداً أن المباريات والألقاب لا تحسم في المؤتمرات الصحافية والهالات الإعلامية والإعلانية بل في أرضية الملعب وبالأداء الجماعي الذي يعتبر الميزة الأساسي للماكينة الألمانية، لكن فرحة مولر برد اعتباره أمام مارادونا لم تكتمل بعد أن ظلمه الحكم نسبياً برفع البطاقة الصفراء في وجهه في الدقيقة 35 من المباراة لأن يده كانت ملتصقة بجسده كما أظهرت الإعادة ولم تعترض قصداً مسار الكرة، وسيغيب النجم الشاب عن موقعة دوربن النارية بين أفضل منتخبين في النسخة الحالية حتى الآن، وهو علق على هذه المسألة قائلا “أمل أن يتمكن زملائي من القيام بالعمل خلال الدور نصف النهائي حتى أتمكن من العودة إلى الفريق (في النهائي)”. وأكد مدرب المنتخب يواكيم لوف الذي يأمل قيادة ألمانيا إلى النهائي للمرة الثامنة في تاريخها، أن غياب مولر يشكل ضربة قاسية لـ”مانشافت” لكنه غير قلق لانه يملك البديل القادر على سد الفراغ، مضيفا “لقد رأيت البطاقة الصفراء ولا ادري لماذا حصل عليها. الكرة لمست فخذه ثم يده، أنا اشكك بصحة هذا القرار، لكن في الماضي تمكنا من استبدال لاعبين مثل مولر وسنواصل هذا الأمر”. ويملك لوف خيارات عديدة من أجل إيجاد البديل بحسب التكتيك الذي سيعتمده، فإذا أراد أن يلعب بثلاثي وسط هجومي كما كانت حاله حتى الآن، فهناك ماركو مارين وتوني كروس وبيوتر تروشوفكسي، أما إذا أراد الاعتماد على مهاجمين وإدخال تعديل على خطته المعتادة فبإمكانه اللجوء إلى كاكاو الذي تعافى من الإصابة أو ماريو جوميز أو شتيفان كيسيلنج. لكن مهما حاول لوف أن يخفف من أهمية مسألة غياب مولر فان ذلك لن يقلل من حجم الفراغ الذي سيخلفه نجم بايرن الشاب على الجهة اليمنى إذ إن سلاسة الماكينة الألمانية مرتبطة بالتفاهم الرائع بين مولر ومسعود أوزيل ولوكاس بودولسكي في الوسط الهجومي، وهذا ما أثمر حتى الآن عن 13 هدفا للألمان في النسخة الحالية، وهو أكبر معدل تسجيلي بين جميع المنتخبات. سيترك مولر أثره في جنوب أفريقيا بغض النظر عن تأهل بلاده إلى النهائي من عدمه، وسيكتب هذا اللاعب الشاب فصلاً ناجحاً يشرف الاسم الذي يحمله لأن عائلة مولر حصدت النجاح في جميع مفاصل الكرة الألمانية حتى وان كان أصحابها غير مقربين. من المؤكد أن اسم مولر ليس بالوزن الخفيف الذي يمكن حمله بسهولة في كرة القدم الألمانية، وخصوصا عندما يلعب اللاعب في صفوف فريق بايرن ميونيخ في مركز هجومي، لأن المقارنة ستكون حينها حتمية بين من يحمل اسم مولر والمهاجم الأسطوري جيرد مولر، وكثيرة هي أوجه الشبه التي تجمع بين “المدفعجي” مولر أفضل هداف في تاريخ منتخب ألمانيا، ومولر الشاب. بالطبع كلاهما يحمل اسم العائلة ذاته، وكلاهما ولد في مقاطعة بافاريا، لعب جيرد في صفوف بايرن في الستينات والسبعينات، في حين بدأ توماس مسيرته في صفوف الفريق البافاري الموسم الماضي، كلاهما يملك حاسة التهديف، وكلاهما حمل أو يحمل الرقم 13 غير أن أوجه الشبه تتوقف هنا اقله حتى الآن، لأن المدفعجي يملك سجلاً قلة من النجوم تستطيع أن تتبجح به، فهو توج بجميع الألقاب، حيث رفع كأس العالم عام 1974 وكأس أبطال الأندية الأوروبية ثلاث مرات (1974 و75 و76)، وكأس الأمم الأوروبية مرة واحدة (1972)، بالإضافة إلى الدوري المحلي والكأس المحلي مرات عدة، ويحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في صفوف منتخب بلاده حيث نجح في هز الشباك 68 مرة في 62 مباراة خاضها بين عامي 1966 و1974 وزارها أيضا 365 مرة في البوندسليجا. وشاء القدر أن يكتشف جيرد مولر الذي يعمل مدربا في قطاع الناشئين في صفوف فريقه السابق، توماس مولر قبل سنتين وقال بالحرف الواحد “هذا اللاعب يستطيع أن يبدأ مسيرته في الحال، يملك ميزات عدة أبرزها قدرته على التسديد بالقدمين وبالرأس ويمكن أن يشغل مركزاً على الجبهة اليمنى أو اليسرى. ونال مولر الجديد الإشادة من مولر القديم الذي قال عنه “يذكرني توماس كثيرا بنفسي عندما كنت شابا، يقوم باستدارته كما كنت أفعل أنا سابقا”. وبالفعل، فان مسيرة مولر شهدت انطلاقة صاروخية، فقبل اقل من سنة كان يلعب في الدرجة الثالثة، لكنه ضرب بقوة في موسمه الأول في صفوف بايرن ميونيخ حيث سجل 19 هدفا في 52 مباراة واحرز الثنائية المحلية (الدوري والكأس) وكان قاب قوسين أو أدنى من أن يتوج بالثلاثية لو قدر لفريقه أن يفوز بدوري أبطال أوروبا لكنه خسر النهائي أمام الإنتر الإيطالي 2- صفر. وأبرز دليل على موهبة مولر وثقة مدربه الهولندي لويس فان جال به أن الأخير فضله معظم فترات الموسم الماضي على الهداف الخطير ميروسلاف كلوزه، أما على صعيد المنتخب، فإن يواكيم لوف لم يقف متفرجاً أمام موهبة هذا المهاجم الصاعد، فجعله من الركائز الأساسية وفي حال نجح “مانشافت” في تخطي إسبانيا والوصول إلى النهائي فسيكون مولر أمام فرصة أن يتوج هدافاً للعرس الكروي كما فعل مولر الكبير عام 1974 وان يحذو حذوه ويرفع الكأس الغالية أيضاً. صحف ألمانيا: آه كم هذا جميل! برلين (ا ف ب) - «آه كم هذا جميل!»، هكذا عنونت صحيفة «فيلت أم سونتاج» الألمانية الصادرة أمس الأول بعد الفوز الخارق للمنتخب الوطني على الأرجنتين 4- صفر في ربع نهائي مونديال 2010 المقام حالياً في جنوب أفريقيا. وقبل أسبوع على التمام والكمال من موعد المباراة النهائية، بدأت «تاجيشبيجل» اليومية تفكر باللقب: «1954 و1974 و1990» في إشارة إلى الأعوام التي أحرزت فيها «ناسيونال مانشافت» ألقابها الثلاثة في كأس العالم. وتابعت الصحيفة: «قدم منتخب ألمانيا مجدداً أداءً ممتازاً، قصة المونديال الخرافية مستمرة». جميع الأحلام مسموحة بنظر الصحف الألمانية, وكتبت «بيلد أم سونتاج»: «شكراً أيها الأبطال!» وتابعت: «كرة القدم يبتسم للألمان، هزمنا الأرجنتين 4- صفر، نحن في نصف نهائي المونديال ونقدم أجمل كرة قدم في العالم». وأضافت «فيلت أم سونتاج»: «أنه التانجو الأجمل في العالم، ألمانيا تجتاز الأرجنتين لتقابل إسبانيا وتحلم باللقب». وتابعت «بيلد أم سونتاج» إلى جانب صورة الشاب توماس مولر محتفلاً بعد تسجيله الهدف الأول في الدقيقة الثالثة: «فوز تاريخي على الأرجنتين 4- صفر، حافظوا على هذه النسخة من الصحيفة لأولادكم». شفاينشتايجر: من مصلحتنا اللعب مع إسبانيا كيب تاون (د ب أ) - تلقـى لاعبو المنتخب الألماني إشادة كبيرة من مدربهم يواخيم لوف في أعقاب الفوز التاريخي على الأرجنتين بأربعة أهداف نظيفة في دور الثمانية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا. وبات باستيان شفاينشتايجر متلهفاً لملاقاة إسبانيا في الدور قبل النهائي من أجل الثأر من الهزيمة أمامهم في نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية “يورو 2008”. وأكد شفاينشتايجر “أفضل مواجهة إسبانيا، قبل عامين خسرنا صفر- 1 أمام إسبانيا، وأتمنى مواجهة الفريق الأقوى حتى أكون صريحاً”. وقال لوف “إننا منضبطون بشكل كبير، إننا مستعدون للركض بعيداً، ندرك أن أربعة أو خمسة لاعبين أرجنتينيين ركزوا على الجانب الدفاعي وكان هناك آخرون ركزوا على الهجوم لذا عرفنا أنه سيكون هناك فجوة بين هذا وذاك”. وأكد لوف أنه أخبر لاعبيه بأنهم أصغر وأسرع وأكثر ثباتاً”، قبل المباراة وقد أثبتوا صحة وجهة نظره. وأكد المدرب الأرجنتيني دييجو مارادونا الذي وصف الهزيمة بأنها “ركلة في الرأس” وبأنها أصعب لحظة في حياته، أن الهدف المبكر أفسد خطة راقصي التانجو. وأوضح “لقد درسنا ألمانيا جيداً ثم جاءت أول تمريرة وأسفرت عن هدف وفجأة أصبحت مباراة مختلفة , ثم توجب عليك القتال وأنت متأخر بهدف”. واعترف المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز بأن المنتخب الألماني كان قويا للغاية. وأشار “ليس لدينا أي عذر لقد لعبوا بشكل جيد عرفنا أنهم سيصعبون الأمور علينا ثم يلعبون على الكرات المرتدة”. وسجــل ميروسلاف كلوزه الهدفين الثاني والرابع من المباراة ليرفع حصيلته من الأهداف إلى 14 هدفا في تاريخ مشاركاته بكأس العالم ويعادل إنجاز جيرد مولر، كأفضل هداف لألمانيا في المونديال. وقال لوف حول كلوزه “لديه الآن 14 هدفاً في كأس العالم، هناك عدد محدود للغاية من لاعبين يمكنهم تهديد إنجازه، إنها حقيقة ستظل في كتب التاريخ”. الألمان يحتفلون تحت العواصف الرعدية برلين (د ب أ) - بمجرد إطلاق الحكم الأوزبكي ايرماتوف رافشان صافرة نهاية المباراة التي فاز فيها المنتخب الألماني على نظيره الأرجنتيني 4 - صفر انطلقت الجماهير الألمانية في شوارع برلين وغيرها من المدن الألمانية للتعبير عن فرحتهم الكبيرة بهذا الانتصار المدوي. وشكل بعض الجماهير الألمانية مواكب تطوف في المدن، وأخذوا يلوحون بالأعلام من نوافذ السيارات ويطلقون الأبواق ويهتفون تعبيراً عن الفرحة بما حققه نجومهم في جنوب أفريقيا. وفي حديقة بالقرب من بوابة براندنبرج في قلب العاصمة الألمانية برلين والتي عرضت بها المباراة على شاشة عرض عملاقة احتشد حوالي 300 ألف مشجع ارتدى العديد منهم ملابس شفافة وتعرى البعض من فوق الخصر وكانوا يصرخون ويهتفون بشكل جنوني بعد كل هدف للمنتخب الألماني. وقال أحد المشجعين “إننا نعانق كل من نراه. ووسط درجة حرارة وصلت إلى 37 درجة مئوية، تابع مئات الآلاف من الألمان المباراة على شاشات العرض العملاقة في مدن ألمانية أخرى، بينما فضل الملايين متابعتها في الحانات وفي منازلهم. وهبت عواصف رعدية شديدة في بون وبعض المدن الأخرى المجاورة، عقب بداية المباراة، وهو ما أضاف نكهة أخرى للانتصار الألماني الكبير. وبقي عدد قليل من المشجعين في الهواء الطلق حتى نهاية المباراة، حيث شعروا تحت الأمطار بفرحة كبيرة بما حققه لاعبو المنتخب. ميرتيساكر «مندهش» ولام «مذهول» كيب تاون (د ب أ) - اللاعبون الألمان أنفسهم لا يمكنهم تصديق إلى أي مدى ظهر فريقهم بشكل رائع بعد التأهل إلى المربع الذهبي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب أفريقيا عقب الفوز التاريخي على الأرجنتين بأربعة أهداف نظيفة في كيب تاون في دور الثمانية للبطولة. وباتت ألمانيا منذ إنجاز البرازيل في 1970 أول فريق يسجل أربعة أهداف في ثلاث مباريات على حدة في المونديال بعد الفوز على أستراليا 4 - صفر ثم إنجلترا 4 - 1 وأخيراً الأرجنتين 4 - صفر. واعترف بيير ميرتيساكر مدافع فيردر بريمن بأنه نفسه اندهش بروعة أداء المنتخب الألماني “أنني مندهش للغاية، ولكن الجميع يقاتل بقوة من أجل الفريق وهذا يصنع الفارق”. وقال المدافع إرنه فريدريش الذي سجل الهدف الثالث لألمانيا بعد أن تكفل توماس مولر وميروسلاف كلوزه بتسجيل الهدفين الأول والثاني أنه يشعر بأن روح الفريق صنعت الفارق. وأضاف “لدينا روح فريق لا مثيل لها، لكي تلعب أمام الأرجنتين بمثل هذه الطريقة وكذلك إنجلترا، لم أتوقع حقاً أن أحرز أهدافا مع المنتخب الوطني”. وأكد قائد الفريق فيليب لام إنه ببساطة أمر لا يصدق “عندما تزداد الأهداف أكثر وأكثر لا تفهم حقا ما يحدث.. فقط نستمتع بذلك”. وحتى المدرب يواخيم لوف قال إنه يصعب تصديق النتيجة أمام الأرجنتين “النتيجة لا يمكن تصديقها”.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©