الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسفة البناء القطرية تستلهم الإرث التاريخي والخصوصية الجغرافية

فلسفة البناء القطرية تستلهم الإرث التاريخي والخصوصية الجغرافية
19 ديسمبر 2009 22:37
تحتفظ العمارة القطرية بهويتها الخاصة حتى يومنا هذا بلا أي تغير، متكئة على إرث إسلامي وعربي وخليجي عميق، صاغه القطري وفق تشكيلة خاصة به منذ القدم، وسار أسلافه على نفس الوتيرة مع تطوير في الشكل وحفاظ على المضمون. واستمر التطوير في فن البناء القطري طول تلك الفترة، حتى وصل إلى هذه المرحلة من الشكل المتعارف عليه. ولم يغب التجديد وفق الأطر التي لا تغير في الهوية والخصوصية، حتى بات هذا الفن مواكبا للحداثة والمدنية التي وصلت إليها دول الخليج بعد اكتشاف النفط. ويعطي الشكل الهندسي للبيت القطري من الداخل والخارج ميزة خاصة سيما وأن هذه العمارة صممت لتلائم البيئة والعادات والتقاليد الخاصة بقطر. ترجمة الفكر يعتبر العمران جزءاً أصيلا من ثقافة ذلك البلد، تاريخا وحاضرا ومستقبلا أي ترجمة لروح الفكر السائدة، رغم أنه لا يمكن نفي التأثر بالخارج والثقافات الأخرى التي أصبحت مشرعة الأبواب، فالقادم إلى قطر والمتجول بأرجائها يجد تجانسا بديعا للعمارة القطرية. وتزخرُ قطر بالعديد من المباني التاريخيةِ والأثرية والمواقع المختلفة، والتي شهدت أحداثا وفتراتٍ تاريخيةٍ متنوعةٍ تؤكد أصالة هذا البلد وعمقه التاريخي، وإرثه الحضاري. وتعدُّ الآثار الباقية في قطر مصدراً شاهداً ومؤرخاً لفكر وثقافة وفلسفة السلف السابق الذي أورثها حضارته العظيمة بعد اكتمال حلقاتها التاريخية على مر العصور، فالحضارة لا تموت لكنها تظل حيـةً تختبئ خلالَها كنوزُ وتراثُ الأمم. وبهذا الغنى المعماري والفني الهامين للآثار والعمارة الإسلامية في شبه جزيرة قطر كان لابد أن تكون مصدراً للإلهام الفني لكثير من المبدعين في المجالات المختلفة والتي من الضروري التعرف عليها ومحاولة نشر الوعي الثقافي والأثري بين المواطنين للحفاظ على التراث الوطني للدولة، حيث يمتاز البناء القطري بشكل هندسي مخصص للبيئة القطرية، حيث تبنى أبراج بالزوايا الأربع. وحتى في تصميم القصور والبيت الحديثة بقي هذا الشكل موجودا، كما أن المجلس المخصص للضيوف يكون منعزلا عن بقية البناء، بالإضافة إلى اتساع فناء المنزل، كما أن الكثير من الناس باتوا يصممون بيوتهم بالشكل القديم، ويحرصون على وضع أشياء تراثية قديمة في بيوتهم، دلالة على الإرث التاريخي الكبير الذي يفتخرون به. أبنية تراثية من أشهر الأبنية التراثية التي لا تزال موجودة قلعة أم صلال محمد، والمحصنان القصر الشمالي والجنوبي. وتجدر الإشارة إلى التنوع الكبير للقلاع الإسلامية التي بنيت في شبه جزيرة قطر ذات الشكل المربع والمستطيل حيث اكتنفت أركانها أبراج مستديرة وأخرى مستطيلة، وقد أمكن حصر تلك القلاع في عشرين قلعة بقي كثير منها قائماً حتى وقتنا الحاضر وهي قلعة الفرنجة المندثرة وقلعة الرويضة، وقلعة البوسفية وقلعة الزبارة وقلعة الوسيل وقلعة عذبة وقلعة أبو ظلوفو وقلعة الجميلية، وقلعة بغبي «يجبي»، وقلعة «مريخ شعبية خليفة»، وقلعة أم جاسم، وقلعة القاعبة، وقلعة الوكرة، وقلعة الوكير، وبنيت العديد من الأبراج في قطر خاصة بالمناطق التي تشرف على الساحل وجاءت في معظمها مستديرة الشكل فتحت في جدرانها مزاغل مستديرة ومستطيلة وتوجت من أعلى بصف من الشرفات المدببة ومنها برج الدوحة وأبراج الخور وأبراج برزان وبرج بوفسيلة وبرج سدرية مكين وبرج سنقيس وبرج الوجبة كما وجدت المرابط الأثرية والتي اهتم بها القطريون على مدى العصور السابقة مثل مربط إسطبل الشقب بغرب الدوحة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©