الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"ما ملكت أيمانكم".. عمل اجتماعي معاصر وجريء يمسك بخيوطه نجدت أنزور

"ما ملكت أيمانكم".. عمل اجتماعي معاصر وجريء يمسك بخيوطه نجدت أنزور
19 ديسمبر 2009 22:35
ثلاث شابات مختلفات، الأولى تمثل الروح، والثانية الجسد، والثالثة العقل. سيكن بطلات المسلسل الجديد للمخرج نجدت أنزور (ما ملكت أيمانكم)، وستلعب أدوار الشابات الثلاث الفنانات سلافة معمار وديمة قندلفت ورنا الأبيض، وسيشكلن ثلاثة محاور رئيسية في العمل، تتقاطع بدورها مع محاور وشخصيات ثانوية تقود إلى أحداث مثيرة. جرأة وخيال المسلسل الجديد جريء في أحداثه الاجتماعية، حيث يتناول واقع المرأة في المجتمعات العربية، ونظرة الرجال لها، والظلم الواقع عليها جسدياً ومعنوياً، وتطلعات النساء إلى التفوق وإثبات الوجود، وما يتعرضن له خلال سعيهن لتحصيل العلم أو اختيار الشريك المناسب من اضطهاد الأسرة وقمع المجتمع، كما يكشف العمل عن التلاشي الذي حل بالطبقة الوسطى العربية عموماً، والتي أخذت بالذوبان تدريجياً، ليحل محل أفكارها المستنيرة وتقاليدها المتسامحة والمنفتحة، أشكال من التطرف الديني والأخلاقي الذي يُطْبق على المرأة من كل جانب، ويكبل المجتمع بقيود متزمتة. وإلى الأحداث المثيرة والجريئة من خلال شخصيات المسلسل، فإن المخرج نجدت أنزور سيقدم رؤية جديدة تنبؤية درامية للمجتمع العربي، وسيغامر بتقديم صورة مستقبلية لدمشق عام 2018، حيث سنرى المدينة، وقد ارتفعت فيها ناطحات السحاب، وتغير وجهها العمراني، ليصحب ذلك تغير واضح في الناس وطريقة تفكيرهم وتعاملهم مع بعضهم بعضاً، وتساعد التقنية الدرامية والجرافيك المصمم من خلال الكومبيوتر على بناء هذه الرؤية لمدينة دمشق، كما سيستخدم أنزور في عمله الجديد تقنية لإضافة منحى جديد للدراما العربية من شأنه أن يوفر تنوعاً مبتكراً لسير الأحداث وأسلوباً غير تقليدي للرؤية الدرامية. فالمشاهد لن يرى الأحداث بشكل تدريجي من البداية إلى النهاية، بل ستتداخل الأحداث مع بعضها بعضاً، وستستخدم تقنية (العودة إلى الماضي ورؤية المستقبل). الروح والجسد والعقل كتبت العمل الدكتورة هالة دياب التي سبق لها أن تعاونت مع أنزور من خلال مسلسلها (الحور العين)، وقد تحدثت لنا عن العمل الجديد فقالت: إن أحداث المسلسل تدور حول علاقة الفتيات الثلاث (ندين ـ عليا ـ ليلى)، حيث تجمعهن دورة لغة إنجليزية في معهد للتعليم. وتستمر علاقتهن على مدى عشر سنين تصل إلى عام (2018)، وسيتعامل المسلسل مع معهد تعليم اللغة باعتباره المكان الذي يجمع الشخصيات الثلاث الأساسية إضافة إلى الشخصيات الثانوية. ومن خلال هذا المكان تتداخل محاور الشخصيات مع بعضها، وتنكشف قصصها بشكل تفصيلي ودرامي ملفت. وتضيف الدكتورة هالة: سيتم تقديم الشخصيات ضمن مثلث درامي يتمثل في الروح والجسد والعقل، ومن خلال هذا المثلث تتجسد الفكرة الأساسية للعمل، فالجسد دون روح يمسي جثة متحركة وهشة، والعقل دون روح يصبح أداة مادية بحتة تهدف للبقاء وحسب. وستجسد كل من الفنانات سلافة معمار وديمة قندلفت ورنا الأبيض محاور الروح والجسد والعقل، لنعرض صورة متكاملة للإنسان، وكيف تلعب الظروف الاقتصادية والاجتماعية وأيديولوجيات التطرف الديني دوراً في حياته وظروفه. وتتوقف الدكتورة عند الشخصيات النسائية الثلاث الرئيسية فتقول: هناك ليلى (22) عاماً وهي بنت حي الشاغور المحافظ، وهي من أسرة متزمتة، يمارس كل من والدها وشقيقها وأمها الضغوط عليها، وقد فرض عليها ارتداء الحجاب والجلباب والقفازات وتعرضت للضرب والعقاب مرات عديدة، لكنها تتمكن من السفر إلى باريس للدراسة، وهناك تتغير، وسنرى في النهاية أي مصير انتهت إليه. كما نتعرف إلى سلوكيات كل أفراد أسرتها. أما عليا (25) عاماً فهي من حي الميدان المحافظ، وهي تنتسب للمعهد لتتعلم اللغة كي تجد عملاً، لكنها تضطر للزواج من رجل لا تحبه تحت ضغط والدتها التي أجبرتها على الزواج منه رغم أن عمره ضعفا عمرها، ونرى كيف تعيش هذه التجربة، ثم نتعرف إلى مصيرها. والشخصية الثالثة الرئيسية هي ندين التي ترمز إلى الطبقة الوسطى، فوالدها مدرس وأمها مرشدة نفسية وشقيقها فنان تشكيلي، وهي تحاول أن تشق دربها في الحياة، فتكاد لا تجد مكاناً، لأن المجتمع محكوم إما بالتطرف وإما بالعولمة وفقدان الروح الإنسانية، لذا تبدو ندين أكثر الشخصيات معاناة، لأنها تتعرض لضغوط الطرفين. حشد من الشخصيات المسلسل مزدحم بالشخصيات التي تتقاطع مساراتها لتشكل رسالة العمل وفكرته، فشخصيات الصف الأول تصل إلى عشرين، أما شخصيات الصف الثاني فتبلغ أربع عشرة، إضافة إلى عدد كبير من الشخصيات في الصف الثالث، تدفع الأحداث ضمن الخط الدرامي عبر ثلاثين حلقة، ستعرض في رمضان القادم. ويشارك في هذا العمل إضافة إلى بطلاته الثلاث، كل من مصطفى الخاني (نمس باب الحارة) ونادين خوري وخالد القيش وفايز قزق وديانا المعلولي ورانيا الأحمد وعبد الحكيم قطيفان ومحمود نصر وآخرون. ويجري التصوير في عدة أماكن منها دمشق وباريس والسعودية والإمارات، وسيتغير مكان التصوير حسب محور الشخصية التي يتم التعامل معها، وستتداخل المشاهد في أكثر من مكان في إشارة إلى أن مدن المنطقة العربية متشابهة في مشاكلها ومرتبطة فيما تعانيه. وعلى نقيض ما يوحي به اسمه (ما ملكت أيمانكم) فإن مسلسل نجدت أنزور الجديد مسلسل اجتماعي معاصر جريء ومثير، يسلط الضوء على صراعات النساء والرجال في مواجهة تغير العالم، والتطورات التكنولوجية والاجتماعية والعلمية والعمرانية التي تهب على منطقتنا العربية بقوة وسرعة. وربما لهذا يضيف أنزور الخيال ليرسم ملامح دمشق بعد تسع سنوات، عبر الكومبيوتر والجرافيك، ودمشق هنا ليست إلا نموذجاً لمدن عربية كثيرة.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©