الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

محاولة تفسير ظاهرة صلاح

28 مايو 2018 21:30
فى الدقيقة 26 سقط محمد صلاح مصاباً، ثم خرج من الملعب للعلاج، ثم عاد إلى الملعب بأمل الاستمرار، ثم سقط باكياً وغادر.. كانت تلك أربع دقائق ثقيلة وصعبة على ملايين المشجعين المصريين والعرب للاعب كرة قدم بات بطلاً أو أحد أبطالهم. بذلك نكون اقتربنا من محاولة تفسير ظاهرة محمد صلاح في إقليمنا العربي، لكنه ظاهرة أيضاً فى مدينة ليفربول وفي غيرها من مدن عالمية تعشق كرة القدم. مرة أخرى أطل السؤال، وأطلت المقارنة، هل محمد صلاح تفوق فى شعبيته على محمود الخطيب وغيره؟ هل غطى مستواه وأهدافه مع ليفربول على نجوم عرب تألقوا فى أوروبا ؟ هل أصبح صلاح فى حد ذاته عند المصريين حدثاً أهم من الفوز بكأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية أو التأهل لمونديال إيطاليا 1990 وروسيا 2018؟ لهذه الدرجة تجري محاولات إعلامية وصحفية واجتماعية لفهم ظاهرة محمد صلاح.. والنقطة الأولى تبدأ من زمن تألق صلاح، وهو زمن «السوشيال ميديا» وانتشارها وتأثيرها، فلم يكن أداء الخطيب ونجوم عصره مشهوداً أو ينتقل بالعدوى والانطباع، كما هو الحال الآن فى زمن صلاح. ثم تأتي النقطة الثانية التي تبدأ من فهم طبيعة الانتماء لفريق أو لاعب، فالفريق هو المجموع الذي يحتوي الأبطال، واللاعب السوبر هو بطل جمهوره، وهو من يمثله في الميدان، وهو من يلعب بالنيابة عنه، وينتصر بالنيابة عنه، ويوم يهزم فإن المشجع يصيبه حزن الخسارة، لأنه هو الذي هُزم، وهذا من جذور الرياضة ومن أسباب اتساع دائرتها لتكون من أهم الأنشطة الإنسانية انتشاراً وتأثيراً. محمد صلاح احترف منذ كان عمره 19 سنة، ولعب لفريق بازل السويسري، ثم تشيلسي، ثم فيورنتينا، ثم روما، ثم ليفربول.. وفي الأخير تحول إلى ظاهرة، لأنه فريق كبير، ولأن الدوري الإنجليزي هو الأقوى في العالم، ولأن أداء صلاح أصبح مشهوداً، نظراً لمتابعة الملايين لمباريات «البريميرليج»، وقبل ذلك كله صلاح نفسه الذي حقق إنجازات غير مسبوقة، وجمع الجوائز، وغنى له جمهور ليفربول، وكأنه يمثل فارساً عربياً اقتحم وحده قلعة إنجليزية وأوروبية عريقة في كرة القدم، وهزم منافسيه، وأمتع أنصاره، فأحبوه وشجعوه، وهتفوا له، وغنوا له أيضاً، ولكم أن تتخليوا تأثير ذلك على من ينتمي إليهم صلاح بجذوره وبالميلاد والجنسية واللغة. ** قبل أشهر قلت هنا إنه: الناصر صلاح الدين.. وأظنه كذلك!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©