الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العبادي يعلن «النصر الكبير» من «الموصل المحررة»

العبادي يعلن «النصر الكبير» من «الموصل المحررة»
10 يوليو 2017 09:51
سرمد الطويل، وكالات (بغداد) أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، تحقيق «النصر الكبير» في مدينة الموصل «المحررة» بمحافظة نينوى، بعد نحو تسعة أشهر من انطلاق عملية استعادة ثانية كبريات مدن البلاد، ورفعت القوات العراقية العلم العراقي على المدينة القديمة بعدما حررت آخر 90 متراً من الجانب الأيمن للموصل، وطرد آخر 30 عنصراً من تنظيم «داعش»، الذين ألقى بعضهم بنفسه في نهر دجلة، بينما توجه البعض الآخر إلى قضاء تلعفر غرب الموصل، حيث اعتبر القضاء «المقر البديل لدواوينه الرئيسة». فيما أعلنت السلطات مقتل 1000 من التنظيم في معارك الساعات الأخيرة للتحرير. وأصدر مكتب العبادي بياناً، كما أفادت قناة العراقية بأن رئيس الوزراء «وصل مدينة الموصل المحررة، وبارك للمقاتلين الأبطال والشعب العراقي، تحقيق النصر الكبير». وأظهرت صور نشرت على حساب رئيس الوزراء الرسمي على «تويتر»، العبادي مرتدياً زياً عسكرياً أسود اللون وقبعة، لدى وصوله إلى الموصل، معلناً استعادة السيطرة الكاملة على المدينة. لكن الإعلان صدر فيما تستمر المعارك في المدينة القديمة بغرب الموصل. وأصدر العبادي توجيهات عدة «لإدامة الانتصارات والقضاء على فلول داعش المنهزمة، وضرورة بسط الأمن والاستقرار في المدينة المحررة، وتطهيرها من الألغام والمتفجرات التي خلفها العدو، وحماية المدنيين والنازحين». وبعد ساعات من وصوله، رفعت قوات الأمن أعلام العراق على أنقاض المدينة القديمة بالموصل أمس، بعد إعلانها «النصر» على تنظيم «داعش»، بينما لا يزال يتردد دوي الرصاص وتتصاعد سحب الدخان فوق المباني المدمرة. وقال التلفزيون العراقي الرسمي نقلاً عن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت منطقة الميدان، ووصلت حافة نهر دجلة، وتقدمت باتجاه منطقة القليعات، آخر الأهداف، ولا يزال التقدم مستمراً». فيما تبقى أمام الفرقة 16 من الجيش منطقة واحدة لا تزال خاضعة لسيطرة التنظيم. في غضون ذلك، أعلنت عمليات قادمون يا نينوى أن «قوات مكافحة الإرهاب حررت منطقة الميدان، ووصلت إلى حافة نهر دجلة، واقتحمت باتجاه منطقة القليعات، آخر الأهداف المتبقية». وشرعت منظمات عراقية بالإعداد لبرامج احتفالية تتزامن مع الإعلان الرسمي لطرد التنظيم من المدينة. وقال التلفزيون الرسمي العراقي، إن قوة خاصة عراقية تقاتل «داعش» بالمدينة القديمة بالموصل، وصلت أمس إلى ضفة نهر دجلة، لحسم معركة الساعات الأخيرة. وذكر مصدر أمني، أن نحو 30 مسلحاً من «داعش» ما زالوا يقاتلون في منطقتي الشهوان والقليعات ضمن المنطقة القديمة بالساحل الأيمن للموصل. وأضاف أن جهاز مكافحة الإرهاب يواصل عملياته للقضاء عليهم من أجل إعلان الانتصار. وكان الجيش العراقي أفاد في وقت سابق من أمس، بمقتل 30 من مسلحي «داعش» بعدما حاولوا التسلل إلى الساحل الأيسر للموصل. ووفقاً لـ«خلية الإعلام الحربي»، فإن «قطعات عمليات نينوى قتلت 30 إرهابياً حاولوا الهروب من الساحل الأيمن إلى الساحل الأيسر عبر نهر دجلة». من جهة أخرى، أفاد مصدر محلي في محافظة نينوى أمس، بأن تنظيم «داعش» اعتبر مدينة تلعفر غرب الموصل «المقر البديل لدواوينه الرئيسة»، بعدما أقر بخسارته آخر معاقله في مدينة الموصل. ونقل موقع «السومرية نيوز» عن المصدر القول، إن «داعش أصدر منشوراً مقتضباً وسط تلعفر، حمل مضموناً بأن كل دواوينه تمارس أعمالها عبر مقرات بديلة من تلعفر، وهو مؤشر آخر على انكسار التنظيم». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «داعش اعترف بخسارته آخر معاقله في الموصل في المنطقة المسماة بالموصل القديمة، وإعلان معركة الانغماسين ضد القوات الأمنية المشتركة». وبين المصدر أن «صدمة سقوط الموصل القديمة كانت قاسية جداً على مسلحي داعش الذين كانوا يلقبونها بأنها عرين البغدادي الأقوى في الموصل». وقال التلفزيون العراقي، أمس، إن عناصر التنظيم ألقوا بأنفسهم في نهر دجلة في محاولة للفرار من المعركة. وفر الإرهابيون من كل أنحاء الموصل باستثناء رقعة من الأرض على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم المدينة، حيث تمركزوا في الأزقة الضيقة في المدينة القديمة. وارتفعت أعمدة الدخان فوق المدينة القديمة أمس، وتناثرت الجثث المتحللة لمقاتلي التنظيم في الشوارع. وترددت أصداء زخات متفرقة من الرصاص، ونفذت طائرات عدة غارات جوية. ولجأت عناصر التنظيم الإرهابي المحاصرة في منطقة آخذة في التقلص بالمدينة، لدفع انتحاريات لتنفيذ تفجيرات بين آلاف المدنيين الذين يفرون من ميدان المعركة وهم جرحى يعانون الخوف وسوء التغذية. كما فرضت المعركة أعباء ثقيلة على كاهل قوات الأمن العراقية. وقال الجنرال الأميركي روبرت سوفجي من بغداد، إن الإرهابيين الذين بقوا في الموصل، يقاتلون حتى الموت في منطقة صغيرة جداً في البلدة القديمة المجاورة لدجلة، وإنهم «يائسون». وأضاف أن بعضهم يحاول التسلل داخل صفوف المدنيين الفارين من المدينة ويحلقون لحاهم ويغيرون ثيابهم، بينما يتظاهر آخرون بالموت، وبعد ذلك يفجرون ستراتهم الناسفة عند اقتراب قوات الأمن العراقية منهم. وقال سوفجي، إن «العدو نشر مجموعة من العبوات الناسفة المصنعة محلياً في كل أرجاء المكان، وفي كل ركن وخزانة، وفي إحدى المرات تحت سرير أطفال». وأضاف أن «القتال في الموصل لا يشبه أي شيء قام به أي جيش حديث في وقتنا الحاضر، فقط الحرب العالمية الثانية يمكن أن تشبهه من بعيد». وكان مصدر أمني قال أمس، إن 90 متراً فقط بمحاذاة نهر دجلة هي كل ما تفصل القوات العراقية عن تحرير كامل الموصل من سيطرة «داعش». وعثرت قوات جهاز مكافحة الإرهاب على نفق سري يعود للتنظيم بداخلة 16 «داعشياً» تم اعتقالهم في منطقة الميدان المحررة، بحسب مصدر عسكري. من جانبه، أفاد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، بأن قواته قتلت أكثر من 1000 عنصر من «داعش» في معارك تحرير المنطقة القديمة، ودمرت 65 مركبة مسلحة، و20 عجلة مفخخة، و24 دراجة نارية، و38 مضافة، و5 أبراج اتصالات، و8 أنفاق، وفككت 71 حزاماً ناسفاً، و310 عبوة ناسفة، و181 صاروخاً. ولا تكشف الحكومة العراقية عن حجم الخسائر في صفوف قواتها، لكن طلب تمويل من وزارة الدفاع الأميركية، ذكر أن قوات مكافحة الإرهاب التي تقود المعركة في الموصل بلغت خسائرها 40%. ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهزيمة التنظيم في الموصل. وقال على حسابه على «تويتر»، «الموصل تحررت من داعش. فرنسا تثني على كل من ساهموا في هذا النصر بجانب قواتنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©