تراجع أداء شركات الوساطة في الأسواق المالية خلال الربع الثالث من 2009

بلغت الخسائر المجمعة لشركات الوساطة العاملة في أسواق المال المحلية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري نحو 112.2 مليون درهم، مقابل 314 مليون درهم أرباحاً في الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب رصد أجرته “الاتحاد”. وتكبدت 53 شركة وساطة مالية خسائر مباشرة بقيمة 226 مليون درهم في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، من أصل 90 شركة وساطة أفصحت عن نتائج أعمالها بنهاية سبتمبر الماضي. من جانب آخر، حققت 37 شركة أرباحاً صافية بقيمة 114 مليون درهم في تسعة أشهر. وأظهر تسلسل أرباح شركات الوساطة الفصلي تراجعاً في أدائها المسجل خلال الربع الثالث من العام الجاري مقارنة بالربع الثاني، حيث بلغت قيمة خسائرها في أشهر يوليو وأغسطس وسبتمبر نحو 17 مليون درهم، مقارنة بأرباح قيمتها 12 مليون درهم في الربع الثاني من العام الجاري، في حين بلغت الخسائر المجمعة للربع الأول 107 ملايين درهم. وتراجع أداء شركات الوساطة في الربع الثالث نتيجة تراجع سيولة التداولات، رغم ارتفاع مؤشر السوق بنسبة 19% مقارنة بالربع الثاني. وانخفضت قيمة تعاملات أسواق المال المحلية خلال الربع الثالث من العام الجاري بنسبة 34% إلى الإجمالي 55.952 مليار درهم مقارنة بـ84.6 مليار درهم في الربع الثاني من العام الجاري. ويتعرض قطاع الوساطة المالية في الدولة لجملة ضغوط منذ أغسطس 2008 إثر تبعات الأزمة المالية على أسواق الأسهم، ما أدى إلى تراجع أحجام التداولات في الأسواق وانخفاض أسعار الأسهم، ما انعكس سلباً على قيمة الاستثمارات التي تديرها في محافظها الخاصة. وتراجعت قيمة عمولات التداول المحتسبة في أسواق المال المحلية خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري إلى 1.216 مليار درهم بانخفاض نسبته 58% مقارنة بعمولات التداول المقتطعة في نفس الفترة من العام الماضي والتي بلغت 2.880 مليار درهم. وأظهر رصد أجرته “الاتحاد” أن قيمة العمولات التي اقتطعتها شركات الوساطة المالية العاملة في الأسواق المحلية خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري بلغت نحو 637.269 مليون درهم توزعت على نحو 90 شركة وساطة، حيث تراجعت قيمة عمولات شركات الوساطة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري بنسبة 58.5% مقارنة بالعمولات التي تمكنت من تحقيقها في الفترة ذاتها من العام الماضي والتي تجاوزت قيمتها 1.538 مليار درهم. وأفرزت الأوضاع السلبية التي امتد تأثيرها حتى الربع الأول من العام الجاري تصفية عدد من شركات الوساطة المحلية رسمياً تم الإعلان عن اثنتين منها رسمياً. ورغم التطورات المتعلقة بقطاع الوساطة المالية، إلا أن عدد الشركات التي راجعت هيئة الأوراق المالية والسلع التي أبلغتها بمواجهة صعوبات يعتبر “بسيطاً جداً”، وفقاً للهيئة. واهتزت أوضاع شركات الوساطة المالية بسبب ارتفاع المصاريف مقارنة بانخفاض الدخل في أعقاب شح التداولات، ما دفعها إلى المطالبة بتنويع تراخيصها لتتمكن من توسيع نشاطها ليشمل الاستشارات المالية وإدارة المحافظ. وفي السياق ذاته، أبدت الهيئة استعدادها لبحث أي خيار من شأنه تخفيف الصعوبات التي تتعرض لها شركات الوساطة. وأفادت الهيئة بأنها تستعد لطرح حزمة من التشريعات تفتح الباب واسعاً أمام شركات الأوراق المالية لتقديم خدمات حديثة ومتطورة، بهدف رفع مستوى خدمات الشركات لعملائها، حيث عقدت عدة اجتماعات مع جميع شركات الوساطة للإطلاع عن كثب على المشكلات التي تواجههم، كما تم إعلام جميع الشركات بوضوح باستعداد الهيئة للاجتماع بشكل منفرد بأية شركة تواجه صعوبة الاستمرار في عملها أو تواجه عقبات مالية. وتمكنت “هيئة الأوراق” من التواصل في الفترة الماضية مع بعض الشركات المتعثرة، وقامت بتوجيهها إلى المسار السليم للخروج من الوضع الذي تمر فيه بأقل قدر من الأضرار. الأكثر ربحية تصدرت شركة الشارقة الإسلامي قائمة الشركات الأكثر ربحية بتحقيقها أرباحاً صافية في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بقيمة 24.6 مليون درهم، وتلتها شركة شعاع للأوراق المالية بربحية قدرها 13.677 مليون درهم، وحلت شركة الرمز في المركز الثالث بربحية قيمتها 9.968 مليون درهم. واحتلت شركة أبوظبي للخدمات المالية المركز الرابع بأرباح قيمتها 8.8 مليون درهم، وتلتها شركة المشرق في المركز الخامس بربحية قيمتها 8.3 مليون درهم. الأكثر خسارة تصدرت شركة “تبادل” قائمة الشركات الأكثر خسارة بتكبدها نحو 45.7 مليون درهم، وتلتها في المركز الثاني شركة “الدولي للوساطة” بخسارة قيمتها 22.466 مليون درهم، وتلتها شركة “رسملة” بقيمة 12.697 مليون درهم، وجاءت شركة “الفطيم إتش سي” في المركز الرابع بخسارة قيمتها 10.8 مليون درهم، واتش إس بي سي في المركز الخامس بخسائر قيمتها 10.3 مليون درهم. نمو 4 شركات شهدت قوائم شركات الوساطة في تسعة أشهر تسجيل أربع شركات نمواً في أرباحها مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وجاء على رأس شركات الوساطة نمواً في تسعة أشهر، شركة بايونيرز بتضاعف ربحيتها بنمو 12 مرة إلى الإجمالي 3.19 مليون درهم مقارنة بـ246 ألف درهم للفترة ذاتها من العام الماضي. وجاءت في المركز الثاني شركة الفجيرة بنمو نسبته 114% إلى الإجمالي 345 ألف درهم مقارنة بـ161 ألف درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، وتلتها شركة الصفوة في المركز الثالث بنسبة نمو بلغت 98% إلى الإجمالي 1.373 مليون درهم مقارنة بـ693 ألف درهم في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، وتلتها شركة الشرهان في المركز الرابع نمواً بنسبة 13% مقارنة بأرباحها المسجة للفترة ذاتها من العام الماضي والتي بلغت 1.246 مليون درهم. 4 شركات توقف الخسائر أوقفت أربع شركات وساطة مالية خسائرها بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، محولة اتجاه أعمالها إلى الربحية، وكانت شركة الأوائل أبرزها بأرباح قدرها 4.1 مليون درهم مقارنة بخسائر قيمتها 103 آلاف درهم بنهاية سبتمبر من العام الماضي. كما تحول شركة “دلما” إلى الأرباح بتحقيقها 366 ألف درهم، وتلتها شركة “الوافي” بقيمة 279 ألف درهم، و”إعمار” بقيمة 830 ألف درهم.