الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعاقون على قائمة التميز في الفعاليات المجتمعية والمهرجانات

المعاقون على قائمة التميز في الفعاليات المجتمعية والمهرجانات
2 يناير 2012
مشاركة ذوي الإعاقة في الفعاليات المجتمعية، أصبحت سمة دائمة تميز الفعاليات والأحداث المختلفة التي تشهدها مختلف إمارات الدولة على مدار العام، خاصة مع نجاحهم في اكتساب إعجاب الجميع بمشاركاتهم المتميزة في تلك الأحداث، سواء عبر النوعية الجيدة من المنتجات التي يقومون بتصنيعها ومن ثم طرحها على الجمهور، أو حتى مشاركتهم التنظيمية في تلك الفعاليات المصحوبة بجهود تعريفية بإسهامات ذوي الإعاقة في المجتمع، وكذا الخدمات التي يقدمها لهم المجتمع. وركزت مشاركاتهم المتعددة على بحثهم عن التميز والتفاعل، بما يؤهلهم للدمج بين فئات المجتمع، بطريقة ترفض نظرة الشفقة لحالهم، وتؤكد أنهم يستحقون التقدير والإعجاب. (أبوظبي)- في استطلاع لبعض الآراء التي تتفاعل مع ذوي الإعاقة في المهرجان والمعارض، أثنى محمد عبيد الهاملي 46 سنة، صاحب عمل خاص، على الأنشطة المختلفة التي يقوم بها ذوو الإعاقة والتي تسهم لدمجهم بشكل فاعل وحيوي في المجتمع، ومن ثم لا يتم النظر إليهم بعين الشفقة والعطف، وإنما بعين التقدير والاحترام لما يقومون به من أعمال جليلة تخدمهم ومجتمعهم في آن. ولفت الهاملي إلى أن تلك المشاركات في الأنشطة والفعاليات المجتمعية ليست موسمية كما يعتقد الكثيرون، بل تعتبر دائمة ورئيسية، وهو ما نراه في مؤسسات الدولة المختلفة التي تعج بالموظفين من ذوي الإعاقة الذين يؤدون دورهم على الوجه الأكمل، وبوجه بشوش وطلق يقابلون به المتعاملين معهم، ما يعكس صورة مشرقة عن عالم ذوي الإعاقة في الإمارات وقدرتهم على العطاء بنفس القدر الذي يعطي به الآخرون من العناصر المكونة للمجتمع. وبخصوص مشاركتهم في الفعاليات والمهرجانات المختلفة التي تنظمها الإمارات، أكد الهاملي على أنه كمواطن يشعر بالفخر عندما يرى أبناء الإمارات من ذوي الإعاقة وهم يزينون المعارض والمهرجانات التي تقيمها الدولة. مساعدة الغير وبين الهاملي أن هذه المشاركة لها أثر قوي في عملية الدمج المجتمعي لهم، وفي ذات الوقت تعزز قدراتهم والتي تتجاوز الاعتماد على الذات إلى تقديم المساعدة إلى الغير من أبناء المواطن والوافدين عندما يقومون بزيارة الأنشطة المختلفة في الدولة، حيث يقومون بأدوار إرشادية تيسر عليهم جولاتهم في تلك الانشطة، وتجعل من زيارتهم لها ذكرى طيبة ومليئة بكل ما هو مفيد، ومن ذلك ما كان في مهرجان الصيد والفروسية الذي عقد في أبوظبي هذا العام وخاصة جناح جزيرة “بوطينة” والتصويت لها لتصبح واحدة من عجائب الدنيا السبع، حيث كان يتولى مسؤولية التعريف بالجزيرة والتحدث إلى الجمهور فتاة إماراتية من ذوي الإعاقة، ونجحت في توصيل رسالتها بشكل فعال، من حيث دفع الكثيرين للتصويت للجزيرة ورفع نسبة المؤيدين لاختيارها. فيصل الهاشمي (35 سنة) ويعمل محاسباً في إحدى الشركات من جانبه أكد على ضرورة دعم ذوي الإعاقة، بشكل جديد وغير مألوف، ومن ذلك تخصيص ركن لهم في المراكز التجارية لعرض منتجاتهم وأشغالهم اليدوية للبيع الجمهور، وكذلك عرض أعمالهم الفنية وإبداعاتهم التي يقومون بإنجازها برغم ظروفهم الصحية. وأشار الهاشمي إلى أن إقامة مثل هذه الإقسام من شأنه أن يمثل حافزا للكثيرين من ذوي الإعاقة لإخراج ما لديهم من طاقات وإبداعات، لأنهم سيدركون أن سيتم طرح ما لديهم على الجمهور بشكل دائم ومباشر على مدار العام، وليس فقط داخل المعارض والمهرجانات لمدد زمنية محددة. وقال الهاشمي إن الاتجاه إلى هذا المنحى سيفتح عالماً جديداً أمام ذوي الإعاقة، بحيث يكونون أصحاب أعمال خاصة بهم، ويستطيعون إدارتها والتحكم بها، وذلك يكون بطبيعة الحال وفقاً لظروفهم الصحية، والكيفية التي يستطيعون التعاطي بها مع مشروعاتهم ومنتجاتهم. ولفت أيضاً إلى أن المناخ العام في دولة الإمارات يشجع مثل هذا التوجه سيما وذلك في ظل مطابقة غالبية المراكز التجارية والأماكن العامة، للشروط الهندسية التي تتطلبها تحركات وانتقالات ذوي الإعاقة من حيث توفير أماكن خاصة بهم مثل المصاعد المتحركة و مواقف السيارات، وغيرها من الإعدادات التي تكفل لهم المشاركة في أنشطة المجتمع بسهولة ويسر، وتساعد أيضاً غيرهم من ذوي الإعاقة على التعامل معهم بشكل عملي ومفيد خارج أسوار مراكز العلاج والتأهيل. مهرجان الظفرة ومن الفعاليات التي شارك فيها ذوو الإعاقة بشكل ناجح مؤخراً، ما قام به منتسبو مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية في مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل، عبر جناحهم الذي شهد إقبالا جماهيرا غفيرا من زوار مهرجان الظفرة، وأبدوا إعجباهم الشديد بالمنتجات المختلفة التي شارك بها أبناء المؤسسة في المهرجان، والتي عكست مدى اهتمام الدولة بهم، وحرصها على أن يكون لذوي الإعاقة حضورهم الفاعل في كافة الأنشطة والفعاليات بالدولة. إلى ذلك قال عبد الله الهاملي، المستشار بقسم الإعلام والعلاقات العامة بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة المشرف على الجناح، إن مشاركة المؤسسة في مزاينة الظفرة للإبل 2011 وحرصها على الحضور في الفعاليات المختلفة يكون بهدف عرض الخدمات التي تقدمها المؤسسة لفئات ذوي الإعاقة، وفي ذات الوقت إبراز مجهوداتهم وأعمالهم التي أنجزوها عبر أنشطتهم المختلفة داخل المؤسسة. وذكر أن مشاركة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية في مزاينة الظفرة للإبل العام الحالي التي تم تنظيمها بإشراف هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، جاء ضمن مشاركات مختلفة لمؤسسات عديدة قامت بعرض منتجات ورش العمل والتأهيل المهني للمرة الأولى في المهرجان، وفيما يتعلق بأهم ما ساهم به منتسبو المؤسسة، فتمثل في طرح منتجات مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل من الخضراوات العضوية، في بادرة أثارت إعجاب زوار الجناح خاصة بعد معرفتهم بأن كافة معروضات الجناح من إنتاج ذوي الإعاقة في ورش التأهيل المهني والمركز الزراعي التابعة للمؤسسة. واختتم الهاملي: تأتي المشاركة كذلك في إطار الشراكات المجتمعية للمؤسسة، وانطلاقا من الدور الإعلامي لأداء المؤسسة لأهدافها ورسالتها الإنسانية والذي يحظى باهتمام أدارتها العليا وذلك إيماناً منها بالشراكة الحقيقية التي تربط عمل المؤسسة وجهودها وكافة وسائل وأجهزة الأعلام ، وهو ما انعكس بصورة إيجابية على إبراز النشاط والجهود المبذولة لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، وكذلك رعاية فاقدي الرعاية الأسرية على مستوى أبوظبي. استقبال الزوار أحمد المزروعي من أبناء مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية كان له حضور مؤثر في مهرجان الظفرة أكدا نجاح المؤسسة فيما ترنو إليه من دمج ذوي الإعاقة في المجتمع. وبين المزروعي أنه دائم المشاركة في الفعاليات التي تقام في المنطقة الغربية وتشارك فيها المؤسسة، ومنها مهرجان ليوا لمزاينة الرطب الذي أقيم العام الجاري، وأخرها مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل، حيث كان يعمل على استقبال زوار الجناح على مدار اليوم، على اختلاف جنسياتهم، ويقوم بشرح الخدمات التي تقدمها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، للمعاقين، وكيف يستفيدون منها بالشكل الذي يجعلهم مساهمين بشكل عملي وفعال في مسيرة التنمية والبناء في دولة الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©