الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهرجان قصر الحصن يحتفي بـ250 عاماً من التاريخ

مهرجان قصر الحصن يحتفي بـ250 عاماً من التاريخ
14 يناير 2014 20:39
لكبيرة التونسي، أشرف جمعة (أبوظبي) ـ تكريماً لمعْلم تراثي وثقافي، ضارباً جذوره في أعماق التاريخ لنحو 250 عاماً، وشاهداً على تسلسل الأحداث زمنيا في إمارة أبوظبي، ولإحكام الصلة بين الماضي والحاضر، ينطلق مهرجان قصر الحصن، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة الشهر المقبل مهرجان قصر الحصن، أول صرح تاريخي في جزيرة أبوظبي، والذي يعود تاريخه للنصف الثاني من القرن الثامن عشر. برنامج منوع يحفل مهرجان قصر الحصن لهذا العام، والذي ينطلق في الـ 20 من فبراير ويستمر لغاية الأول من مارس، ببرنامج مشوق يتضمن جولات تعريفية وتثقيفية وورش عمل لتعليم الحرف التقليدية والتراثية، وعروض أداء حيّة، ومعارض، إضافة إلى عرض عالمي كبير تستقبله أبوظبي للمرة الأولى في الشرق الأوسط. كما تم تحديد تاريخ 21 فبراير يوماً مخصصاً لزيارة السيدات والأطفال، كما سيمثل متحفاً مفتوحاً للمقيمين وزوار أبوظبي بعد انتهاء المهرجان، ذلك ما تم الكشف عنه خلال المؤتمر الصحفي الذي نظم أمس بمقر قصر الحصن، وشهد حضوراً لافتاً لوسائل الإعلام المختلفة، وتضمن جولات تعريفية بأهم مراحل الترميم التي يخضع لها القصر. مناسبة سنوية في تصريح له بمناسبة المهرجان، قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة «يحمل قصر الحصن دلالة خاصة إذ إنه يمثل حجر الأساس الذي قامت عليه العاصمة أبوظبي، ويرمز لأكثر من 250 سنة من التراث الإماراتي، والتطور الثقافي الذي تشهده الدولة. ويشكل مهرجان قصر الحصن مناسبة سنوية نحتفي من خلالها بهذا الصرح التاريخي، الذي يمثل رمزاً لهوية أبوظبي الأصيلة، فضلاً على تعزيز مشاركة الجمهور في برنامج ترميم قصر الحصن واطلاعهم على مسار تقدمه». وأضاف: «يعكس البرنامج المصمم لمهرجان قصر الحصن في دورته الثانية رؤية هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حول أهمية التراث الوطني بشقيه المادي والمعنوي. ويعد المهرجان من أبرز الفعاليات التي تؤكد التزام الهيئة الراسخ بالحفاظ على الهوية المعمارية والأثرية في أبوظبي، بالإضافة إلى سعينا لتطوير فنون الأداء، والفنون البصرية، والأدب، والشعر للاحتفاء بالهوية الإماراتية». ووفق متحدثين في المؤتمر؛ فإنه وللمرة الأولى سيحظى زوار مهرجان قصر الحصن بتجربة تفاعلية مميزة من خلال مشاركتهم في جولات تعريفية داخل قصر الحصن يطلعون من خلالها على المبنى التاريخي، وما يمثله من مكانة بارزة ومهمة خلال مختلف مراحل تطور أبوظبي، حيث ستتاح لهم الفرصة للاطلاع عن كثب على سير أعمال مشروع الترميم الذي يخضع له المبنى في الوقت الحالي. كما سيتمكن الزوار من المشاركة في ورش عمل يشرف عليها منسقون فنيون، وحرفيون، وخبراء في عمليات ترميم المواقع الأثرية. كما ستقام العديد من الأنشطة الثقافية والتراثية المخصصة للأطفال. ويسمح المهرجان هذا العام لزواره بالدخول إلى مبنى المجلس الاستشاري الوطني سابقاً والواقع في المنطقة الخارجية من قصر الحصن، والذي اتخذ فيه العديد من القرارات التاريخية المهمة منذ أواخر الستينيات، وسيشارك أكثر من 60 طالباً وطالبة إماراتياً من المؤسسات التعليمية الأكاديمية في أبوظبي ضمن برنامج «سفراء قصر الحصن»، المسؤول عن تقديم المعلومات للزوار، ومساعدتهم، وإرشادهم على أماكن تنظيم فقرات البرنامج العام، التي يتخللها المهرجان، الذي من المتوقع أن تشهد دورته الثانية حضور آلاف الزوار بعد النجاح الكبير الذي شهدته الدورة الأولى التي أقيمت العام الماضي، وردود فعل الزوار الإيجابية، إلى جانب حضور طلاب مختلف المدارس في مختلف المراحل الدراسية لاستمتاع بمواد المهرجان وحضور ورشات العمل التي تركز على التراث. وتشمل فعاليات المهرجان معرض قصر الحصن، والذي سيتيح الفرصة للزوار بالتعمق في تاريخ أبوظبي من خلال عرض صور ومواد مرئية ومعلومات تاريخية تسرد قصة قصر الحصن. كما يتضمن مهرجان قصر الحصن برنامجاً متنوعاً يقدَّم في منطقة المجمع الثقافي، ويحتوي على ورش عمل وعروض أدائية حيّة ومتنوعة، وعرض مجموعة من الأفلام التي أنتجها فنانون إماراتيون ناشئون. ويضم المجمع الثقافي أيضاً منطقة فريدة من نوعها تحمل اسم «قهوة»، وهي عبارة عن مقهى يتميز بطابعه الإماراتي المعاصر، حيث يمكن للضيوف الاستمتاع بمذاق القهوة الإماراتية الأصيلة، التي ستمنحهم تجربة متعددة الحواس تعكس الثقافة المحلية. وسيتعرف الضيوف في هذا المقهى على تاريخ القهوة، والعادات المرتبطة بها، حيث ستتوفر أنواع مختلفة من القهوة يمكن للضيوف تذوقها أو شرائها. ويشهد المهرجان هذا العام نوعاً من التجديد في ساحة مهرجان قصر الحصن، حيث يمر الزوار بتجارب متميزة في مناطق الساحة الأربع وهي الصحراء، والواحة، والبحر، وجزيرة أبوظبي وستحفل كل منطقة من بالعديد من الأنشطة، وورش العمل التعليمية وعروض الأداء لتعزيز تفاعل الزوار من جميع الأعمار والاهتمامات. «كفاليا».. عرض عالمي بخصوصية محلية من أبرز فعاليات المهرجان استضافة العرض العالمي الأول من نوعه في المنطقة بعنوان: «كفاليا في قصر الحصن»، والذي يجمع ما بين الفروسية والعروض الأدائية، وهو من إخراج نورمان لاتوريل، أحد مؤسسي «سيرك دوسوليه»، ويعرِض فيه أكثر من 40 خيلاً مدرباً، والعديد من الفنانين الاستعراضيين. في هذا الإطار، قال لاتوريل إنه حاول إن يعمل على العرض العالمي كفاليا بما يتناسب وثقافة الإمارات وخصوصية البلد، موضحا أن فكرة العرض العالمي انبثقت عندما طلب منه إدخال حصان في سيرك دوسوليه، بما لا يلفت الانتباه، لكن اتضح أن الحصان أخذ الحيز الكبير من التركيز على حركاته، ومن ثم قرر لاتوريل تأسيس الفرقة. وقال: «لاحظت أن الجميع ينظر للحصان ويترك المؤدين الآخرين، رغم الحركات التي كانوا يقومون بها، ما دفعني للقراءة عن الحصان والبحث عن خصوصياته، فتعرفت على جانب مهم وارتباطه بالإنسان منذ آلاف السنين، وأدركت أنه جميل ورائع وشجاع ومقاتل وصديق للإنسان، كما عرفت أنه جزء من الدم البشري، وعلى الأخص يعتبر مكونا مهما في الثقافة الإماراتية، وهذا هو جوهر «كفاليا». وأضاف: «سيشمل العرض ما يقارب 50 حصاناً و50 مؤدياً يجتمعون في عمل فني استعراضي واحد بطريقة حديثة في فنون العرض، فالخيول ستتجول بكل حرية، ليس هناك من يسرجها ويقودها، كما أن المتفرج سيشعر أنه جزء من الحدث، كونه سيتفاعل إلى درجة كبيرة مع العرض الحر الممسرح، الذي سيأخذ المتلقي إلى أماكن وأزمنة ومناخات مختلفة». وأردف لاتوريل: «عندما أتيحت لي فرصة تقديم العرض في الإمارات كنت سعيداً جداً، وحاولت أن أشتغل على العرض لأضيف إليه الثقافة الإماراتية، فأدركت أن الصحراء جميلة رائعة، وحاولت تقديم العرض كجزء من الحضارة المحلية، بحيث تجمع بين الفن والتراث، كما هناك كثير من النقاش حول الأزياء، ضمن لغة كفاليا، وستكون هناك في هذا العرض مزاوجة بين كل الفنون، وستكون العروض حية، ولدينا فلسفة خاصة في التعامل مع الخيول، سنجعلها تأتي إلى الخشبة بإرادتها، من دون قيود، وفي اعتقادي أن الجمهور لن ينسى هذا العرض المخصص لمهرجان قصر الحصن”. جولة الإعلاميين تطلعهم على أعمال الترميم بالمبنى الأثري منذ اللحظة الأولى التي تجمع فيها عدد كبير من الإعلاميين الذين ينتمون لوسائل إعلامية عربية وأجنبية داخلية في إحدى القاعات القريبة من قصر الحصن، والجميع اتخذ مكانه أمام شاشتين كبيرتين، ففي هذا المكان جرت وقائع المؤتمر الصحفي للإعلان عن فعاليات وبرامج مهرجان قصر الحصن في الفترة من 20 فبراير إلى 1 مارس من العام الجاري. وقبل إلقاء الكلمات كانت الصورة هي خير من يعبر عن هذا الحدث التاريخي، الذي يلقي الضوء على أبراز المعالم التاريخية، وأقدمها على الإطلاق في إمارة أبوظبي حيث بدأت الشاشة تعرض جزءاً يسيراً من فعاليات العام الماضي، بالإضافة إلى إطلالة قصيرة على البرنامج الذي سيتم تنفيذه في الفترة المقبلة، وعلى الرغم من أن منصة إلقاء الكلمات لم تخلِ من التعريف الكامل بالمهرجان، الذي يقام للعام الثاني على التوالي، إلا أن الجميع كان في شوق إلى التجول داخل القصر وفقاً للبرنامج المعد مسبقاً على هامش المؤتمر الصحفي، والذي تضمن جولة للإعلاميين داخل القصر الذي يحتفي بالثقافة والتقاليد في الإمارات بهدف تعزيز الهوية الإماراتية، ومن ثم إتاحة فرصة أمام جمهور الإعلاميين للتعرف بشكل مباشر على الخطوات التي اتخذت في إطار ترميم هذا المبنى التاريخي، الذي يعطي أكبر الدلالات التاريخية وأغزرها حول تاريخ إمارة أبوظبي والحكام الكرام. بين الماضي والحاضر في إشارة من إدارة المهرجان إلى الإعلاميين من أجل التحرك لمشاهدة هذا المعلم التاريخي الذي يستحضر التراث العريق، ويلقي الضوء على قصر الحصن الذي تم تشييده في إمارة أبوظبي والذي أضحى همزة الوصل بين الماضي والحاضر، ومن ثم مقر إقامة أجيال متعاقبة من أسرة آل نهيان الحاكمة، ارتدى الإعلاميون قمصاناً واقية قبل الولوج إلى القصر، نظراً لأن أعمال الترميم جارية على نسق ما، إذ إن القصر ببهائه وجلاله وعظم مكانته يخضع إلى عمليات بحث وتمحيص واختبارات من أجل الوقوف على الشكل النهائي لعمليات الترميم، وفق ما صرح به متحدثون من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والذين كانوا بمثابة الدليل في هذه الرحلة الممتعة والمشوقة إلى أحضان تاريخ قصر الحصن، الذي رغم ما يتعرض له من أعمال ترميم لم يزل في قمة الشموخ يستقبل زواره ويبوح لهم شيئاً فشيئاً عن أسراره العجيبة وقصصه التاريخية الكبرى ليظل الواجهة الحضارية والثقافية التي تؤرخ لإمارة أبوظبي. من بين الذين كانوا يجيبون عن أسئلة عديد الإعلاميين حول عمليات الترميم التي لحقت بمبنى قصر الحصن، رئيس قسم الترميم بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حسام المهدي، الذي بين أنه خلال العقد الماضي اكتشف الباحثون في مجال ترميم المباني الأثرية أن الطبقة البيضاء، التي تغطي قصر الحصن والتي، تم إضافتها حين كان المبنى مركزاً للدراسات والبحوث، تؤدي إلى احتباس الرطوبة على سطوح الأحجار المرجانية التي بنيت بها ما تسبب في أضرار للمبنى. ويضيف «في الوقت الحالي يجري مشروع ضخم من خلاله سيتم إعادة الكشف عن الأحجار المرجانية ومن ثم تعريضها للتهوية من جديد، موضحاً أنه في العام الجاري سيحظى الزوار في مهرجان قصر الحصن بفرصة الاطلاع على أعمال الترميم والصيانة الجارية وذلك للمرة الأولى وهو ما يعطي أبعاداً أخرى ويمنح الزوار فرصة للاقتراب أكثر من قصر الحصن. مفاجآت جديدة في أثناء الجولة حيث وقف العديد من الإعلاميين أمام القصر للاستماع إلى الإفادات التاريخية كان ينظر الباحث في الأنساب والتاريخ المحلي في المركز الوطني للوثائق والبحوث سعيد السويدي، بدقة إلى الطبقة البيضاء التي تم إزالتها والتي تركت خلفها طبقة إسمنتية لا تزال الأبحاث جارية لاتخاذ قرار بشأن إزالتها من عدمه. ويقول السويدي «في كل يوم يعلن قصر الحصن أحد المعالم التاريخية في إمارة أبوظبي، عن مفاجأة جديدة وفي تقديري سيظل القصر منهلاً للباحثين وعلماء الآثار لكونه يؤرخ لإمارة أبوظبي، ويلقي الضوء على أهم المراحل التاريخية التي مرت بها منذ أن تم بناء قصر الحصن، وحتى وقتنا الراهن». ويلفت إلى أن مثل هذه الجولة التي خصصت للإعلاميين أتاحت لهم فرصة التعرف على أهم ما يجري بخصوص الحصن والاستعدادات لانطلاق المهرجان الذي يلعب دوراً كبيراً في التعريف بالثقافة الإماراتية على الصعد كافة. أقدم بناء حول مبنى قصر الحصن وأهميته التاريخية، يقول المدير التنفيذي للمكتبة الوطنية بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة جمعة القبيسي «يعد قصر الحصن أقدم بناء تاريخي في إمارة أبوظبي حيث تبدأ قصة الإمارة في القرن الثامن عشر عندما اكتشف زعيم قبائل بني ياس الشيخ ذياب بن عيسى نبعاً للمياه العذبة، وأمر ببناء برج للمراقبة، ومن ثم حماية مصادر المياه من الغزو، وشيد البرج المخروطي في عام 1761، ثم حول البرج من هيئته العادية إلى حصن منيع، ومن ثم أصبح القصر معروفاً باسم قصر الحصن في قلب جزيرة أبوظبي، وما من شك في أن مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه رسم المستقبل فصار الجميع على نهجه، وأكمل المسيرة من بعده باقتدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©