تغص صالونات الحلاقة الرجالية في أبوظبي عشية عيد الفطر بالكبار والصغار، حيث يعتبر قص الشعر وحلاقة الذقن وتشذيب اللحية والظهور بأبهى هيئة أحد الطقوس الرئيسة في هذه المناسبة السنوية، عدا عن كونها فرصة لتجديد الحيوية والنشاط والقبول الاجتماعي·
ويفرض هذا الطقس على صالونات الحلاقة والتجميل الاستعداد لاستقبال الزبائن قبل أسبوع على الأقل من حلول العيد، حيث يتسابق أصحابها إلى تأمين أفضل ما لديهم من مستلزمات المهنة و''عدة الشغل'' من مقصات و''أمواس'' و''شفرات'' و''معاجين'' و''كريمات'' و''ماكينات'' و''معقمات'' للحلاقة، بما يكفي لأيام الازدحام الكثيف التي تسبق العيد·
ويصل الازدحام في صالونات الحلاقة والتجميل إلى ذروته في الليلة التي تسبق العيد، حيث يتصل ليل الحلاقين بنهارهم، والصالون الذي كان يستقبل نحو 30 شخصا في الأيام العادية يفتح بابه في هذه الليلة لما يزيد على 100 شخص·
يقول بسام صاحب صالون ''إليجنت كورنر'' إن صالونه يفتح أبوابه للزبائن عشية العيد حتى الفجر، ويستقبل بحدود 100 زبون في هذه الليلة بخلاف باقي أيام السنة التي لا يزيد عدد الزبائن فيها على 25 زبونا في اليوم·
ويلفت بسام إلى أن دخل ليلة العيد وحدها يفوق دخل شهر رمضان كاملاً، مشيراً في الوقت ذاته إلى التزامه بالسعر الذي يطلبه في الأيام العادية من زبائنه، والبالغ 40 درهماً لقص الشعر، و30 درهماً للّحية·
ويؤكد بسام أنه يلبي جميع طلبات زبائنه وبأنه يعطي كل زبون حقه ووقته وبحسب طلبه، مشيرا إلى أن حركة المقصات لا تهدأ ولا تنقطع طوال الليل حيث تقتصر راحة الحلاق في هذه الليلة على المدة التي يستغرقها الزبون للقيام عن مقعد الحلاقة وحلول زبون آخر مكانه·
في صالون آخر، جلس شادي ساعتين بين يدي حلاق غيني سمع عنه من أصدقائه بأنه يقدم قصات شعر ''شبّابية'' إفريقية ''غريبة'' و''مبتكرة''، فأحب التجربة· جاء شادي من مدينة العين قاصدا الحلاق الغيني، واختار قَصة الشعر التي أعجبته من كتاب يعرض لتشكيلة متنوعة لـ''ستايلات'' من القَصات·
اختار شادي أن يظهر بـ''لوك'' جديد هذا العيد، اختار قصة شعر لأحد مشاهير كرة القدم· فطلب من الحلاق إضافة خصلات شعر إلى شعره·
دفع شادي 150 درهما مقابل هذه القصة· ويقول شادي الذي جاء بصحبة رفاقه الذين استهواهم المظهر الجديد لصديقهم·
من جهته يقول الحلاق الغيني إنه يفتح باب صالونه أمام الزبائن عشية العيد على مدى 24 ساعة· ويشير إلى أنه لا ينام هو وزميله الأثيوبي في الصالون في ليلة العيد حيث يبقيان مستيقظين لما بعد الساعة الثامنة صباحا، لافتا إلى أن صالونه يستقبل في موسم العيد 3 أضعاف ما يستقبله في أيام السنة العادية·
ونظرا للوقت الطويل الذي تستغرقه القصات الإفريقية، يشير شادي إلى أن صاحب الصالون وفر لزبائنه ماكينة شاي ونسكافيه وقهوة بعد الإفطار مجانا لكيلا يملوا الانتظار·
ويشير الحلاق الغيني إلى أنه على الرغم من كثافة الإقبال على نوعية الخدمة التي يقدمها في صالونه، خصوصا في فترة العيد، لم يرفع أسعاره على الإطلاق، ويؤكد أن أسعاره ثابتة منذ عامين ولا تتغير في العيد·
ويؤكد صلاح، وهو صاحب صالون حلاقة وتجميل آخر في أبوظبي، أن عيونه لا تغمض عشية العيد خاصة في الليلة الأخيرة من رمضان، حيث يستقبل الزبائن من بعد إفطار اليوم الأخير من رمضان وحتى الساعة العاشرة في صباح اليوم الأول من العيد، حيث يعج صالونه بالزبائن الذين يتوافدون الواحد تلو الآخر، ويفوق عددهم 150 زبونا في هذه الليلة·
وينفي صلاح التسرع في إنهاء طلب الزبائن سواء بقص شعرهم أو حلاقة ذقونهم في هذه الليلة بهدف الربح، مشيرا إلى أن ''الرزقة على الله''، وإلى أن السرعة دون الاهتمام بالمستوى وتحقيق طلبات ورغبات العملاء تضر الحلاق ولا تفيده·
ويقول صلاح إن طلبات زبائنه تتنوع عشية العيد بين الصبغات وغسيل الوجه والبخار وبعض انواع الحلاقة التي تستغرق وقتا طويلا، غامزا من قناة بعض الصالونات التي تكتفي بمجرد قص سريع للشعر دون عناية او تنظيف، مشككا بتوفير بعض الصالونات التي لا يهمها سوى تحقيق الربح السريع شروط الصحة والنظافة المطلوبة لكثرة الازدحام·
وطالب صلاح الجهات المختصة بتكثيف الجولات على الصالونات في مثل هذه الايام للتأكد من النظافة والسلامة لاسيما القديمة منها·
وباتت صالونات الحلاقة الرجالية تنافس نظيرتها النسائية، واستعان أصحابها بكل ما يساعدهم في تجميل زبائنهم، بعد أن أضحى همّ بعض الرجال تهذيب حواجبهم وتنظيف بشرتهم وتقليم أظافرهم وصبغ شعرهم ويتعدى ما ينفقونه على هذه الأشياء الـ 900 درهم في الجلسة الواحدة·
ويقول صلاح إن بعض زبائنه يطلبون خدمات إضافية في مناسبات كعيد الفطر إلى جانب تهذيب الذقن وقص الشعر، مثل تنظيف البشرة والحمام المغربي وحمام الزيت وتقليم الأظافر، وأن البعض يدفع مبالغ تصل إلى نحو 1000 درهم في جلسة تمتد لقرابة 3 ساعات·
وعن موديلات قص الشعر الأكثر طلبا في هذه الأيام، يقول صلاح إن أغلب زبائنه من الشباب والأطفال يأتون وفي مخيلتهم قصّة شعر معينة لمطرب أو ممثل أو لاعب كرة· ويطلب أغلب الشباب موديلات تهذيب اللحية المعروفة والتي منها ''الخنجر'' ولحية ''الخط'' و''مرساة السفن'' والـ''سكسوكة'' المقفلة وغيرها· ويشير ممازحا إلى أن الطلب لايزال كبيرا على ''تسريحة'' و''لحية'' مهند بطل المسلسل التركي ''نور''·
وأكدت إدارة الرقابة الصحية في بلدية أبوظبي أنها ستواصل حملاتها التفتيشية على صالونات الحلاقة الرجالية والنسائية ومحال غسيل الملابس في المدينة عشية العيد للتأكد من مدى التزامها بتطبيق الشروط والمعايير الصحية المعتمدة في الترخيص من اجل الحفاظ على سلامة المجتمع والعناية بالصحة العامة نظرا للازدحام الذي تشهده هذه صالونات الحلاقة قبل العيد بأيام·
وشنت البلدية منذ مطلع شهر رمضان المبارك حملة تفتيش على صالونات الحلاقة في أبوظبي التي يزيد عددها على 750 صالونا رجاليا ونسائيا في المدينة، وأسفرت الحملة عن مخالفة 31 صالون حلاقة للرجال و6 صالونات نسائية، بالإضافة إلى توجيه 334 إنذارا لصالونات رجالية و92 صالونا نسائيا
عدد اليوم
