يسلط المخرج التونسي أكرم العدواني الضوء في فيلمه الوثائقي “مسلمو إيطاليا على خط المواجهة” على جزء من معاناة المسلمين في أوروبا. ويحاول أكرم (28 عاما) أن يكشف في فيلمه عما يصفه بتطرف ورفض وعنصرية تعاني منها الجالية المسلمة في إيطاليا. ويصور الفيلم الذي يستغرق 57 دقيقة الصراع الدائر بين منظمات يمينية متطرفة في مدينة بولونيا والجالية المغاربية التي تحاول بناء جامع لممارسة شعائرها الدينية. وذلك بحجة أن الجامع سيستغل في تنظيم اجتماعات والتحضير لأعمال إرهابية. كما يركز المخرج على تزايد النظرة الأوروبية المعادية للإسلام بسبب الإعلام الغربي الموجه.
وتقول إيرما تاروبي من رابطة الدفاع عن الديانة المسيحية في شهادة نقلها المخرج “هدفنا ألا يتم بناء جوامع كبرى لأنها كلما كبرت كلما منعت الناس من الاندماج في المجتمع وصعبت السيطرة عليهم.. نحاول تفادي ما نسمعه في وسائل الإعلام كل يوم”. ويترك المخرج الشاب في عمله للكاميرا حرية التصوير دون تعليق، في مقتطفات من مداخلات بعض البرلمانيين تدعو لطرد الجالية العربية وعلى رأسها المغاربة من إيطاليا، لا سيما بعد قرار رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني إعلان حالة الطوارئ لمكافحة الهجرة في يوليو 2008. وظهر في الفيلم عمدة تريفيس جانكارلو جنتيليني وهو يقول أمام مئات الإيطاليين المناهضين للإسلام “يختبئ الإرهابيون في المساجد.. وهناك تتم برمجة تدمير ديننا وحضارتنا وتراثنا وديننا.. من اليوم لن نتسامح أبدا”.
أما المسلمون فيعتبرون أن حياتهم أصبحت “جحيما لا يطاق” بسبب الممارسات العنصرية ضدهم سواء في العمل أو في الحافلات أو في الشارع فقط بسبب لحاهم أو الحجاب.
ويقول ياسين لغرم ممثل اتحاد المنظمات الإسلامية في إيطاليا “قبل الانتخابات عمدة المدينة كان يؤكد أن هناك رغبة ملحة لمساعدة المسلمين لإيجاد مكان لإقامة الصلوات. لكن للأسف بعد الانتخابات تغيرت نظرة المدينة للمسجد وصار هناك العديد من التعقيدات”. ويجيء الفيلم ضمن سلسلة وثائقية يعتزم المخرج التونسي القيام بها حول أوضاع الجالية العربية في الغرب.
عدد اليوم
