السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تذكر طلبات رواد المقاهي في الأرجنتين دون تدوينها.. مسألة كرامة

تذكر طلبات رواد المقاهي في الأرجنتين دون تدوينها.. مسألة كرامة
19 ديسمبر 2009 00:26
تمتلئ قائمة الطلبات بأكثر من 15 نوعا مختلفا من القهوة إلى جانب أنواع الشاي والعصائر والليمون وأطباق الطعام المختلفة، لكن “عمر فيلوسيو” لا يخطئ أبدا عندما يتلقى أي طلب. ويقول النادل “ليست لدي أية مشكلة في تذكر الطلبات من أكثر من خمس طاولات”. ويضيف “بعد ذلك يزداد الأمر صعوبة وخاصة عندما يطلب الضيوف وجبة أيضا. ولكن بفضل خبرتي تسير الأمور تلقائياً”. ويعمل فيلوسيو في مقهى “لوس أنجليتوس” طيلة الأربعة عشر عاما الماضية. ودائما ما يقدم فيلوسيو طلبات الضيوف وهو يرتدي الزي المناسب، وهو قميص وصديري والبيبيون ولكنه لا يستخدم أبدا مفكرة لتسجيل الطلبات “وفقا للتقاليد في المقهى”. كما أن زميله جورج أوسونا وهو نادل في مقهى ريتشموند بمنطقة المشاة في بوينس آيريس لا يستخدم أيضا أي مفكرة لتسجيل طلبات الضيوف. ويقول “كان من الصعب في بعض الأحيان في البداية تذكر كل شيء. ولكن بعد 22 عاما لم تعد مشكلة بالمرة”. ويقول النادل (54 عاما) إن الندلاء في العاصمة الأرجنتينية وعلى الأقل في المقاهي التقليدية لا يستخدمون أية مفكرة. وأضاف “إن ذلك التقليد تطور بمرور الأيام”. وإذا رجعنا للوراء قليلا لوجدنا أنه كان يتم بالنداء على الطلبات. واليوم لدينا وسائل إبلاغ حديثة ولكن أصبح الأمر مسألة كرامة”. وقد ذاعت شهرة الندلاء في بوينس آيريس بأنهم يتمتعون بذاكرة ممتازة في كل مكان وأصبح بعضهم بؤرة للدراسات العلمية. ويقول عالم الذاكرة الأرجنتيني تريستان بيكينشتاين الذي يعمل في جامعة كمبريدج إن “ قدرتهم على تذكر الطلبات الكثيرة في وقت واحد تركت انطباعا عندي وأنا طفل”. ومع زميلين من بوينس آيريس بدأ العالم في تجربة ونشر نتائجه بمجلة علم الأعصاب السلوكي. وتوصل إلى النتيجة التالية “يستخدم الندلاء استراتيجية نسميها نحن تسجيل المعلومات في الذاكرة. فهم يتذكرون الشخص والمكان الجالس فيه والطلب ويربط بين هذه العناصر الثلاثة معا.. وهم يستطيعون القيام بذلك بسرعة غير عادية”. وأضاف أنها بالكامل مسألة خبرة “فمعظم الندلاء الذين تحدثنا معهم لم يتلقوا أي تدريب حقيقي ولا يتبعون أي استراتيجية واعية. إنهم فقط اكتسبوا هذه الطريقة على مر السنين”. وفي إطار التجربة جمع بيكينشتاين وزميلاه 8 أشخاص معا على طاولة وجعلوهم يطلبون طلبات مختلفة. ويقول بيكينشتاين “تأكدنا أن الضيوف متشابهون في الشكل ولا يرتدون ملابس بشكل شاذ، حتى لا يؤثرون على النتائج. ومن الطبيعي أننا لم نسمح لهم بطلب أي شيء غير معتاد”. ولم تكن هناك مشكلة أمام الندلاء لتذكر الطلبات ولكن حتى عندما غير الضيوف أماكنهم كانت هناك أخطاء قليلة نسبيا. وطبقا لأحدث الأبحاث فإن أي شخص يريد التفكير بشكل أسرع يجب عليه ليس فقط النوم بشكل جيد والعيش بصحة أفضل، ولكن أيضا أن يشارك في الكثير من اختبارات الذاكرة يوميا. والشيء المهم هو أن تلك الاختبارات يجب أن تدرب أجزاء مختلفة من المخ. “ولعبة السودكو غير مفيدة”. ومن الأفضل ممارسة لعبة قديمة مثل “الذاكرة” التي تعتمد على نفس تجميع المعلومات الصغيرة التي يستخدمها الندلاء، حسبما يقول بيكينشتاين. من ناحية أخرى يمكنك أن تعزي نفسك بمعرفة أنه حتى ندلاء بوينس آيريس يرتكبون أخطاء. ويعترف جورج أوسونا من مقهى ريتشموند “أحيانا أرتبك وعادة عندما يتعلق الأمر بصلصات المكرونة الأسباجتي”.
المصدر: بوينس آيريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©