الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فلسطينيون وأردنيون يدرسون في إسرائيل

فلسطينيون وأردنيون يدرسون في إسرائيل
4 يوليو 2010 12:57
يتابع طلاب أردنيون وفلسطينيون في معهد إسرائيلي، ومع طلاب إسرائيليين دراسات متخصصة في مجالات بيئية حديثة مثل الطاقات المتجددة وتكنولوجيا العلوم، رغم اتهامات ب"التطبيع" مع الدولة العبرية. وتقول طالبة أردنية تدرس في معهد وادي عربة للدراسات البيئية "جئت لدراسة موضوع حديث يتعلق بالبيئة والاوزون ونوعية الهواء والمياه"، مضيفة أن "هذاالموضوع جديد بالنسبة إلي والأبحاث التي نقوم بها هنا غير متوفرة في الأردن". وتؤكد الطالبة البالغة من العمر 28 عاما والتي عرفت عن نفسها باسم "ندى"، وهو اسم مستعار حتى لا تتعرض لانتقادات في الأردن كونها تدرس في إسرائيل، "اتعلم عن الاحتباس الحراري والبيئة ومشاكل بيئية معاصرة تؤثر على حياتنا ونحاول إيجاد حلول لها". ويقع المعهد التابع لجامعة بن غوريون في النقب في قلب الصحراء حيث درجات الحرارة في الصيف هي الأعلى في إسرائيل، وتنتشر حوله الواح شمسية ضخمة وخزانات مياه. وتأسس المعهد في 1996، بعد عامين تقريبا على توقيع معاهدة وادي عربة للسلام بين إسرائيل والأردن في 26 أكتوبر 1994. وتقول "ندى" إنها تريد أن "انهي دراستي الماجستير، بغض النظر عن الحملة التي شنتها الصحافة الأردنية علينا، والتي اتهمتنا فيها بالتطبيع مع إسرائيل، لمجرد أننا ندرس موضوعا جديدا". وتؤكد أن جل ما في الأمر هو "أنني انهيت دراستي الجامعية في موضوع العلوم الإنسانية في الأردن، وعندما قرأت إعلان المعهد عن دراسة البيئة والمياه اعجبني الموضوع وتقدمت للدراسة". يشار إلى أن المعهد ممول خصوصا من الاتحاد الأوروبي والمؤسسة الأمريكية للتنمية الدولية، وهو "معهد رائد في مجال التعليم البيئي والأبحاث لبناء قادة مستقبليين من العرب واليهود ليتعاونوا معا على حل التحديات البيئية في المنطقة". وأضاف طارق حامد رئيس قسم الطاقة والطاقة المتجددة في المعهد أن "القسم هنا جديد والمكان مناسب للأبحاث المستجدة ومستوى الأبحاث والمختبرات عال جدا إضافة إلى التمويل". ويوضح هذا الباحث الفلسطيني المتحدر من القدس أن الأبحاث في قسمه تتركز حول "الخلايا الشمسية وتحويل الطاقة الشمسية إلى كهربائية، ونستخدم هذه الطاقة كوقود للسيارات". ويقوم المعهد "ببحث عن الأوزون ونوعية الهواء وبحث آخر عن تنظيف الطاقة الشمسية من الغبار، لأنه كلما زادت كمية الغبار كلما تقل كمية الكهرباء المنتجة"، على حد قوله. ويجري المعهد أبحاثا عن "العلوم والتكنولوجيا ومشاكلها الاجتماعية والعلمية وحلولها". ويضيف حامد أن المعهد يضم "45 طالبا منهم 17 طالبا عربيا، بين أردنيين وفلسطينيين وآخرين من عرب إسرائيل"، كما يضم المعهد "قسما أكاديميا وآخر للابحاث" ويمنح "درجتي البكالوريوس والماجستير"، على حد تعبيره. ويذكر الدكتور حامد أن "أحد شروط القبول في المعهد هو الإيمان بالتعايش" لافتا إلى أن المعهد يضم "نخبة من الخبراء في مجالات المياه والبيئة والطاقة في إسرائيل". وعن سبب التحاقه بالمعهد يقول "أنا فلسطيني وعربي وأتساءل بغيرة: لماذا لا يحدث هذا في الجامعات الفلسطينية؟". وأوضح أنه أنهى دراساته العليا في الهندسة الكيميائة في انقرة ثم درس في الجامعات الأمريكية، و"عندما عدت إلى فلسطين تقدمت فلم اجد لي مكانا في الجامعات الفلسطينية"، كما قال. أما الطالبة وعد (23 عاما) وهي فلسطينية من بيت جالا في الضفة الغربية فتقول عن تجربتها في الالتحاق بمعهد إسرائيلي، إن "معرفتي للإسرائيلين كانت من خلال جنود يدخلون المدن مع بنادق أو رشاشات ويقفون على الحواجز، وهذه هي المرة الأولى التي أتعرف فيها على الإسرائيليين كأناس عاديين"، مضيفة "كانت فرصة لمعرفة كيف يفكر أغلبية الإسرائيليين وكيف تفكر شريحة معينة منهم". وعن المشاكل التي تواجهها في الانتقال من الضفة إلى وادي عربة، تقول "نحصل هنا على تصريح شهري. في البداية كانت الإدارة المدنية ترفض إعطاءنا تصاريح، لكن المعهد راجع المحكمة العليا وحصلنا على تصاريح". وعن دراستها تقول "أحضر للماجستير، تخصصت في الرياضيات والمعلوماتية في جامعة بيت لحم، واقوم ببحث عن إدارة المياه في الشرق الأوسط، ومشروعي هو عن البدو ومشاكل المياه والصحة ودور المرأة البدوية في إدارة المياه". من جهته يقول بنجامين لانجر "أنا يهودي من شمال أمريكا تربطني علاقات مع إسرائيل، وأقوم بتحضير الماجستير في موضوع الصحة العامة البيئية والتعاون الصحي الفلسطيني الإسرائيلي". ويضيف أن الدراسة في المعهد "ليست فرصة للتعلم والبحث فحسب بل هي فرصة للتعرف إلى الآخرين والاستماع إليهم، بإمكاني أن أرى وأسمع كل الأطراف، فهنا كل شخص صوته مسموع".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©