السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

القرارات السريعة.. مدخل إلى طريق الندم

القرارات السريعة.. مدخل إلى طريق الندم
27 أغسطس 2016 22:32
أشرف جمعة (أبوظبي) الحياة بحلوها ومرها تجعل الكثير من أفراد المجتمع يتخذون قرارات سريعة في ذروة الغضب، وهذه القرارات قد يترتب عليها مشكلات يصعب حلها وربما تسبب الحزن العميق والألم أيضاً لصاحبها في المستقبل، وفي المقابل فإن القرارات السريعة التي تصدر أثناء الشعور بالسعادة المفرطة، قد يصعب تنفيذها، وتصبح قيداً على من يصدرها في هذه اللحظة الخاصة، ما يثقل الكاهل ويجعل النفس عرضه للتأنيب فضلاً عن أنه في كثير من الأحيان قد تمر الأيام وفي زحمتها ينتفي شرط الوفاء بها، ما يجعل من تجنب القرارات السريعة في لحظات الغضب أو السعادة أمراً يجب التنبه والحذر من الوقوع فيه، لما يعقبه في أغلب الأحوال من شعور بالندم. لحظة سعادة من الذين اتخذوا قراراً في لحظة سعادة غامرة لكنه لم يستطع بعد ذلك الوفاء به إبراهيم عامر، موظف، الذي يشير إلى أن ابنته تفوقت في نهاية المرحلة الجامعية وعندما علم بالنتيجة قرر أن يشتري لها سيارة غالية الثمن، وحدد نوعها وسط العائلة التي كانت مجتمعة حينها، ويلفت إلى أن ابنته شعرت بابتهاج شديد من هذا القرار الذي ظهر فيه جديته وحماسته وخروجه عن نطاق الوعد إلى صيغة القرار من خلال اللهجة التي تحدث بها، غير أنه بعد أيام تعرض إلى أزمة مالية غير متوقعة جعلته يقترض وهو ما حال بين تنفيذ قراره ومن ثم ترتب على ذلك شعور ابنته بالحرج أمام صديقاتها وأمام عائلته، ويؤكد أنه استفاد من هذا الموقف وتعلم منه أن يتجنب اتخاذ قرار في أثناء لحظات السعادة العالية حتى لا يتسبب في جرح الآخرين عندما لا يستطيع تنفيذه. تأنيب الضمير ولا يخفي أسامه عثمان، مهندس، أنه نادم على قرار اتخذ بحق ابنه الذي يدرس في الثانوية العامة إذ إنه حرمه من هاتفه المحمول نحو فصل دراسي لأنه شعر بأنه يتحدث من خلاله كثيراً مع زملائه في المدرسة، مشيراً إلى أنه أدرك أنه من خلال هذا التصرف تسبب لنفسه في الشعور بتأنيب الضمير لكونه حرم ابنه من الهاتف بهذا الشكل من دون أن يتخذ معه أساليب مختلفة للتوعية قبل إصدار قراره بعدم استعمال الهاتف نحو فصل دراسي كامل، ويرى أنه أيضاً تسبب لابنه في الشعور بالحرج أمام زملائه وأنه غير قادر على التعامل مع مشكلاته بشكل مناسب وغير قادر أيضاً على الدفاع عن نفسه أمام قرار الأب المجحف، ويشير إلى أنه كان في حالة غضب تامة، وهو ما أفقده التركيز وعدم القدرة على اتخاذ قرار سليم في هذه اللحظة. تفكير منطقي حول أهمية الابتعاد عن اتخاذ قرارات سريعة أثناء لحظات السعادة والغضب تقول الاستشارية الأسرية الدكتورة أمينة الماجد «القرار مهم في نطاق أفراد المجتمع لأنه يترتب عليه عامل تنفيذه بما يصب في مصلحة الفرد لذا فإنه من الضروري أن يكون التفكير المنطقي هو الغالب قبل إصدار القرار ولا يأتي ذلك إلا بالتدرب والتعود ومن ثم اكتساب الخبرات مع مرور الأيام، وهو ما يحتاج أيضاً لكي يكون صحيحاً إنساناً لديه بعد نظر ومستقر من الناحية النفسية، خصوصاً وأن اتخاذ القرارات في لحظات الغضب والسعادة يأتي في غالب الأحيان نتيجة للانفعال المصاحب للحالة النفسية التي يعيشها الفرد، وهو ما قد يترتب عليه نتائج إيجابية غير متوقعة وأخرى سلبية أيضاً غير متوقعة لكن من الأفضل في كل الأحيان تجنب إصدار القرارات في لحظات الغضب أو السعادة». حرمان واكتئاب تقول عبير خالد، موظفة، إنها قررت حرمان ابنها البالغ من العمر 8 سنوات من اللعب مع أقرانه لأنه يجلب لها مشكلات كثيرة، لذا حرمته منذ عام تقريباً من اللعب مع الصبيان وعدم الخروج من المنزل إلا بصحبتها، ما ترتب عليه شعور الطفل بالاكتئاب، فهو محروم من ممارسة طفولته بشكل طبيعي ويرى أقرانه يلعبون ويدعونه إلى اللعب، وهو غير قادر على الاستجابة لهم فوصل إلى هذه المرحلة بسبب قرار اتخذ في لحظة غضب عارمة. القرار المفاجئ تقول الاستشارية الأسرية الدكتورة أمينة الماجد:«القرار المفاجئ قد لا يكون صحيحاً بنسبة كبيرة، وتؤكد أن الجانب التوعوي مهم جداً، خصوصاً وأن كل فرد في المجتمع معرض إلى إصدار قرار في مثل هذه الحالات ومن ثم يعود فيشعر بالندم، لأنه لم يُعمل العقل كما ينبغي، وأنه ترك الانفعال يسيطر عليه، ويدفعه إلى ما لا يتوقع في نهاية الأمر».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©