الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حماية الأعراض فريضة

30 سبتمبر 2008 02:04
العفة فى خلقة الإنسان فطرة وهي فى شريعة الله نعمة بل إنها سمة الإسلام ذاته فهو دين الفطرة، قال تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون)· ويوضح د·إبراهيم أبو محمد رئيس المؤسسة الإسلامية الثقافية بأستراليا هذا المعنى قائلا إن أنوثة الأنثى ليست عيبا، كما أن فحولة الرجل أيضا ليست مصيبة وإنما الكارثة أن تتحرك كلتاهما خارج النطاق المشروع، مشيرا الى أن الإسلام سلك مجموعة من الطرق كانت بمثابة التصريف الطبيعى والمنطقي لتفادي القنبلة الجنسية الموقوتة في كل مجتمعات الدنيا وكان في مقدمة إجراءات الوقاية ووسائل الحماية· ويوضح من أبرز هذه الإجراءات: إباحة الزواج، فقد أباح الإسلام الزواج وحض عليه ويسر أسبابه، وحظر كل علاقة خارج هذا الإطار، ليس على الفرد فقط وإنما على الأمة كلها، ومن هنا نفهم توجيهات القرآن والسنة في هذا المجال· ويؤكد أن الإسلام حريص على الاعتراف بالغرائز وتهذيبها ومنها غريزة الجنس تلك التى حرص الإسلام على إشباعها بالحلال الطيب، وأراد لها أن تأخذ امتدادها في بيت الزوجية· ويمكن أن تتحول إلى نوع من الطاعة يؤجر عليها الجنسان معا الذكر والأنثى إذا ارتبط الزواج بشرف القصد وسمو الغاية وسيطرت روح العبادة على بيت الزوجية· وإذا كانت ضرورة الحياة تفرض أن يلتقي الطرفان فإن على كل منهما أن يلتزم بالتوجيهات التى تضبط السلوك والامتناع عن الحرام وقد اعتمد مبدأ الوقاية كأسلوب لمعالجة تلك الغرائز وفرض على الطرفين معا مجموعة من الإجراءات الوقائية· ومن هذه الإجراءات منع الاختلاط الفاجر الذى يغري المرأة المتزوجة بغير زوجها ويغري الرجل المتزوج بغير زوجته· والأمر بالحجاب، قال تعالى: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء)· ويشير الى أن الإسلام يأمر أيضا بغض البصر، قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)· وتتضمن هذه الإجراءات الجدية في التعامل والتحذير من الخضوع بالقول: قال تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروف)· والنهي عن لفت الأنظار وإخفاء الزينة·· قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)· ثم كانت كلمات النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع تتويجا وتتميما لهذه المبادئ المشرقة فى صورتين: الأولى: أنه عليه الصلاة والسلام جعل حرمة الأعراض كحرمة الدماء والأموال معا، قال في حجة الوداع: إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا، ألا لا يجني جان إلا على نفسه ولا يجني والد على ولده ولا ولد على والده ألا إن المسلم أخو المسلم، فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه· والثانية أن مفهوم الزوجية في الرؤية الإسلامية الحقيقية يقوم أصلا على الإحسان، ومفهوم الإحسان هنا أن كل طرف ينظر أولا إلى الواجب قبل أن ينظر إلى الحق وأن كل طرف من الطرفين الزوج والزوجة يتعبد الله فى بيت الزوجية بإسعاد وخدمة وإرضاء الطرف الآخر، وذلك ما يفرض مبدأ الإحسان الذى كتبه الله على كل شيء· بهاتين الدعامتين حماية أمن الفرد والمجتمع من الإجرام والانحرافات من ناحية، وعموم العقوبة على كل مجرم بغير استثناء من ناحية ثانية· ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©