الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جنوب أفريقيا تبكي غانا وتودع «السامبا»

جنوب أفريقيا تبكي غانا وتودع «السامبا»
4 يوليو 2010 00:13
الدموع كانت هي العامل المشترك في ليلة سقطت فيها السامبا وودعت المونديال الأفريقي وأعقبتها بساعات قليلة سقوط آخر معاقل الكرة الأفريقية بهزيمة المنتخب الغاني التراجيدية أمام الأورجواي بضربات الجزاء الترجيحية. كان الوداع صعباً على جنوب أفريقيا التي تعشق البرازيل بلاد المتعة وعلى جموع المشجعين البرازيليين الذين كانوا فاكهة التشجيع المونديالي وكذلك بالنسبة لغانا التي وجدت أن كل القارة الأفريقية وعددا كبيرا من المحايدين يقفون وراءها ينتظرون منها هدية تاريخية تتمثل في وصول أول منتخب أفريقي إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم وكانوا قريبين للغاية لولا بضعة سنتيمترات حرمت كرة الغاني جيان اسامواه من معانقة الشباك، خرجت البرازيل ومن بعدها غانا فبكت جوهانسبرج وانتحبت جنوب افريقيا على الوداع المر. على الرغم من أن مباراة البرازيل وهولندا لم تكن في جوهانسبرج ولكنها امتلأت بعشاق السامبا ومن الذين لم تتح لهم الفرصة في الحصول على تذاكر المباراة فتواعدوا جميعاً في حدائق المشجعين وفي ساندتون وفي الميلروس وكل الأماكن التي تكون فيها المشاهدة محسوسة وكأنها في ملعب المباراة كانوا يغنون الأغاني الحماسية التي تعزف معها ألحان السامبا الجميلة ولم يكونوا بمفردهم ولكن انضم إليهم عدد كبير من الجماهير المحلية والذين يجدون المتعة في الأداء البرازيلي، ولم يكونوا مجهولين فاللون الأصفر يعرف عنهم وطالما منتخب جنوب افريقيا خارج السباق فهذا هو لون منتخب البرازيل. أيضاً الهولنديون كانوا هناك وهم لا يقلون حماساً أو جنوناً عن جماهير البرازيل بل قد يتفوقون عليهم في التعطش فإحراز الألقاب حيث إن المنتخب الهولندي ورغم ما أنجبته الكرة الهولندية من أسماء رائعة في تاريخها ولكنها تفتقر إلى الإنجازات الكبيرة، ولكن هذه الجماهير التي صبغت أنفسها باللون البرتقالي دائماً ما تقف خلف فريقها فهو إذا كان يسقط في الأمتار الأخيرة ولكن يكفيها أنه يقدم الكرة الجميلة والشاملة على مر الأزمان. ومنذ الساعة العاشرة كان الحصول على مكان في ساحة الميلروس في أحد المطاعم أو المقاهي المنتشرة هناك هو أمر أقرب إلى المستحيل فالجميع يعد العدة من أجل مشاهدة المباراة عبر الشاشة الكبيرة والاستمتاع بالعروض التي يتم تقديمها على خشبة المسرح من أغان خاصة بكأس العالم أو أحد الهواة الذين يستعرضون بالكرة، كما كانت المسابقات حاضرة وكل ذلك من أجل تمضية الوقت في ما قبل المباراة. الفوفوزيلا كانت كعادتها سيدة الموقف والبرازيلي يمتلك “الصفراء” أما الهولندي فلونها “برتقالي” وهذا ينفخ من جانب وذلك في الجانب الآخر في ظل جو حماسي وتغذيه الروح الرياضية السائدة بين الطرفين. هذه الأجواء تحدث في مدينة بعيدة عن المكان الذي أقيمت فيه المباراة ولذا فلك أن تتوقع ما الذي يحدث هناك من جنون وعشق حتى النخاع وكرنفال برازيلي هولندي تمتد فصوله من فترة ما قبل المباراة وحتى ما بعد نهايتها، وبمجرد أطلق الحكم صافرة البداية وبدأت المباراة الفعلية وقد تكون غافلاً فتسمع صراخ نصف الجماهير لهجمة برازيلية ضائعة او تسمع زئير النصف الآخر بمحاولة هولندية مهدرة، ولا تملك في هذا الوقت سوى أن تتذكر أن كأس العالم لم يعد متبقياً فيها أكثر من أسبوع وتنتهي معها هذه الأجواء الخيالية والتي لا تتكرر سوى مرة كل أربع سنوات وعندها تندب الحظ وتتمنى أن تقام هذه البطولة كل عام. كان النصر في الشوط الأول من مصلحة المشجعين البرازيليين وبمجرد أن سجل روبينيو الهدف الأول في المباراة حتى انفجرت الساحة بصراخ الجماهير وبنفير الفوفوزيلا، فقد تقدمت البرازيل وهي لا تخسر في العادة عندما تتقدم وظلت الجماهير البرازيلية تحتفل بهذا التقدم حتى نهاية الشوط الأول. ومع الشوط الثاني والصحوة الهولندي الجبارة وهدف التعادل الذي جاء بخطأ الحارس البرازيلي جوليو سيزار الذي تعرض للانتقاد باللغة البرتغالية بالطبع ولكن ما فهمته أن الجماهير مستاءة من تصرفه السيء في الكرة التي جاء منها الهدف. وبدأت الجماهير الهولندية في العودة من جديد فقد انعشها هذا الهدف وكانت الكفة متعادلة ولكن لأن من يضحك أخيراً هو الذي يضحك بل يفرح كثيراً فجاء الهدف الثاني من كرة رأسية وضعها شنايدر في المرمى البرازيلي لتخرج الفرحة الهولندية من عقالها وتحولت الساحة من اللون الأصفر الذي اختفى وتوارى وانتابت الجماهير التي ترتدي هذا اللون لحظات من الصمت والذهول وهي غير مصدقة لما يحدث فهذا الفريق مختلف عن ذاك الذي غادر إلى غرفة الملابس في نهاية الشوط الأول، أما الهولنديون فكانوا في حالة من الفرح الهستيري والذي تحول إلى شيء لا أستطيع وصفه عندما قام الحكم بطرد البرازيلي فيليب ميلو وعندها فقط بدأت الاحتفالات الهولندية بالفوز وقامت الجماهير على الطاولات تغني وترقص مع مرور الوقت وحتى الثواني الأخيرة عندما بدأت تعد مع ساعة المباراة من رقم واحد إلى عشرة وما كادت تنهي عدها وحتى أعلن الحكم نهاية المباراة ونهاية حلم السداسية لجماهير البرازيل وبداية حلم جديد وغير مسبوق للطواحين البرتقالية. من ناحية اخرى بدأت الجماهير الهولندية مع نهاية المباراة تنتشر في الساحة وتغطي على كلما هو “أصفر” في المكان، بينما انخرطت الجماهير البرازيلية في حالة من الحزن والانزواء حزناً على حلم تبخر وتحول إلى كابوس مؤلم. وتجلت قمة الروح الرياضية في الجماهير الهولندية التي بدأت تواسي البرازيليين وتخفف عنهم مرارة الإخفاق كما تجلت قمة الشماتة من الجماهير الإنجليزية التي انطلقت إلى البرازيليين لكي تتشفى فيهم وتقول لهم: “لا بأس حاولوا في المرة القادمة”. خسرنا «السامبا» وكسبنا «البرتقالي» جوهانسبرج (الاتحاد) - قد تكون كأس العالم الحالية خسرت الجماهير البرازيلية في الأسبوع الأخير من البطولة حيث إن هذه الجماهير تنشر البهجة كلما حلت بمكان، كما أنها تكون متبوعة بعدد كبير من الجماهير التي تطرب بأنغام “السامبا” ومن المحزن ألا يكون لهذه الجماهير وجود في الأيام القليلة المتبقية من البطولة ولكن في نفس الوقت كسبت البطولة ضمان بقاء الجماهير الهولندية والتي لا تقل حماساً وبهجة عن جماهير البرازيل وتتميز الجماهير الهولندية بلونها البرتقالي المميز وهي عندما تحل في مكان فإنها تصبغه بلونها البرتقالي، ولذا قد تكون البطولة خسرت السامبا ولكنها كسبت البرتقالي.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©