السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البيلدوزر تنتصر للثقافة والتراث في الجزائر

البيلدوزر تنتصر للثقافة والتراث في الجزائر
30 سبتمبر 2008 01:18
عرضت في العاصمة الجزائرية مؤخرا مسرحية بعنوان''البيلدوزر''، وكتب نصَّها عمر فطموش وأخرجها سيد أحمد دراوي الذي أدى أيضاً دور''علي'' عامل النظافة، وشاركه 6 ممثلين آخرين· وتميز العرض بالبساطة في الأداء والديكور والأضواء الذي ظلت ثابتة وكذا المؤثرات الصوتية التي كانت محدودة، وتم الاعتمادُ بشكل رئيس على أداء الممثلين· ووسط ديكور يعبر عن مدينة ''القصبة'' العتيقة التي بناها العثمانيون بالجزائر العاصمة في أوائل القرن السادس عشر لتكون عاصمة لحكامهم في الجزائر، بدأت أطوار قصة المسرحية؛ إذ كانت الأمور تسير بصفة عادية في هذا الحي العتيق والفقير، وكان تجارُه البسطاء قانعين بما يحصلون عليه من مداخيل يومية محدودة من أعمالهم اليدوية، حيث يعمل ''سليمان'' بائعا لـ''المحاجب'' وهي أكلة حارة رائجة في الجزائر، و''الحسين'' اسكافياً في محلين صغيرين متجاورين، وكانت العلاقة بين السكان تتميز بالدفء والتعاون والإيثار· إلا أن الأمور انقلبت رأساً على عقب، حينما ظهر ''منصور'' الذي عاد من الغربة بأموال طائلة قرر استثمارها في بلده، لكن منصوراً اتسم بالانتهازية منذ البداية وقرر استغلال طيبة أبناء حيه وفقرهم لإغرائهم ببيع محلاتهم وحتى بيوتهم العتيقة له ليقوم بتهديمها ويشيد بدلها مبان سياحية وتجارية عصرية، وبعد محاولات عديدة ينجح في إقناعهم ببيعها له بمبالغ مغرية، لكن بعض المثقفين من أبناء الحي تفطن إلى خطورة الأمر فعارضوه واحتدم الصراع بين الطرفين بشدة وقام ''منصور'' بجلب ''بيلدوزر'' لتهديم المحال والبيوت القديمة وهو يتبجَّح بعقود البيع التي أمضاها السكان لصالحه، إلا أن هؤلاء المثقفين صعقوه حينما استظهروا حكما قضائياً عاجلاً يأمر بوقف عملية الهدم فوراً ويُبطل عملية البيع أساساً باعتبار أن المنطقة مصنفة تراثاً وطنياً محمياً ولا يحق لأحد التصرف فيه بهدمه وتغيير معالمه الأولى· المسرحية دعوة صريحة إلى بذل المزيد من الجهود لحماية منطقة''القصبة'' بالجزائر العاصمة من أية محاولات لتغيير ملامحها التراثية العثمانية، فهي منطقة مأهولة بالسكان الذين لا يزالون يستغلون بيوتاً ومحلات تعود إلى القرن السادس عشر، وفي انتظار ترحيلهم جميعاً إلى مساكن عصرية لاحقاً، فقد صدر قانونٌ يمنع السكانَ من تغيير ملامح مساكنهم بـ''القصبة'' تحت غطاء الترميم· وتميز العرض بجرعة عالية من الفكاهة والفرجة وتألق الممثلان رضوان زوقاري''سليمان'' ويوسف هدار''الحسين'' في أداء دوريهما طيلة ساعة ونصف ساعة، بينما كانت أدوار ''منصور'' الثري والمثقفين الثلاثة الذين دخلوا في صراعٍ معه، ثانوية وكان ظهورهم قليلاً على الخشبة مع أن المخرج أسند إليهم مهمة حسم الصراع باتجاه انتصار الثقافة والتراث على إغراءات المال وتحقيق الثراء، وتلك إحدى مفارقات هذا العمل المسرحي·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©