السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة في مصر تدعو إلى تأييد حضور الكتاب الإلكتروني

ندوة في مصر تدعو إلى تأييد حضور الكتاب الإلكتروني
30 سبتمبر 2008 01:16
نُظمت بدار الكتب والوثائق القومية في العاصمة المصرية القاهرة ندوة تمحورت حول واقع الكتاب الإلكتروني ومستقبله شارك فيها عدد من المتخصصين في مجال المكتبات وتكنولوجيا المعلومات وتحدثوا عن أهمية الكتاب الإلكتروني في مواجهة الكتاب الورقي ومستقبل هذا الكتاب في عالمنا العربي الذي يشهد حالة من عدم الإقبال على الكتب الورقية أصلا فما بالنا بالكتب الإلكترونية· وقال الدكتور عبدالناصر حسن -رئيس الإدارة المركزية لدار الكتب والوثائق القومية المصرية، إن التطور الطبيعي يؤكد أن الكتاب الإلكتروني وكافة أشكال الوسائط الأخرى سوف تغزو سوق الكتاب وتجعلها متاحة للجميع على شبكة الإنترنت نظرا للمزايا العديدة التي يتمتع بها الكتاب الإلكتروني وأبرزها سهولة اتاحته للمستفيدين بفضل الامكانيات الهائلة التي تقدمها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ولا ينبغي أن ننظر للكتاب الإلكتروني على أنه منافس للكتاب الورقي بمعنى أن يهزمه ويقضي عليه فهو مرحلة تطور لشكل الكتاب التقليدي فقط، وعلينا أن نتعامل معه وفق هذا المفهوم· وأضاف: لا يجب أن نبدي خوفنا الشديد من الكتاب الإلكتروني بل يجب العمل على تأييد هذا التطور والاسهام فيه والاستفادة من مزاياه التي لا تحصى وهو ما فعله أصحاب دور النشر الأوروبية والأميركية الذين لم يبدوا تخوفا من النشر الإلكتروني بل أن هذا النشر الإلكتروني يتنامى بالتوازي مع الكتب الورقية ولا يطغي جانب على آخر بعكس ما فعلناه في الدول العربية، حيث ابدينا تخوفاً شديداً من النشر الإلكتروني وعقدنا مقارنة غير سليمة بين الكتب الورقية ومثيلتها الإلكترونية وأيهما سينتصر مع العلم أن إسهامنا في مجال النشر ضئيل للغاية بالمقارنة بسوق النشر الدولية سواء في الكتب الورقية أو الإلكترونية· وقال إنه يستبعد وجود أي شكل من أشكال التنافس بين الكتب المطبوعة والإلكترونية خاصة أننا نواجه مشكلة ضآلة الإنتاج في الكتب المطبوعة والإلكترونية معاً وكل من الكتب المطبوعة والإلكترونية تكمل بعضها ولا يوجد صراع بينها وفي الخارج هناك تحالفات بين ناشري الكتب المطبوعة والإلكترونية وملخصات وافية لأبرز الكتب المطبوعة على شبكة الإنترنت وأفضل الكتب وقوائم بأهم الكتب الموجودة على الساحة الثقافية وهو ما يصب في صالح اهتمام الناس بالكتب واقبالهم على القراءة· أما الدكتور محمد فتحي شبل رئيس إدارة التدريب بدار الكتب والاستاذ بجامعة القاهرة، قال إن كل المؤشرات تؤكد أن المستقبل سيكون للكتاب الإلكتروني نظرا للخطوات المهمة المتوالية التي قطعها خلال السنوات الماضية، ونحن في العالم العربي لا ننفصل عن الأمر ونتأثر به وهناك اهتمام بالكتب الإلكترونية في السنوات الخمس الأخيرة حيث أصبحت واقعاً وظهر أكثر من موقع يتيح الكتب على شبكة الإنترنت، وفي أحد استطلاعات الرأي التي قام بها مؤخرا أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في الكتب الإلكترونية تبين أن أكثر من 230 ألف شخص يفضلون قراءة الكتب الإلكترونية في حين أن هناك ما يقرب من 125 ألفا يرون أنها مثل قراءة الكتب المطبوعة، وهناك ما يقرب من مليوني كتاب مطروحة على شبكة الإنترنت على مستوى العالم العربي· وأضاف أن هذه المؤشرات تشير الى أن الكتب الإلكترونية أصبحت أمراً واقعاً فهناك مواقع عديدة تتيح تلك الكتب لجمهورها ومستخدميها وتلتزم بقوانين الملكية الفكرية وحقوق المؤلف فالنشر الإلكتروني يتعامل مع محتوى له مالك وهو المؤلف الذي يرتبط بناشر المحتوى، وقد أصدر القضاء المصري والدولي أحكاماً عديدة تكرس فكرة حق المؤلف في حالة التعدي عليه والمسؤولية الأدبية بين الناشر والمؤلف في حالة النشر الإلكتروني· من جانبها قالت الدكتورة أماني محمود استاذ المكتبات والمعلومات بجامعة حلوان، إن الكتاب الإلكتروني نص مشابه للكتاب المطبوع غير أنه في شكل رقمي يتم عرضه على شاشة الحاسب الآلي، وتمتع الكتب الإلكترونية بقابلية الحمل نظرا لطبيعتها الرقمية التي تمكن القارئ من حمل عدد كبير من العناوين الإلكترونية كوحدة واحدة كما أن خدمات توزيع هذه العناوين متاحة 24 ساعة يوميا على شبكة الإنترنت وانزال عنوان من على الإنترنت اسهل وأسرع بكثير من الذهاب الى محال بيع الكتب· وأضافت أن النشر الإلكتروني أصبح له قيمة ثقافية لا يستهان بها لأن هذا النوع من النشر يتمتع بالتفاعلية حيث إن العالم الذي يتجه نحو عولمة ثقافية لابد له من التفاعلية كنهج وسمة تعبر عن عولمة حقيقية· وأشارت الى ظلم المقارنة في مجال النشر الإلكتروني بين عالمنا العربي والعالم الغربي من حيث الكم والكيف ففي العالم العربي هناك غياب للمؤسسات التي تقود النشر الإلكتروني ويحل محلها أفراد ويجب على الدول العربية أن تقدم مبادرات عملية وعلمية لتأكيد النشر الإلكتروني واتاحة الكتب الإلكترونية· وقال الكاتب خالد هاشم: لا يمكن أن نصدر حكماً قاطعاً بشأن تفوق الكتاب الإلكتروني على مثيله الورقي لأن هذا يتوقف على أشياء كثيرة بعضها يرتبط باستعداد كل شخص ومدى قدرته على التعامل مع شبكة الإنترنت فالشباب يفضل الكتاب الإلكتروني لسهولة الحصول عليه ومهارة استخدام شبكة الإنترنت بعكس كبار السن الذين يرتبطون بالكتاب الورقي وطقوس قراءته وهذا لا ينفي أن الكتاب الإلكتروني يحقق نجاحات باهرة على مستوى العالم الآن في حين أنه يحقق تقدما بطيئاً في عالمنا العربي بحكم اختلاف الظروف والثقافة والدعم الوفير الذي يلقاه النشر الإلكتروني هناك·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©