الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأميركيات بين أوباما و ماكين

الأميركيات بين أوباما و ماكين
30 سبتمبر 2008 01:14
لقد غيبت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها أميركا حالياً نجم ''سارة بالين'' مرشحة الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مؤقتاً؛ وكانت استطلاعات الرأي العام قد أشارت إلى أن ترشيح حاكمة ولاية ألاسكا السابقة قد أثار حماس وحيوية القاعدة الناخبة الجمهورية، إلا أن نتائج الاستطلاعات نفسها تشير إلى أنها لم تترك أثراً يذكر على مواقف الناخبين المستقلين؛ وفي الوقت نفسه تتصاعد وتائر القلق من نقص خبرتها أو حتى انعدامها، خاصة في أوساط النساء؛ وقد بدا هذا القلق واضحاً على نحو خاص خلال سلسلة من اللقاءات الصحفية التي أجريت مع عدد من النساء في ولاية بنسلفانيا، وهي إحدى الولايات المتأرجحة التي يحتدم فيها التنافس بين المرشحين الرئاسيين ''ماكين'' و''أوباما''· لكن وعلى رغم هذا فإنه لا يزال صحيحاً القول إن انتخابات هذا العام سوف تكون نسوية إلى حد كبير، ولهذا السبب يشتد التنافس بين كلا المرشحين على كسب أصوات النساء، وهناك حقيقة تاريخية جديدة تسند هذا القول؛ فهذه المرة الأولى التي يضع فيها الجمهوريون امرأة على بطاقتهم الانتخابية الرئاسية، كما أنها المرة الأولى خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية، التي يرشح فيها أي من الحزبين امرأة لتولي منصب قيادي بأهمية نائب الرئيس في بطاقته الانتخابية، وبالطبع هناك صعود نجم السناتور ''هيلاري'' التي حققت تقدماً كبيراً في حملة الترشيح للمنصب الرئاسي، لولا تغلب ''أوباما'' عليها في نهاية الأمر· وعلى حد رأي المحللين السياسيين، فإن ترشيح كلتا السيدتين ''هيلاري'' و ''سارة'' لمناصب قيادية عليا في هذه الحملة، هو ما جعل منها حملة انتخابية تحولية هذا العام؛ فهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها للناخب الأميركي نماذج حية لنساء قياديات ويتم ترشيحهن لتولي أعلى المناصب في الجهاز الحكومي والنظام السياسي، علماً بأن هذا النظام يتسم بقدر كبير من التعدد الاجتماعي والأيديولوجي؛ وحسب رأي ''روث مانديل'' -مديرة معهد إيجلتون للدراسات السياسية بجامعة روتجرز، المشاركة في تأسيس المركز الأميركي للسياسات النسوية- فقد وضعت انتخابات هذا العام حد لتلك الصورة النمطية عن النساء التي ترسمها عبارة ''تكفي امرأة قيادية واحدة لتمثيل كل النساء''؛ وبفضل الحملة الانتخابية الحالية، فقد توفرت للجمهور الأميركي فرصة تأمل عدد من النساء القياديات مثل ''هيلاري'' و''بيلوسي'' و''بالين'' و''رايس'' باعتبارهن نساء جد مختلفات في شخصياتهن وانتماءاتهن الأيديولوجية· ومنذ عقد الثمانينيات ازدادت نسب تصويت النساء ومشاركتهن في الحملات الانتخابية، مقارنة بنسب مشاركة الذكور؛ كما يلاحظ تزايد ميل أعداد أكبر من الناخبات الأّميركيات لصالح الحزب الديمقراطي؛ على سبيل المثال، فقد تقدم المرشح الرئاسي الديمقراطي آل جور في انتخابات عام 2000 بمعدل 5 نقاط مئوية على منافسه الجمهوري ''بوش''؛ أما في انتخابات عام 2004 فانخفض هذا الهامش قليلاً بصالح 3 نقاط مئوية لصالح ''جون كيري'' على حساب ''بوش'' وخلال موسم الصيف الماضي كله، حافظ ''أوباما'' على تقدمه المنتظم في كسب تأييد النساء على منافسه الجمهوري ''ماكين''؛ إلا أن الفارق بين المرشحين تضاءل كثيراً على إثر اختيار الأخير لـ''سارة بالين'' مرشحة لمنصب نائب الرئيس في بطاقته الانتخابية؛ وتشير بعض استطلاعات الرأي إلى تقارب كبير بين المرشحين من ناحية كسبهما لتأييد النساء؛ ولكن لم يضق الفارق بين المرشحين إلا لفترة قصيرة جداً أعقبت اختيار ''ماكين'' لنائبته ''بالين''، استعاد على إثرها أوباما تقدمه على ماكين بفارق 8 نقاط مئوية حسب ما أشارت إليه آخر استطلاعات الرأي· لا يعني هذا بالطبع أن التنافس بينهما في كسب تأييد النساء قد حسم، خاصة وأن بضعة أسابيع لا تزال تفصل بينهما والمعركة الحاسمة في شهر نوفمبر المقبل؛ والمتوقع أن يحتدم التنافس أكثر بين المرشحين في كسب أصوات النساء البيض على وجه الخصوص؛ يلاحظ أن النساء البيض المتزوجات يملن إلى تأييد بطاقة الحزب الجمهوري، ويعود ذلك الميل إلى اعتقادهن بأن في السهل تحديد انتمائهن لامرأة مثلهن تختلف عن غيرها من الساسة والسياسيات الأميركيات المعروفات؛ وعلى حد قول ''كي هيموفيتز'' الباحثة الرئيسية بـ''معهد مانهاتان'' -مؤسسة بحثية محافظة في مدينة نيويورك- فقد أثارت ''سارة بالين'' في هؤلاء النسوة شعوراً طبيعياً بأنها واحدة منهن· لكن حتى هنا في ''سكرانتون'' حيث تتفشى حمى تأييد النساء للبطاقة الجمهورية الحمراء، خاصة بعد انضمام ''سارة بالين'' إليها، فإنه يصعب التقليل من اعتراض الكثيرات منهن، بل شعورهن بالاستفزاز والإساءة جراء اختيار ''ماكين'' لـ''سارة بالين'' لمجرد كونها امرأة، وليس على أساس خبرتها القيادية السياسية؛ وهــــذا ما عبرت عنه ''كاثي لابوري'' -مديرة تنفيذيـة في المركز التجاري لمدينة سكرانتون- بقولها: ''لقد شعرت بقدر من الإساءة عند سماعي لنبأ اختيار ''ماكين'' مرشحته ''بالين'' لمنصب نائب الرئيس، وفي رأيي أن ''ماكين'' لم يخترها إلا لتكون دمية أنثوية في بطاقته لا تتعدى قدراتها ووظيفتها حدود جذب أصوات النساء إلى حملته، ولكنه أضر كثيراً ببطاقته نتيجة هذا الخطأ· وعلى رغم كوني ناخبة منتظمــــة ومسجلـــة في حملات الحزب الجمهوري، إلا أنني قررت التصويت لصالح الحزب الديمقراطي هذ المرة؛ ومن رأيي أننا بتنــــا بحاجــــة إلى تغيير سياســـات بلادنـــا''؛ ومن التغيرات الإيجابية لصالح ''أوباما'' إعلان الكثيرات من مؤيدات السناتور ''هيلاري كلينتون'' سابقاً عزمهن التصويت لصالحـــه في نوفمبر· ألكساندرا ماركس كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©