40 نائباً إسرائيلياً يهددون بمقاطعة المنتجات البريطانية

هدد 40 نائباً إسرائيلياً من أصل 120 عضواً في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست” أمس بدعوة الاسرائيليين إلى مقاطعة المنتجات البريطانية احتجاجاً على إجراء بريطاني يستهدف صادرات المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة. وقد أوصت وزارة الزراعة البريطانية التجار البريطانيين الأسبوع الماضي بأن يحددوا بوضوح ما إذا كانت المنتجات الاسرائيلية المباعة في بريطانيا آتية من مستوطنات يهودية في الضفة الغربية وهضبة الجولان المحتلة أم لا، حتى يعرف ذلك المستهلكون البريطانيون الذين يريدون مقاطعتها إذا كانت منتجة فيهما. وأوضحت النائب عن حزب “كاديما”، أكبر أحزاب المعارضة الإسرائيلية، رونيت تيروش أن 40 نائباً من الغالبية والمعارضة وقعوا على عريضة الدعوة إلى مقاطعة المنتجات البريطانية بمبادرة منها وأن رئيس “الكنيست” روفن ريفلين سيرفعها إلى رئيس البرلمان البريطاني. وقالت لإذاعة “نعتزم بذلك الاحتجاج على كل ما يشير إلى يهود لأن هذا النوع من الوسائل يعيد الى اذهاننا ذكريات سيئة للغاية”. وطالبت أمين “صندوق خزانة الدولة” الإسرائيلي عدم تسديد بدل تذاكر السفر لأي موفدين إسرائيليين رسميين يسافرون على طائرات بريطانية . وقالت “أدعو الممثلين الاسرائيليين الرسميين الى الامتناع عن استخدام شركات الطيران البريطانية طالما تعامل الحكومة البريطانية اسرائيل كما لو كانت هناك دولتان: واحدة داخل الخط الاخضر والاخرى خارجه”. كما استنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية موشيه ليفي التوصية البريطانية حول المنتجات المصنعة في المستوطنات اليهودية ووصفها بأنها “عملية استسلام امام الفلسطينيين ومن يدعمهم”. وقال “الكنيست” في بيان بهذا الشأن بيان “إن النائب رونيت تيروش اتخذت المبادرة بتوقيع عريضة تهدد بدعوة الاسرائيليين إلى التفكير مرتين قبل شراء منتجات بريطانية إذا لم يتم إلغاء قرار الحكومة البريطانية”. وتشهد العلاقات بين اسرائيل وبريطانيا توترا زادت حدته بعد إصدار محكمة بريطانية مذكرة لاعتقال زعيمة “كاديما”، وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني بتهمة التورط في جرائم حرب بقطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي عليه الشتاء الماضي. وفي هذا السياق، صرح نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشي يعلون بأن بريطانيا على مركب واحد مع إسرائيل في وضع عالمي لا تُطاق حالياً بسبب مذكرات اعتقال تلاحق القادة الإسرائيليين في عدد من الدول بشأن جرائم حرب غزة. وقال يعلون، أحد القادة البارزين المهددين بالاعتقال في بريطانيا وإسبانيا، في حديث لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية نشرته أمس “عندما فهم العرب بأنهم لا يقدرون على مواجهتنا بجيوشهم، ذهبوا إلى طريق الإرهاب والصواريخ. والآن فهموا أنهم لا يقدرون على مواجهتنا أيضاً، فلجأوا إلى طريق آخر هو الدعاية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة”. وأضاف، تعليقاً على مذكرة اعتقال ليفني، “يجب أن يفهم البريطانيون أنهم معنا في المركب نفسه مثلما يقول ذلك قادتهم في أفغانستان والعراق”. وتابع “قبل سنتين، حذرت رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من هذه السياسة الضارة بسبب وثائق الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين وطالبته بتغييرها إلا أنه لم يُفعل شيء إلى الآن”. وزعم أن نجاح الدعاية العربية في التأثير على الدول الأوروبية والولايات المتحدة يعود إلى عوامل مثل “اللاسامية الجديدة” و “مجموعات الليبراليين المنقسمين إلى متشددين وساذجين”