هل يستطيع مخططو السياسة الاقتصادية الصينية التعامل مع الأزمة الراهنة والخروج منها؟ من أجل الإجابة عن هذا السؤال يجب الانتباه قبل كل شيء إلى الفقاعة العقارية التي بدأت بوادر انفجارها بالظهور للعيان. وشرعت فورة البناء والتشييد باتخاذ طريق معاكس فيما يعاني النظام المالي من الغرق في لُجّة «القروض السيئة».
وأما الجانب المشرق لوضعية الاقتصاد الصيني فيكمن في النجاح الذي تحقق من تأسيس «البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية» AIIB، والذي أتاح للدولة تقديم نفسها باعتبارها رائدة الاقتصاد العالمي. كما أن مؤشر شانغهاي المالي قفز إلى أكثر من ضعف قيمته خلال الشهور التسعة الماضية.
ويعيش العالم الخارجي الآن فترة عصيبة يصعب عليه معها تجميع العناصر الدقيقة، التي تشكل الصورة المتكاملة للوضع الاقتصادي في الصين. فهل يمكن اعتبار القفزة السعرية في أسعار البورصة مؤشراً يبعث على الأمل، أم أنها مجرّد فقاعة أخرى وليدة السياسة ذاتها؟ وماذا يمكن أن يقال عن تعثّر دفع الديون المستحقة على السندات التي أطلقتها «مجموعة بودينج تيانواي» البنكية المملوكة للدولة للتداول، وهل يمكن للتباطؤ المسجل في قطاع البناء والتشييد أن يدفع منتجي المعادن العالميين إلى الخوف والارتباك، أم أنه يعدّ مؤشراً إيجابياً على أن الاقتصاد أصبح يتجنّب الاعتماد على كل من الصادرات والاستثمار في البنى التحتية ليركّز بدلاً من ذلك على نمو مستدام يقوده المستهلكون أنفسهم؟
![]() |
|
![]() |
وهذا الطرح مقتبس من كتاب يتناول السيرة الذاتية للرئيس الصيني السابق «دينج زياوبينج» لمؤلفيه ألكسندر بانتسوف وستيفن ليفين. وكنت قد أكملت لتوّي قراءة فصل منه يدور حول المعركة التي خاضها «دينج» عامي 1977 و1978 ضد أولئك الذين حملوا اسماً مثيراً ولكنّه يفتقر إلى العظمة الحقيقية هو «الأتباع المتزمتون» Whateverests، وهم الذين تبنّوا شعاراً ما زالت تتبعه الصين إلى حدّ ما حتى يومنا هذا. ففي الأشهر التي تلَت وفاة الزعيم والأب المؤسس للصين «ماو تسي تونج» في سبتمبر 1976، رفع هؤلاء الأتباع شعاراً يقول: «سوف ندافع عن كل القرارات السياسية التي اتخذها الرئيس ماو مهما كانت، وسوف نتبع التعاليم التي أوصى بها كائناً ما كانت».
![]() |
|
![]() |