آمنة النعيمي (الشارقة) - شهدت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة صباح أمس الأول الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 13 لمجلس شورى أطفال الشارقة المكون من 83 نائباً والتي تنظمها إدارة مراكز الأطفال تحت شعار «الوطن.. ولاء وانتماء» في مقر الديوان الأميري بإمارة الشارقة.
وأعربت سموها عن سعادتها بلقاء أعضاء ونواب المجلس في دورته الجديدة، مؤكدة أنهم محور تفكيرها ومصب اهتمامها الذي يتجلى في متابعتها الدائمة لما تقدمه مراكز الأطفال لهم، وحرصها على تقديم كل ما من شأنه أن يفيدهم ويرتقي بهم ويخولهم للنهوض بمستقبلهم.
وطالبت سموها الأطفال بالمبادرة إلى وضع تصوراتهم الخاصة للقناة التلفزيونية، والمجلة، فضلاً عن المنتدى الإلكتروني الذي يتناول المواضيع المتعلقة بالهوية الوطنية، مؤكدة سموها أنهم سيلقون الدعم الكافي لأفكارهم لترى النور من خلال تدريبهم على تنفيذ تلك المشاريع من قبل عدد من المهنيين والمختصين في المراكز.
وأشارت سمو الشيخة جواهر إلى أن الأطفال في مجالس الشورى السابقة التحقوا بدورات إعلامية متخصصة في مؤسسة الشارقة للإعلام، وحققوا استفادة كبيرة منها، مؤكدة سموها أن هذا التوجه سيدعم تقليل استيراد البرامج الأجنبية من الخارج، وسيتم التركيز على إنتاج البرامج المحلية التي تتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعنا، وتحمل كل معاني الولاء والانتماء للوطن الغالي.
وأكدت سموها أن مشروع قناة الأطفال التلفزيونية سينفذ على أرض الواقع متى توفر له المذيع والمعد والمخرج من الأطفال أنفسهم.
وقالت سموها: «حب الوطن ليس مجرد شعارات أو أن نحمل صورة حكام الدولة، وإنما ينبع من حرص المواطن على تمثيل هذا الوطن الذي يحمل اسمه وهويته من خلال سلوكياته وتصرفاته، واحترامه للآخرين والقوانين، وحفاظه على ثرواته الطبيعية والبيئية».
وأوصت سموها الأطفال بتعزيز مبدأ حب الوطن من خلال أفعال بسيطة ولكنها جليلة كغرس شجرة، ومنع هدر المياه، والحرص على نظافة البيئة، كما أوصتهم بأن يكونوا خير سفراء للوطن في الخارج، وأن يرسموا صورة طيبة ومشرفة للمواطن الإماراتي.
وطالبت سمو الشيخة جواهر الأطفال بالإحساس بالمسؤولية الذاتية، وانتقاء ما يناسبهم من برامج تلفزيونية أو تلك المتوفرة عبر صفحات الانترنت، لافتة سموها إلى أن هذه البرامج تشكل شخصياتهم وتوجه رغباتهم وترسم طموحاتهم، داعية سموها الأطفال إلى المبادرة لإنتاج برامج علمية وشيّقة في «الأبل ستور» تجذب الآخرين وتنقلهم من كونهم مجرد متلقين تابعين إلى قادة مبادرين، وأردفت قائلة: «أنتم المستقبل ويقع على عاتقكم مسؤولية تحقيق ما لم نستطع إنجازه».
وبحثت الجلسة الافتتاحية للمجلس بحضور 83 عضواً تأثير وسائل الإعلام المختلفة «المطبوعة، والمرئية والمسموعة، والإلكترونية» في غرس قيم الولاء والانتماء للوطن في نفوس الأطفال ونشر المفاهيم الداعمة لهويتهم الوطنية، ومظاهر اعتزازهم بالقيم والعادات التراثية الأصيلة. وشارك في حوارات الجلسة الافتتاحية الدكتورة حصة عبدالله لوتاه أستاذ مساعد قسم الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات، والكاتبة الصحفية عائشة سلطان من شركة أبوظبي للإعلام «صحيفة الاتحاد».
وطالبت الدكتورة لوتاه برعاية المواهب الإماراتية الصغيرة وتنمية ملكاتهم الفكرية وتوجهاتهم الإبداعية من خلال عقد ورش العمل التعليمية التي تؤهلهم لإنتاج أفلام كرتونية مخضبة بالقيم الوطنية والمبادئ الأصيلة، إضافة إلى الأفلام الوثائقية، مستشهدة بما أنتجته هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بإمارة الشارقة من أفلام وثائقية حول الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض والمحميات الطبيعية. وقدمت مقترحات عدة لتعزيز ولاء وانتماء الأطفال للوطن، أهمها: تخصيص برامج إذاعية مسموعة للأطفال تمزج بين الطابع التعليمي والترفيهي في آن واحد، وتدعم قيم الولاء والانتماء.
وأكدت عائشة سلطان أن وسائل الأعلام ذات تأثير كبير على الأطفال، لافتة إلى أن ما نراه اليوم من عنف في نشرات الأخبار وغيرها من البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الطفل يفضي إلى تحييد شعوره تجاه هذه الظاهرة، ما يجعله أكثر استعداداً لاكتساب سلوكيات تجنح للعنف وتميل للإجرام. وأشارت إلى أن العولمة والشركات الكبرى العابرة للقارات ساهمت في تنميط أذواق الجمهور، أي خلق ذوق عام واحد ذا نزعة استهلاكية يدعم أهداف الشركات المنتجة.
وتمخض عن الجلسة الأولى من مجلس شورى أطفال الشارقة عدد من التوصيات أبرزها المطالبة بالتغطية الإعلامية الكافية للمناسبات والفعاليات الوطنية التي يشارك فيها أطفال المراكز خارج الدولة، و بثها لتقوية وتعزيز قيم الولاء للوطن في نفوس الأطفال، وتخصيص برامج إذاعية يومية يقدمها الأطفال وتضمينها بالموضوعات التي تنمي هويتهم الوطنية، كما أوصى المجلس بإنتاج أفلام كرتونية تجسد سلوكيات الأطفال المحبين لوطنهم، وأفلام وثائقية تسرد تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسلط الضوء على سير القادة العظماء الذين ساهموا في بنائها ونهضتها.
عدد اليوم
