السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء الثقافة.. تاء التأنيث غير الساكِنَة

نساء الثقافة.. تاء التأنيث غير الساكِنَة
28 أغسطس 2016 01:04
إيمان محمد ، نوف الموسى (أبوظبي، دبي) يعكس التباحث مع نساء الإمارات، في مجالي الثقافة والإعلام، تعددية جميلة في الآراء والأطروحات تقدم هي بحد ذاتها مؤشراً فعلياً لقدرات المرأة في عملية التطور الفكري، والسعي للتغير وتحقيق النمو المستدام، مع التأكيد على أن البناء التنموي للمرأة الإماراتية يحمل مؤشرات إيجابية وعالية على أكثر من صعيد، بيد أن المسؤولية المقبلة، ستبقى مدار التناول البحثي، والتقييم الموضوعي، لضمان استمرار رصانة المنتج المجتمعي. ضلع استراتيجي أوضحت الباحثة والإعلامية الدكتورة حصة لوتاه، أن الحديث عن المرأة في الإمارات، يحمل أكثر من بعد استثماري وثقافي ومعرفي، فالمرأة الإماراتية قبل وبعد قيام الدولة، تمثل ضلعاً استراتيجياً في البناء، ويتجلى ذلك عبر مشاركتها الفعالة والمثمرة على مستوى الإدارة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وقد تم رصد هذا التجلي التاريخي، بشكل مفصل في مختلف الدراسات البحثية، والرجوع إليها كفيل بإتاحة فرص مهمة للتفسير العلمي، حول ما يمكن إعادة دراسته مع المتغيرات الراهنة، ومن بينها «هيكلة» طبيعة العمل، التي تشارك فيه المرأة وتسعى لتطويره ونمائه، مضيفة أن رصد الدور الفعلي للمرأة يقودنا مباشرة، إلى التفكير المتكامل بالبنية المجتمعية ومتطلباتها، واحتياجاتها، معتبرة أن اعتماد منهج الابتكار، التي تستهدفه دولة الإمارات كرؤية، يدخل في صميم العملية التكاملية، لإنشاء جيل يدعم الأمومة بوصفها قيمة مقدَّرة. وترى الدكتورة حصة أن مسألة الثقافة، تعتبر من بين أهم المحركات القادرة على تعميق وعي المرأة في أشكال مشاركاتها، ومن بينها «المبادرات المجتمعية» التي قادتها المرأة، وبشكل ملحوظ، في فترة الستينيات والسبعينيات، مؤكدة أن التساؤل الأهم يكمن في كيفية النظر إلى مستوى روح المبادرة المجتمعية، وتداعياتها طوال السنوات الماضية، ورغم المبادرات الشبابية التي تجدها الدكتورة حصة، جيدة ومحفزة، فإن التركيز على تفعيلها يتطلب اهتماماً ودراسة وتركيزاً يضمن الانخراط الجاد فيها. وبالنسبة للدكتورة لوتاه، لا يمكن الفصل بين الحديث عن التعليم وحضور المرأة، وهي ترى أنه للحفاظ على كيان الدولة وأمنها، فإن استقرار الأسرة جزء من المنظومة المعرفية والتنموية المستدامة التي تؤسس لمفاهيم حديثة، وتحتاج إلى أرضية قوية تستمد روحها من المرأة وأشكال تعزيز الانتماء، وشرحت الدكتورة حصة لوتاه أن المسألة تتطلب دراسة تفصيلية للواقع، وللحصول على محصلة نوعية نحن نحتاج إلى وضع الثقافة المتداولة تحت المجهر، لقياس الأدوار المجتمعية المختلفة ومن بينها الثقافة السائدة في محيط المرأة الإماراتية. حضور نوعي وديناميكي بدورها أكدت الفنانة المسرحية سميرة أحمد، أن حضور المرأة في دولة الإمارات، له سمة نوعية وديناميكية، ومسألة الثقافة في حياتها لا تتوقف عند حدود معينة، وأنها ممارسة يومية تتجاوز التفاعل اليومي والبحث اللحظي. وعن تجربتها، كمشاركة في البناء الثقافي والحس الفني المجتمعي، لفتت سميرة أحمد إلى أن ما تعلمته في مجال المسرح والتلفزيون، جسد عمق اكتشافها لنفسها ولأبعاد التفكير الموضوعي والناضج لحياتها كامرأة، مؤكدة أن سنوات من التجربة الثقافية، أثرت وبشكل متوازٍ مع تجربة العمر والأمومة، وصولاً إلى حصد المكتسبات التنموية. وتتساءل عن أسباب وجود الفعل الثقافي للمرأة في اتجاهات معينة، ومن الذي يحرك دفة توجهاتها المحددة في الحياة هل هو الإعلام أم الإيقاع الزمني السريع، أم وعي المرأة نفسه؟ وأضافت أنه فيما يتعلق بالثقافة نفسها، فإن العملية برمتها تحتاج إلى استعداد من المرأة للمشاركة الفاعلة في تطوير مجتمعها، من خلال استثمار موهبتها وتطلعاتها، موضحة أن مشاركة المرأة ومستوى عطائها، يمثل مقياس تطور المجتمعات. ومن هنا يمكن القول إن تشكيل الفضاءات التي تتيح للمرأة اكتشاف نفسها ومواهبها هو المهمة الأهم للمؤسسات الثقافية، فالاهتمام بالمرأة يضمن إعداد جيل متذوق للحياة المعرفية والثقافية، والاستهانة بهذا المحور الاستراتيجي، يساهم في إضاعة المرأة واستنزافها في الحياة الاستهلاكية. ولفتت الفنانة سميرة أحمد إلى أهمية استثمار الخبرات الثقافية، مؤكدة أن ذلك من شأنه أن ينتج جيلاً واعياً يدرك ما يريده من الثقافة أو الإبداع، وأن ما نحتاجه عملياً هو تأسيس الجسر بين الجيل الجديد وأصحاب الخبرة، ما يعني الوصول إلى عملية ثقافية متكاملة، ستسهل فهم منظور إشراك المرأة في الحياة الفنية، فالفضاءات الاكتشافية، كما أوضحت الفنانة سميرة أحمد، أنه يقع على عاتقها تحقيق نصاب سنوي من الأسماء الجديدة المنتجة في الحياة الثقافية المحلية. منجز متنوع وناضج تذهب الشاعرة والروائية صالحة غابش إلى أن وعي المرأة الإماراتية يزداد بشكل دائم، ضمن مبادرات نوعية وفردية، على مستوى المشاركة المجتمعية في بناء مؤسسات ثقافية، وبإيمان تقوده رؤية الاشتغال على مسألة تعميق التجربة الإبداعية، على وجه الخصوص، موضحة أنه يمكننا ملاحظة ذلك في الفضاء الثقافي المحلي بصورة توازي تطورات الحياة اليومية والتنموية بشكل عام. لافتة إلى أنه لا يمكن إغفال التماهي التفصيلي الذي يجمع المرأة بالمجتمع، معتبرة أن تفعيل دور المرأة توجّهٌ قادم من شمولية وطنية متكاملة، كما أن اللمسات الابتكارية التي قدمتها المرأة، أصبحت تقدم بماهية اجتماعية ومعرفية دقيقة، فالمرأة الإماراتية، مع التتابع الزمني، ومنذ إنتاجها أول قصة قصيرة، تسير وفق البحث المستمر لفتح مسارات متعددة تتيح لها المزيد من المشاركة، ومن ذلك خوضها في مسألة صناعة الكتاب للطفل، فالأخير يعد تحدياً حقيقياً، ويحمل مجازفة استثمارية على المدى البعيد، إلا أنه يُحسب للمرأة الإماراتية إضافته لقائمة منجزها الذاتي والمجتمعي. وعرجت الأديبة غابش على مسألة الوعي السياسي كثقافة متداولة بين النساء، مؤكدة أنها حققت خطوات ناضجة، وأسست لإشراك النساء في صناعة القرار، والتي تمثل تحولاً داخلياً في منظومة المشاركة المجتمعية، يدعمها التنوع الفكري والنهوض بمستويات الإدراك الأمثل لطبيعة المشاركات الدولية والمساعي العالمية للدولة، ولا شك أن الانفتاح على الثقافات المتعددة قدم تجربة احتكاك حيّة، للمرأة في الإمارات، وساهم في توسيع أفق نظرتها نحو علم الاجتماع وأثره في التغيير المجتمعي، منوهةً إلى أن الجيل الحالي يشهد تجارب إماراتية متعددة، ومتنوعة، على المستوى الثقافي والفكري والأدبي، تحديداً، حيث تمثل هذه التجارب نموذجاً يمكن الدفع بمسيرته نحو إيقاعات أكثر تمركزاً وحضوراً في الإنتاج الثقافي والإبداعي. تجربة إبداعية عريقة ترى الشاعرة والباحثة في التراث شيخة الجابري، أن إنجاز المرأة في الجانب الثقافي لا ينفصل عن إنجازاتها في شتى المجالات الأخرى، التي وضعتها على خارطة التميز على المستوى العالمي وليس العربي أو الإقليمي وحده، فابنة الإمارات المثقفة كاتبة أو شاعرة أو قاصة أو روائية أو إعلامية كانت وما زالت بارعة في مجالها، وقادرة على لفت الأنظار إلى تجربتها الإبداعية التي تمتد إلى تاريخ طويل وعريق، لم يكن ليبدأ بالشاعرة ابنة بن ظاهر وحدها وإنما يتكئ كذلك على أسماء أخرى. وبالعودة إلى ما قبل الاتحاد، تجد الجابري أن للمرأة الإماراتية مكانتها التي يعتز بها الجميع، فهي لم تكن معزولة عن مجتمعها، ولم تعانِ من الإقصاء أو الإهمال، بل إن بعض الرجال لفخرهم بشقيقاتهم كانوا يقرنون أسماءهم بأسماء شقيقاتهم كأن يقال: «خو شما» مثلاً، وتقول: «الثقافة السائدة في المجتمع تعاملت مع المرأة بالكثير من الاحترام، وكانت ابنة الإمارات شريكة في بناء مجتمعها الصغير ضمن محيطها الضيق، وحينما أتيحت لها فرص التعليم كانت متعطشة له، ومثابرة، وإلى جانب القيام بواجبات منزلها، لم تتوانَ برغم كل تلك الصعوبات عن ملاحقة المستجدات من حولها، فنهضت ببيتها، وأسرتها، ثم مجتمعها الأشمل الذي يعني الوطن». وتتذكر الجابري الدور العظيم الذي قام به الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، ومعه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، من أجل دفع المرأة نحو التعلم والالتحاق بالمدارس، فقد كانت «أم الإمارات» تشرف بنفسها على هذه المهمة في كل أنحاء الدولة، إلى أن تحقق الحلم بتخريج أول دفعة من طالبات جامعة الإمارات بحضور سموها. وتقول الجابري: «إن ابنة الإمارات تشغل اليوم العديد من المناصب، وتتبوأ المراكز العليا، وتتقدم أكثر نحو التمكين في شتى المجالات، وإن دولة تؤمن بأهمية رجالها ونسائها ولا تفرّق بينهم في الحقوق أو الواجبات هي دولة نتشرف بأننا بناتها، ويقف لها العالم احتراماً وتقديراً، وإن تخصيص يوم للمرأة الإماراتية هو وسام تتوشحه بكل الاعتزاز كل امرأة إماراتية سعت وتسعى نحو الصدارة والتميز». النصف الفاعل أما الدكتورة عائشة بالخير، مستشارة البحوث في الأرشيف الوطني فترى أن المرأة الإماراتية عاشت قديماً في مجتمع أكملت نصفه قولاً وفعلاً، وعبر الزمن وتضاريسه الوعرة منها والسالكة تمكنت المرأة الإماراتية من سرد التاريخ، ونظم الشعر، والترنم بالمهاواة والأهازيج فكانت عضيدة الرجل. وتقول: «داخل أسرتها كانت مبتكرة بما أضافته للثقافة ومعطياتها، فالجدة التي كان يجتمع في بيتها الصغار والكبار تعزز منظومة الأسرة المتلاحمة والممتدة؛ بخراريفها الأسطورية التي تعمق صلة الرحم والعلاقات المتعمقة في جذور الثقافة المحكية، وكانت الأم ترعى أبناءها وتغرس فيهم قيم المودة والحب. وتضيف: «عند قيام الاتحاد دخلت فئة كبيرة من النساء إلى مدارس محو الأمية وصار جيل والدتي يدفع ويحث بناته على مواصلة التعليم، وإن لم يكن لديهن تصور ما هي نهاية الطريق. ولاح في الأفق نجم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» ، فأخذت بيدهن وعززت ثقتهن بأن الغد واعد وعليكن بإكمال المسيرة، فوضعت سموها آلية فعالة مكنت المرأة وجعلت منها شريكاً متميزاً، إذ أسهمت منذ تخرج أول دفعة من جامعة الإمارات في بناء الوطن والعمل مع الرجل بروح الفريق الواحد، ونشكر سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» بانية النهضة النسائية التي استشرفت المستقبل فرصدت له آلية وخريطة طريق، وهذا درسٌ نموذجي لنساء العالم ينبغي أن يستفاد منه ويدرس في المناهج التعليمية». إثبات الذات وترى الشاعرة والسينمائية نجوم الغانم، أنه منذ قيام الاتحاد والمرأة في الإمارات تتمتع بمساحة كبيرة من الحرية لإثبات نفسها وقدراتها في العديد من المجالات، وتقول: «الحرية التي أقصدها منح الدولة لها فرص التعليم والوعي بأهميته، ونتيجة لحاجة الدولة إلى جهود الذكور والإناث عملت حتى في المجالات غير النمطية التي ارتبطت في مجتمعات كثيرة إما بالإناث أو الذكور فقط، ولحسن الحظ أصبح لدينا نساء يعملن في الهندسة والقضاء والطب والجيش والطيران، والمهن التي تتطلب نظام الدوام الليلي أو السفر إلى المناطق النائية أو خارج الدولة. هذه مكاسب لم تكن لتتحقق لولا التعليم وإصرار الحكومة على أن يكون للمرأة دور فاعل في بناء المجتمع». وفي المجالات الثقافية والفنية ترى الغانم غزارة في إنتاج النساء في الحقول المتعلقة بالأدب والكتابة والرسم «هناك حضور مهم للمرأة فيها، أما فيما يتعلق ببعض الأنشطة وخاصة المرتبطة بفنون الأداء الجسدي والصوتي أو كليهما فلا شك أن المجتمع فرض شروطه المحافظة على كل من الأسرة والمرأة على السواء »، والأمر نفسه ينسحب على السينما، تشهد انفتاحاً جيداً على التخصصات التقنية والإبداعية كالإخراج والمونتاج والإنتاج وما بعد الإنتاج والكتابة الدرامية، وحضوراً أقل في فنون الأداء. وتوضح الغانم: «لا يزال هناك الكثير مما يمكن العمل عليه والأهم هو عدم التوقف عن التعلم بحجة أننا أصبحنا من حملة الشهادات. الشهادة لا تكفي لأن تكوّن إنساناً مثقفاً ومتعدد المعارف والمهارات. وهذا ينطبق على جميع أطياف المجتمع. ما زال مطلوباً من الأهالي أن يساندوا بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم ويقللوا من ضغوطهم عليهن. نحن شعوب تحتاج للعمل لأن العمل يجعل الحياة ذات معنى، وعندما تكون منتجاً فإنك تكون بخير من الناحية النفسية والذهنية وحتى البدنية والأخلاقية». وعن المنتظر من المرأة في المستقبل تقول الغانم: «على عاتق المرأة تقع مسؤوليات جادة؛ وهي أن تكون دائماً مثالاً حقيقياً للإنسان المثمر والمهم في المجتمع. علينا أن نعمل لرفع المستوى الثقافي لأنفسنا ومن حولنا بجعل الثقافة أساسية في حياتنا اليومية وفي أنشطتنا وسلوكنا». وتختم الغانم بقولها: «ربما على المرأة المثقفة أن تعتني بمعارفها بشكل جوهري وعميق وأن تُذكّر نفسها بأنها ما زالت تحتاج لتتعلم أكثر، وأنها مهما ارتفعت في مكانتها الثقافية فهي ما زالت لم تحقق بعد إلا القليل». صوت الأدب القوي منذ بداية تشكل المشهد الثقافي بمفهومه الحديث، كان للمرأة دور مهم في صياغته شكلاً وفكراً، فكانت الكتابات في الشعر والقصة والرواية تتدفق بأقلام النساء والرجال على حد سواء، مشكلة بذلك نشيد إنسان المكان، كما تصفه الشاعرة والناقدة الدكتورة أمينة ذيبان، والتي تعتقد أن ما أشعل الشعر والكتابة عند المرأة أتى من تناقض البدايات مع القيم الجديدة والكتب والتعليم أو الهواجس البعيدة والسؤال. وتضيف: «سؤال اجتهاد المرأة الكاتبة/‏‏‏‏ المثقفة يجر إلى رؤية الجهد الفني والإبداعي في قراءة أكثر من تجربة إبداعية، من تجارب الكاتبات اللواتي قدمن ترانيم تتمرد على الشكل والكلمة والتعبير لترى موجز الانتصار النسوي في مرآة الإنسان القديم والحديث في الأدب». وتجد ذيبان أن صوت المرأة الإماراتية في الشعر والقصة القصيرة وحتى الرواية مؤخراً قَوِيَ حتى أقصى درجات العطاء الكتابي والنوعي وتقول: «بين زخم الرحم/‏‏‏‏ البداية وبين تنوع الاتجاهات المتوجة بالحداثة أو ما بعدها، وعند قراءة بعض النماذج الحية لظبية خميس وحمدة خميس أجد أن القصائد تنهض على مركّبين: حديث ومغاير، وهي أيضاً بين بنى التنوع أو التماهي مع الحدث الأهم عند خلود المعلا، والصوت الأهم من المرأة هو الوجع الداخلي للقصيدة أو مسار السرد وبنية الحكي المتجاوز عند سلمى مطر، ثم نقف عند مجد الكتابة لدى شاعرات مثل نجوم الغانم أو ميسون صقر التي تعد الأهم في حوار السرد والأبجدية، وغيرهن من الكتابات الرائدة كما هو في البوح الجديد للروائيات ريم الكمالي أو وداد خليفة، وتمضي الجرعة الأدبية النسوية عند الكاتبة ابتسام المعلا في الرؤية البعيدة للداخل رغم سفرها الطويل. يبقى أن نتذكر أن الكتابة الهاجس واللغة والسؤال، والكتابة بين السطور والمعنى المتطاول تشير إلى كل هؤلاء الكاتبات. إذاً يبقى السؤال الأنيق عن لغة أو صوت المرأة عالياً كشامة على وجه الجرأة والحوار المستمر». وتتوقف ذيبان عند سؤال ماذا نريد من المرأة الكاتبة أو المثقفة؟ لتقول: «ما نريده من الكاتبة الجديدة نقاء التعبير وإلحاح السؤال، نريد المصداقية في الطرح والعرض، نريد لغة جديدة ومنطقاً يتجاوز ألم الصدر إلى لغة الفلاسفة وألم التغيير أو الاستنزاف الأبدي للجرأة في منطق العادات والمسؤوليات أو الوظيفة، نريد أن نكتب التغيير والمرحلة والأثر، نريد أن يبدأ الاصطفاء والانتقاء في أوراق الأمس والذاكرة أو حتى أن نُذكي أطر التحليل الإبداعي لغة ومعنى في الشعر والقصة القصيرة والرواية إلى أدبيات الإنسان. إن الحداثة لغة العالمية، والكاتبة لا ترقى بالتراجع وإنما بالاختلاف». متحف المرأة يوثّق حضورها في الحياة والتاريخ يستحق متحف المرأة في دبي، القائم على مبادرة فردية مجتمعية أسستها الدكتورة رفيعة غباش، دراسة علمية واجتماعية ومعرفية رصدية وجادة، فلا يمكن إغفال البعد العميق الكامن وراء إنشاء متحف المرأة، الذي يمثل أحد أهم المرجعيات التاريخية في ما يخص المرأة في الإمارات، فالمتحف لم يأت بهدف عرض القطع الفنية، ولم يكن هو المحفز الرئيس تجاه تجميع مقتنيات المرأة الإماراتية فقط، بل ترسيخاً لمجهود واضح لدراسة المرأة وتكوين بانوراما تعرض تسلسل المتغيرات التي مرت بها على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي والتاريخي. ويتضح من أشكال المنتج البحثي في المتحف، أن المهمة التي تقوم بها الدكتورة رفيعة غباش، مختلفة قليلاً عن الطرح الاعتيادي أو المألوف، فالزائر يستطيع قراءة أوراق تاريخية تخص التوثيق الاقتصادي لنساء الإمارات، وفيها يتلمس قوة حضورهن على المستوى الاجتماعي. هنا يتجلى (الإيقاع الفعلي) لنساء الإمارات، والحاجة إلى الرجوع إلى ماضيهنّ واكتشاف جرأة المشاركة المجتمعية، وهي مهمة مكتنزة للجيل الحالي في دعم مسيرة المتحف وسعيه لتعزيز مكانة المرأة، في الإمارات وفي الوعي الإنساني العام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©