الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمد الرحومي: آلاف الأسماك تعيش مع القرش في اكواريوم اطلانطس.. وبعض الأنواع تنفق بسبب توحيد اللمس والظلام!

حمد الرحومي: آلاف الأسماك تعيش مع القرش في اكواريوم اطلانطس.. وبعض الأنواع تنفق بسبب توحيد اللمس والظلام!
17 ديسمبر 2009 23:34
يعد اكواريوم أطلانطس الواقع في جزيرة النخلة ثمرة جهود مضنية وخبرة علمية، وقد تم تكليف حمد أحمد الرحومي رئيس مجلس إدارة جمعية دبي التعاونية للصيادين، بمهمة جمع الأسماك والكائنات المحلية ونقلها حية إلى الأحواض، وقد حظي الرحومي بتلك الثقة لأنه في الأصل وقبل عمله في الجمعية كان ضابط طيار وله خبرة في الإنقاذ البحري، وصاحب معرض الأسماك في «قرية الغوص» الذي يضم أكثر من 20 صنفا من الأسماك. يعشق ابن الإمارات البحر بكل عوالمه المحيطة به، خاصة إن كان ينتمي إلى البيئة البحرية، أو تابع عبر مصادر التاريخ رحلة أجداده في عالم البحر الذي شكّل أهم مصادر الرزق لديهم. من هذا العشق انطلق حمد الرحومي فعمل في مجالات البحر، ومؤخرا كافح كثيرا ليوفر البيئة المناسبة للأسماك خلال عملية نقلها إلى الاكواريوم الذي صنّف ثالث أضخم اكواريوم أسماك في العالم. مفاجأة سارة استمر العمل في تحضير الاكواريوم مدة ثلاث سنوات وتتطلب جهودا ومراحل عدة، يشير إلى ذلك الرحومي ويقول: «علمت خلال عملي في الاكواريوم أن الجهات الأجنبية التي تعاونت من أجل إنجاز المشروع، كان لديها اعتقاد أن الدولة ليس لديها خبرات لا محلية ولا عربية من أجل توفير بيئة صالحة وصحية لكل تلك الأسماك! والذي حدث أنهم اكتسبوا خبرة من الاحتكاك بالخبرات المحلية في طرق التعامل مع رعاية الأسماك الحية حتى وصلت سالمة للأحواض، مما شكّل مفاجأة سارة لهم». يعلم الرحومي وجميع الأفراد من أبناء الدولة الذين عملوا معه أن معظم تلك الأسماك ربما تكون ذات حساسية عالية، وتطلب رعاية خاصة ودقة وخبرة في التعامل معها، خاصة أن تلك الكائنات مقبلة على مرحلة تكمن في إيداعها في بيئة جديدة، تم تجهيزها خصيصا كي تكون ناجحة، وخاصة تلك الأسماك المفترسة مثل سمك القرش. خبرات محلية يعزو الرحومي نجاح مهمته إلى تألق الخبرات المحلية وجهود الفريق الذي عمل معه، وكذلك بسبب خبرته السابقة التي تمثلت في باكورة مشروعات «مؤسسة الإمارات للأحياء المائية» أحد مشاريع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشاريع الشباب. يقول عن ذلك المشروع: «كانت ثمرة تلك المؤسسة إنجاز معرض الأسماك الذي أقيم في قرية الغوص- الشندغة، وقد ضم أسماك حية بأنواع مختلفة منها ما هو للزينة ومنها ما يؤكل، وقد تم تصميم أحواض المعرض بحيث تكون بيئة صحية لكل الأسماك، ولا يخفى على أحد أن أسماك الخليج من ألذ وأطيب الأنواع، وقد قمت بجمعها من سواحل الدولة كما قام بعض الصيادين بجلب بعض الأصناف من مناطق مختلفة منها». يعود الرحومي إلى الحديث عن اكواريوم اطلنتس، ويشير إلى عملية «ترويض» للقرش، يقول: «بداية تم وضع أسماك القرش في أحواض وأمكنة مختلفة نوعا ما، للتعايش والتأقلم ما بين الأسماك المفترسة وبقية الأسماك، بحيث عندما يتم إدخالها إلى آلاف أنواع الأسماك الأخرى ستكون في حالة من الهدوء والانضابط، ولا تقوم بافتراسهم». جولات ميدانية قبل البدء بذلك المشروع الضخم كانت هناك اجتماعات عديدة تعقد ما بين الرحومي والخبراء الذين أتوا من خارج الدولة لتنفيذ المشروع، يقول في ذلك: «اصطحبت الخبراء في جولات ميدانية لأطلعهم على المعدات والزوارق التي قمنا بتطويرها من أجل المهمة، ومنها السائق أو القائد الآلي للزورق، وشعرت أنهم قد تعرفوا على الرحومي الصياد، لكن بقيت لديهم بعض الشكوك حول حمد المحترف الذي سيوقّعون معه عقود إحضار السمك الحي من البحر». يبتسم الرحومي ويضيف: «عرفت من ضمن خطتهم وضع بند جلب أسماك من بلدانهم في حال لم أستطع أنا توفير الأعداد المطلوبة! فأخبرت الخبراء أن من أهم ما سوف يميز الحوض أن كل الأسماك والكائنات سوف تكون محلية، ولن يتم إحضار أية أنواع من الخارج، وقد كان من ضمن المسؤوليات صيد السمك وحفظه ثم نقله للحوض». يسترسل قائلا: «تحاورت مع الخبراء واستفدت من خبراتهم، كما تبادلنا المعلومات خاصة مع امتلاكي حوضا به 20 صنفا من الأسماك، وكان من المهم أن أتعلم كيف أحفظ تلك الكمية الهائلة من الأسماك في حوض عملاق. لذا كنت أوجه الكثير من الأسئلة لهم، وبعد حوالى شهرين من العمل كانت الدهشة تملأ محيا الخبراء الأجانب، خاصة فيما يتعلق بعدم نفوق الأسماك، وأن كل رحلاتي لصيد الأسماك لم أستعن خلالها بأحد من أولئك الخبراء». رعاية الحوض لم يعلن الرحومي عن عدد الأسماك الموجودة في الحوض «اكواريوم اطلانطس» لأنها تعد من الأسرار! لكن أشار إلى أن هناك عشرات الآلاف من الأسماك، يقول: «تتضمن الأنواع أسماكا حساسة جدا إلى حد أنه لو مستها اصبع إنسان قد تنفق. لذلك تم إجراء الكثير من البحوث للتعرف على سبب حساسيتها، إلى جانب أن الحوض احتوى على نوع من السمك إن وضع في مكان مظلم فإنه ينفق». يضيف: «أجد الجزء الأصعب في مهمتي هو نقل الأسماك، ولا أزال أشرف على رعاية الحوض، فأنا أقوم بزيارات كل 10 أيام للوقوف على أحوال الكائنات الحية والأسماك، كما قمت بجلب أنواع نادرة من تلك التي لا تظهر إلا في مواسم معينة، حيث يشكل الاكواريوم فرصة لكل من يعيش على أرض الإمارات كي يتعرف إلى البيئة البحرية من خلاله». ويشير الرحومي إلى أن اكواريوم اطلنتس أصبح قبلة للطلاب والخبراء في مجال البيئة البحرية لما يحتويه من أسماك وكائنات بحرية متنوعة. وأن الاكواريوم الأوروبي ويليه اكواريوم سنغافورة فاكواريوم الإمارات الأكبر من حيث الحجم وعدد الأسماك والكائنات البحرية في العالم. إضاءات - يقوم الرحومي بتوفير أسماك رائعة للفرجة خلال المعارض البيئية، كما استطاع توفير أسماك شعبية، وربما بلغ وزن بعض الأسماك 20 كيلوجراما لأسماك مثل الهامور. كما وفر (السجل والزريدي والصافي والشعري). - يعمل حاليا على إنجاز مشروع سياحي وعلمي، كي يكون قبلة لطلاب المدارس للإفادة منه في حصص العلوم والمشاريع الخاصة بتلك المادة، فضلا عن تلبية احتياجات الأكاديميين والمهتمين. - يجهز لاطلاق مشروعه الخاص الذي يشكل فرصة لأصحاب المطاعم والفنادق، حيث يمكنهم وضع أحواض تضم أسماكا طازجة توفر لرواد تلك المطاعم الأنواع المختلفة التي يمكن اختيارها قبل الوجبة مباشرة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©