الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«خطـة جدة».. بـادرة أمل جديدة

«خطـة جدة».. بـادرة أمل جديدة
27 أغسطس 2016 00:40
حسن أنور (أبوظبي) توجهت أنظار اليمنيين والعالم كله إلى مدينة جدة بالسعودية الأسبوع الماضي، حيث عقد لقاء خماسي لوزراء خارجية التعاون الخليجي ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط توبياس الوود، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد. وسبب هذا الاهتمام هو الرغبة في أن تكون هناك أي بادرة أمل جديدة تشير إلى إمكانية وضع نهاية لهذه الأزمة التي تسبب فيها الانقلاب الذي قام به الحوثيون وحليفهم المخلوع صالح. وقد تم الكشف بعد اللقاء عن الاتفاق، على أن المبعوث الدولي إلى اليمن سيبدأ مشاورات مع الأطراف اليمنية، بعد التوافق على نهج جديد للمسار السياسي والأمني لاستئناف المحادثات الرامية لحل الأزمة اليمنية. ووفق الاتفاق سيعمل المساران السياسي والأمني بالتزامن من أجل توفير تسوية شاملة.. الاتفاق النهائي.. سيشمل في المرحلة الأولى تشكيلاً سريعاً لحكومة وحدة وطنية، كما يشمل «سحب الميليشيات الانقلابية من صنعاء ومناطق أخرى ونقل جميع الأسلحة الثقيلة، ومنها الصواريخ البالستية من الحوثيين والقوات المتحالفة معها إلى أطراف ثالثة». وستتحول الأنظار الآن صوب الانقلابيين لمتابعة مدى التزامهم بمثل هذا الاتفاق وهل توجد لديهم نوايا حقيقية لإنهاء القتال، أم أنهم سيواصلون المراوغة وكسب الوقت، ولعل التطورات الأخيرة التي شهدتها ساحات القتال من تقدم كبير لقوات الشرعية على مختلف الجبهات قد يكون هو الدافع الذي سيجبر الانقلابيين على الانصياع لرغبة اليمنيين، وأيضاً الدولية لإنهاء القتال في اليمن. كما أنه من الواضح أن الميليشيات الانقلابية في حال انهيار كامل، وهو ما يظهر من التقدم الذي تحققه قوات الشرعية على مختلف جبهات القتال، والتي شهدت استسلام عشرات الانقلابيين بصورة يومية. ومع استمرار العملية عسكرية، بدعم من التحالف العربي، وسقوط عدد كبير من القيادات الانقلابية قتلى في عمليات الجيش الوطني، خاصة في جبال نهم بصنعاء ومحافظة الجوف وأيضاً في تعز، فقد دب اليأس في صفوف الانقلابيين. وتؤكد قوات الشرعية أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى استكمال تحرير كل المديريات والمحافظات، والوصول إلى العاصمة صنعاء، رغم أن ميليشيات الانقلابيين أحالت معظم القرى والمساكن إلى مواقع للألغام، وبعضها تم زرعها على شكل أحجار وعلب مشروبات غازية، وألعاب أطفال، كما أنهم لم يحترموا جثث قتلاهم التي يقومون بزرع الألغام فيها. وفي هذا الإطار، سيطرت المقاومة والجيش الوطني في جبهة نهم على عدد من المواقع والجبال الاستراتيجية، حيث سيطرت قوات الجيش والمقاومة بدعم من طيران التحالف على جبال بياض والقتب والمداوير الاستراتيجية المطلة على منطقة محلي، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات. وأصبحت قرية ووادي محلي والخط الرئيس الرابط بين صنعاء ومأرب الذي يمر من الوادي تحت السيطرة النارية، وبهذا تمكن الجيش والمقاومة من قطع طريق الإمداد الرئيسة للميليشيات المتمركزة في منطقة بني بارق، كما تمت السيطرة على كولة الكحل ومنطقة الصناني، وباتت على أعتاب وادي غليمة الذي يُعد جزءاً من وادي محلي. كما تواصل مقاتلات التحالف غاراتها على مواقع الانقلابيين في صنعاء، حيث جرى قصف كلية الطيران والدفاع الجوي والتموين العسكري ومعسكر لواء الصواريخ في فج عطان، كما تعرضت مواقع عدة للميليشيات في محافظة صعدة للقصف. وفي تعز، قتل وجرح العشرات من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح خلال الاشتباكات في معظم جبهات المدينة، وتمكنت المقاومة والجيش الوطني من تحرير منطقتي الطير وشعب الصومي في منطقة حذران غرب المدينة، وفي منطقة الأحكوم في مديرية حيفان جنوب تعز تمت السيطرة على التبة الحمراء، حيث أصبح طريق هيجة العبد الرابط بين مدينتي تعز وعدن في مأمن، فيما الاشتباكات العنيفة مستمرة في جبل الأكبوش. جرائم الحوثيين بحق الأطفال مازالت جماعة الحوثي تصر على استغلال الأطفال والقصر بأبشع الطرق في حربها ضد الشرعية اليمنية، وترمي بعرض الحائط كافة المطالبات الدولية لها بالعدول عن أهدافها الوصولية في السيطرة على البلاد بالقوة، والكف عن انتهاكات حقوق الإنسان وارتكاب الجرائم في حق المدنيين والأطفال، لترتكب جريمة مزدوجة أخرى في حق القصر من أبناء اليمن، حيث كشفت تقارير إخبارية أن جماعة الحوثي ترغم الأطفال الذين قامت بتجنيدهم على تناول حبوب هلوسة، ثم الدفع بهم للقتال في الصفوف الأمامية. هذه الانتهاكات التي يمارسها قادة الحوثيين في حق أبناء اليمن، أثارت انتقادات وإدانات دولية واسعة، ودعت العديد من المنظمات الحقوقية إلى تقديم المسؤولين عن الانتهاكات بحق الأطفال اليمنيين إلى محاكمات دولية عاجلة، وخاصة أن معدلات تجنيد الأطفال في اليمن ارتفعت بنسبة خمسة أضعاف منذ انقلاب الحوثيين على الشرعية وإدخال البلاد في دوامة العنف، ويعتبر الزج بالأطفال اليمنيين في المعارك، واستغلالهم كدروع بشرية من قبل جماعة الحوثي، انتهاكاً للأعراف والمواثيق الدولية، واغتيالاً لبراءة الأطفال، وتعدياً على حرمات الأمهات والبيوت. ووفق التقارير الدولية، بات الحوثيون يعتمدون على القاصرين الذين يشكلون نحو ثلث عدد مقاتليهم في معاركهم، أي ما يزيد على ثمانية آلاف طفل لم تتجاوز أعمار أغلبهم الـ 13 عاماً، لتعويض النقص في صفوف مقاتليها، بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في المعارك الدائرة ضد القوات الشرعية، وبالتالي، فإن أعداد الضحايا الأطفال تتزايد بشكل لافت للانتباه، وهو ما يكذب رواية الحوثيين بأنهم يستخدمون الأطفال لإدارة نقاط التفتيش، وليس خوض القتال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©