الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

التمكين من المستقبل

1 يناير 2014 23:03
مصادفة جميلة تلك التي تمثلت في انعقاد النسخة الثامنة لمؤتمر دبي الرياضي الدولي مع وجودي في عاصمة السحر والجمال التي أهرب إليها كلما قوي علي ضغط العمل، وشعرت بحاجة ماسة إلى لحظات استرخاء لتفريغ حمولات التعب، فلم يكن مقبولا على الإطلاق أن أفوت الفرصة، فرصة أن أتغلغل في الحدث الاستثنائي بكل حمولاته الفكرية ومضامينه الرياضية الغنية وأيضا كم الاستفادة الكبير الذي يمكن أن يخرج بها كل من يحرص على متابعة الجلسات، وذلك بالاطلاع على تجارب رائدة حققت لأصحابها، سواء كانوا مؤسسات أو أندية أو نجوما فلكيين نجاحا منقطع النظير. ولأن المشروع الخلاق الذي ينفتح بكامل الأريحية على تجارب الآخرين لتطوير المنظومة الاحترافية لكرة القدم الإماراتية قد بلغ سنته الثامنة، فقد وجدت مع ما يظهره مجلس دبي الرياضي من كفاءة عالية في إدارة المؤتمر وفي تنزيل الرؤية الاستباقية ومن حنكة في صياغة الحبكة القصصية لهذه الرحلة الرائعة إلى عوالم الآخرين بشكل يضمن لها تسلسلا منطقيا، وجدت أن هناك جرأة علمية في انتقاء المحاور والضيوف وأيضا في عرض التجربة الاحترافية بالإمارات على الافتحاص، فما كان غريباً لوجود قامات رياضية وفنية عالمية أن تصدر عن المؤتمر الدولي الرياضي الثامن لدبي توصيات على درجة كبيرة من الأهمية منها ما يطور المشروع الاحترافي الإماراتي والعربي على حد سواء ومنها ما يحدث ثورة في المنظومة الكروية العالمية. وإذ تقتضي المواثيق الأخلاقية أن أخص بالتهنئة والعرفان الكبيرين مجلس دبي الرياضي على جوهر وروح المبادرة، وعلى الصبر على كل المثبطات لمواصلة هذه الرحلة الجميلة التي تجعل من مؤتمر دبي الرياضي ملحمة فكرية ورياضية رائدة في العالم وواجهة لإبداع الأفكار والمبادرات، فإن الأمانة تفرض أيضا أن أقتسم مع الزملاء الإعلاميين الشعور بالغبن الذي يصل حد الإحباط، وقد قل لدرجة مستفزة حضور لاعبي وإداريي الأندية الإماراتية أثناء الجلسات الست، فمن لا تجتذبه محاورة مدربين خارقين مثل جواديولا وكابيللو وكونتي، ومن لا يشع ضوء الحلم في عينيه وهو يستمع لأساطير كرة القدم مثل رونالدو، ريبيري وتشافي هيرنانديز، ومن يكره أن تتبدد عن سماء فكره غمامات الجهل وهو يطلع بالمباشر على تجارب كروية ناجحة غيرت ملامح الخريطة الكروية. بالقطع لن تخور قوى مجلس دبي الرياضي أمام هذا العزوف الذي هو من طبيعة التركيبة الهاوية لمجتمعاتنا الرياضية ولن يتراجع سعيهم الحثيث لمزيد من الانفتاح العاقل على عالم كروي، ما تطور بالوتيرة التي نعرف إلا لأنه كرس الحوار والتعلم مبدأ للتمكين من المستقبل. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©