أحمد مصطفى العملة (فنوم بنه)
في التوقيت الصحيح، وصلت أول رحلة لـ«طيران الإمارات» ضمن الخط الجديد الذي تقرره تسييره يومياً بين دبي وفنوم بنه، عاصمة كمبوديا، وذلك بالتزامن مع نمو اقتصادي ملحوظ تشهده البلاد في قطاعات عدة بحسب التقديرات الرسمية.
فعندما حطت الرحلة اليومية الأولى للناقلة الوطنية الأسبوع الماضي في مطار العاصمة، الذي يشهد عدة توسعات كبيرة، كانت وزارة التجارة الكمبودية تعلن تحقيق زيادة في الصادرات بنسبة 12? خلال الربع الأول من العام الجاري (2.55 مليار دولار) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك نتيجة تحسن الأداء الاقتصادي في الأسواق الرئيسية للصادرات الكمبودية وهي الولايات المتحدة وأوروبا.
أيضا، كان وزير السياحة دكتور ثونج خون يعلن بثقة أن الزيادة المطردة في أعداد السياح القادمين، ستجعل كمبوديا تستقبل 11 مليون سائح بحلول 2025 بزيادة كبيرة عن العام الحالي المتوقع أن يشهد وصول 5.5 مليون سائح.
هذا الانتعاش تحديداً، هو ما تحاول طيران الإمارات بالفعل الاستفادة منه والمساهمة في دعمه، بتسيير الخط الجديد عبر نقطة توقف قصيرة في يانغون عاصمة ميانمار، حسبما يقول بدر عباس نائب رئيس أول طيران الإمارات للعمليات التجارية لمنطقة الشرق الأقصى.
فالرحلة التي تنطلق من مطار دبي الساعة 9:15 صباح كل يوم، سوف «تزيد تدفق حركة المسافرين بين أوروبا وكمبوديا، كما ستزيد صادرات كمبوديا للعالم» على حد قوله.
ويضيف عباس أنه «عندما تقوم طيران الإمارات بتسيير رحلات إلى وجهة جديدة فذلك يعني بناء سوق جديدة واعدة».
وقال بوضوح في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم بالعاصمة الكمبودية أواخر الأسبوع الماضي: «نتطلع إلى تلبية متطلبات المسافرين على هذا الخط، وتعزيز حركة السياحة والتجارة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكمبوديا وشركائها التجاريين».
وتتمتع كمبوديا بمزايا اقتصادية عديدة، ولديها كثير من الإمكانيات خاصة في القطاع الزراعي. ويعد الأرز بالتحديد من أكثر المحاصيل أهمية في البلاد، حيث يتم زراعته على نطاق واسع في ظل توفر المياه والمساحات الشاسعة من الأراضي، بما يجعلها من أكبر المنتجين (نحو 600 ألف طن سنويا)، لكنها تقوم بتصديره للدول المجاورة التي تقوم بدورها بإعادة تصديره للعالم.
ويقول سيف عبد الله محمد خلفان الشامسي، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى تايلاند وكمبوديا، إن الدولة يهمها بالدرجة الأولى الاستفادة من تلك الإمكانيات من خلال إقامة مزارع للأرز في كمبوديا واستيراده مباشرة من هناك.
وأشاد الشامسي بخطوة طيران الإمارات بتسيير الرحلة اليومية إلى فنوم بنه، باعتبارها تدشن «جسراً حقيقياً للعلاقات التجارية المشتركة». وقال «هذا الجسر سيدعم العلاقات التجارية بين البلدين ويعزز الفرص التجارية».
وأكد أن الاقتصاد الكمبودي يتمتع بفرص هائلة أيضا في قطاع الطاقة.
ونوه إلى أن الإمارات تتطلع لأن تكون شريكا مهما لكمبوديا، مبيناً أن الحكومة الكمبودية لديها أيضا توجها مماثلا. وكشف الشامسي أنه يتم الآن الإعداد لعقد لقاءات بين رجال الأعمال في البلدين لبحث تعزيز التبادل التجاري. وأشار إلى أن ثمة زيارات سيتم ترتيبها تباعا حتى العام المقبل.
وأوضح أن التركيز الأساسي الآن على الفرص المتاحة في قطاع الطاقة والأمن الغذائي.
وقال إنه يمكن لرجال الإعمال والشركات الوطنية في الإمارات الاستفادة بقوة من الفرص المتاحة في المجالين.
وأضاف «شركاتنا ذات الخبرة العريضة تستطيع أيضاً الاستفادة من دراسات كمبودية للاستثمار في قطاع النفط الصخري».
ولاقت خطوة طيران الإمارات صدى طيباً للغاية في أوساط الأعمال بكمبوديا، خاصة في قطاع السياحة.
ووجه دكتور ثونج خون وزير السياحة الكمبودي، الشكر للجانب الإماراتي للثقة الكبيرة في الإمكانيات المتاحة لدى كمبوديا وللحرص على تعزيز التعاون المشترك بتدشين الخط الجديد بين دبي وفنون بنه.
وقال الوزير في كلمة خلال حفل أقيم بمناسبة تدشين الخط الجديد في فنون بنه، إن عدد السياح بلغ العام الماضي خمسة ملايين شخص بزيادة 5 % مقارنة بالعام السابق. واستقبلت كمبوديا خلال أول أربعة أشهر من العام الحالي 1.9 مليون سائح بزيادة 12 % مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مشيراً إلى أنه كان بينهم 9 آلاف سائح من الشرق الأوسط.
وأشار دكتور ثونج خون، إلى أن كمبوديا تتوقع أن يصل عدد السياح خلال العام بأكمله إلى 5،5 مليون شخص وأن يبلغ العدد بحلول 2020 نحو 7 ملايين سائح ونحو 11 مليوناً بحلول 2025.
وأضاف الوزير، أنه واثق من أن الرحلة الجديدة لطيران الإمارات لن تزيد فقط عدد السياح القادمين لكمبوديا من الدول العربية وأوروبا وأفريقيا وأميركا وميانمار، لكنها أيضاً سوف تجذب المستثمرين من دبي إلى كمبوديا.
وتابع «كما أنها ستدعم أيضاً السياحة والتجارة من كمبوديا إلى دبي التي تعد مركزاً تجارياً حيوياً للشرق الأوسط والعالم العربي وأوروبا وأفريقيا والأميركتين.»
من جانبه، قال هور فاندي الرئيس المشارك لمجموعة ووركينج السياحية، أن الخط لجديد لطيران الإمارات سوف يشجع على زيادة سفر الأوروبيين لكمبوديا، مشيراً إلى أن الرحلة الجديدة تخدم أيضاً الكثير من الكمبوديين الذين صاروا يسافرون لأوروبا.
وتقول وزارة السياحة الكمبودية إن 1,4 مليون كمبودي سافروا للخارج في 2015.
ونوهت كايينج مونيكا نائب السكرتير العام لاتحاد صناعات الملابس، إلى أن الخط الجديد سوف يساعد أيضاً في زيادة صادرات كمبوديا للخارج.
وأوضحت أن خطوة طيران الإمارات ستقلص كلفة تصدير المنتجات الكمبودية مما يدعم وضعها التنافسي في السوق العالمية. ويذكر أن كمبوديا تعتمد حتى الآن على سفن الشحن لنقل صادراتها للخارج.
عدد اليوم
