سعيد هلال (أم القيوين) - أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، أن مهرجان تراث الإمارات أصبح حقيقة ثابتة في الحياة الثقافية وعنوانا لثقافة أصيلة في بلد أصيل، بفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”.
جاء ذلك خلال افتتاح صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، بحضور سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين مساء أول من أمس، فعاليات مهرجان تراث الإمارات الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في المركز الثقافي بأم القيوين التابع لها.
وأشاد سموه باهتمام الوزارة بتنظيم مثل هذه المهرجانات التراثية، التي تسهم بشكل فاعل في إحياء التراث الإماراتي، منوها بالمستوى المتميز الذي ظهر به المهرجان وبالفعاليات التراثية التي يتضمنها والتي تعزز حب التراث وتعمل على إحيائه في نفوس أبناء وبنات الإمارات، لافتا سموه إلى أن التجمع الكبير للمشاركين والحضور في المهرجان يعد مؤشرا على نجاحه وأن التراث الإماراتي في حياة شعب هذه الدولة المعطاءة يعد جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم العربية والإسلامية الأصيلة.
كما أشاد سموه بالمهرجان الذي يشكل حدثا مهما لإحياء تراث الآباء والأجداد والاهتمام به، والذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في المحافظة على تراثنا الأصيل، حيث سار على النهج ذاته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
حضر فعاليات الافتتاح الشيخ خالد بن راشد المعلا رئيس الديوان الأميري في أم القيوين، والشيخ أحمد بن سعود بن راشد المعلا، والشيخ عبدالله بن سعود بن راشد المعلا، ومعالي حميد محمد عبيد القطامي وزير التربية والتعليم وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين، ولفيف من قيادات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وحشد من الجمهور.
وكان في استقبال صاحب السمو حاكم أم القيوين وسمو ولي عهد أم القيوين لدى وصولهما أرض الاحتفالات في المركز الثقافي، معالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من كبار المسؤولين.
وكرم سموه ثلاثة من رواد الإمارات العاملين في مجال التراث، وهم نادر القبيسي من جمعية أبوظبي للفنون الشعبية، وناصر الكاس آل علي رئيس جمعية ابن ماجد للفنون والتراث، وحميد بن بشر رئيس جمعية الفنون الشعبية في أم القيوين، كما تسلم سموه هدية وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من معالي عبدالرحمن محمد العويس.
وأكد معالي العويس، أن اليوم العالمي للتراث يمثل مناسبة لاحتفاء الحضارات الإنسانية بمنجزاتها الحضارية بكافة أشكالها التعبيرية، التي تقف شاهدة على تكامل المجتمعات والوفاء بمتطلباتها.
وقال إن الإمارات تقدم نموذجا لفن مفرداتها التاريخية والثقافية والتراثية، بما تحتضنه من تراث وثقافة وشواهد معمارية، مشيرا إلى أن اليوم العالمي للتراث يمثل محطة للاحتفاء ورفع الوعي والإدراك لدى الجميع بأهمية المحافظة على القيم الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تقدم من خلال التراث الوطني.
وأوضح أن الوزارة تحرص على الاحتفال بهذا اليوم في كل عام، لكن احتفال هذا العام جاء بشكل مختلف من خلال تنظيم مهرجان تراث الإمارات ليصبح علامة بارزة في هذا الإطار، من أجل المحافظة على التراث الإماراتي الأصيل وتفعيله في مختلف المناسبات لما له من أهمية باعتباره الإرث الذي تركة الأجداد للأحفاد وترسيخه في ذاكرة الأجيال.
وأكد أن التراث يعد الإرث النفيس الذي تبنى به الحضارات، والطريق الأمثل للمستقبل، لما له من تأثير وإلهام يثري قرائح الأجيال، لافتا إلى الكثير من المشاريع الحديثة في إمارات الدولة، التي تتخذ من التراث ملهما ليبقى حاضرا بقوة، ومؤثرا في التقدم الحضاري ومرسخا للهوية الوطنية.
وقال إن الموروث الشعبي في دولة الإمارات يعد جزءا أساسيا من ثقافة المجتمع، وأن عناصر هذا الموروث كانت عاملا مهما في صياغة مجتمع الأمس ومصدرا لقوته وتعاضد وتماسك أفراده وبالتالي فإنه يستوجب إحياء عناصر الثقافة الشعبية أو الموروث لتعريف جيل اليوم بثقافة الأجداد وتعزيز روح الولاء والانتماء لديهم، وتحصين المجتمع من العادات الغربية والدخيلة القادمة من الخارج.
وأضاف العويس أن اختيار النخلة لتكون شعارا رئيسيا لمهرجان هذا العام جاء نظرا لما لهذه الشجرة المباركة من مكانة في حياة أهل الإمارات، حيث تم التركيز عليها وعلى منتجاتها، وإبراز جميع عناصر التراث ومنها فقرات الفنون والألعاب الشعبية والحرف والصناعات التقليدية، إلى جانب معرض للصقور وورشة للفنون التشكيلية الخاصة بالتراث ومسابقات تراثية، ومعرض للتمور ومنتجات النخلة، وآخر للإصدارات التراثية في الدولة وإصدارات مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية.
من جانبة دعا بلال البدور الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في كلمة الوزارة جميع المؤسسات التعليمية إلى الاعتناء بالتراث في جميع عناصره والعمل على تضمينه في المناهج التعليمية والمناشط المدرسية لتثقيف الجيل الجديد وربطه بماضيه وتراثه، مع التركيز على دور الإعلام وأهمية اعتنائه بالتراث وتوظيفه في برامج الأجهزة الإعلامية المختلفة.
وقام صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، يرافقه سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين، والشيخ خالد بن راشد المعلا رئيس الديوان الأميري، والشيخ أحمد بن سعود بن راشد المعلا، والشيخ عبدالله بن سعود بن راشد المعلا، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس، ومعالي حميد القطامي، والشيوخ والمسؤولين، بجولة تفقدية داخل أروقة وفعاليات المهرجان، حيث شاهد سموه القرية التراثية التي تحتوي على جميع معالم التراث الإماراتي من أشكال البيوت ومحتوياتها، والحرف والمشغولات اليدوية بالإضافة للحرف البحرية وأدوات الصيد وبيوت أهل البيئة الجبلية، ومنها بيوت الشحوح.
وأبدى سموه إعجابه بما شاهده من فعاليات مختلفة في القرية وما تضمنته من أسواق شعبية وحرفية وغيرها، مثنيا سموه على جهود القائمين على مهرجان تراث الإمارات وسعيهم للتعريف بتراث وماضي الدولة بصورة توضح عراقته وأصالته.
يشار إلى أن المهرجان يستمر على مدى 4 أيام، بمشاركة 22 جمعية متخصصة في التراث والفنون الشعبية، تعبر كل منها عن البيئات المختلفة في الدولة، إضافة إلى مشاركة عدة مؤسسات أخرى أبرزها جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، وجامعة الإمارات العربية المتحدة وغيرها.
عدد اليوم
