الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن راشد: اللغة العربية أداة رئيسية لتعزيز هويتنا الوطنية

محمد بن راشد: اللغة العربية أداة رئيسية لتعزيز هويتنا الوطنية
24 ابريل 2012
دبي (وام) - أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن “رؤية الإمارات 2021” تهدف إلى جعل الدولة مركزاً للامتياز في اللغة العربية، مشدداً سموه على أن اللغة العربية هي أداة رئيسية لتعزيز هويتنا الوطنية لدى أجيالنا المقبلة لأنها المعبرة عن قيمنا وثقافتنا وتميزنا التاريخي. وقال سموه، “إن لغتنا العربية هي لغة حية غنية نابضة بالحياة بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من ألفي عام، وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل، والمساهمة في الحفاظ على اللغة العربية هي قيمة إسلامية وفريضة وطنية، وترسيخ لهويتنا وجذورنا التاريخية”. جاء ذلك، بمناسبة إطلاق سموه حزمة من المبادرات النوعية الهادفة إلى الحفاظ على اللغة العربية، وتعزيز مكانتها في المجتمع، شملت ميثاقاً للغة العربية لتعزيز استخدامها في الحياة العامة، ومجلساً استشارياً برئاسة وزير الثقافة لتطبيق مبادئ الميثاق، ورعاية الجهود الهادفة كافة لتعزيز وضع اللغة العربية، بجانب مبادرات تتعلق بإحياء اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة، وإبراز المبدعين من الطلبة فيها، شملت إطلاق كلية للترجمة، ومعهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى مبادرة إلكترونية لتعزيز المحتوى العربي على شبكة “الإنترنت”. وتم الإعلان عن المبادرات خلال تدشين الجلسة الأولى لمجلس محمد بن راشد للسياسات الذي أمر سموه بإطلاقه، ليكون قناة جديدة للتواصل مع فئات المجتمع كافة، ومنصة جديدة لطرح الأفكار الوطنية المبدعة. وأكد سموه، أن تعزيز مكانة اللغة العربية يمثل مصلحة وطنية رئيسية، لأن الهوية الإماراتية مرتبطة بشكل كبير باللغة العربية، “فاللغة هي أداة الفكر، وهي وعاء الثقافة، وهي المعبرة عن قيمنا وأصالتنا وجذورنا العربية والإسلامية، ولابد لأبنائنا أن يرتبطوا بثقافتهم ومجتمعهم وقيمهم”. وتشمل حزمة المبادرات “ميثاق اللغة العربية” الذي يهدف إلى تعزيز وضع اللغة العربية، والتركيز على مكانتها في المجتمع، وليكون مرجعاً لجميع السياسات والقوانين المتعلقة بحماية اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في الحياة العامة، مثل استخدام اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية، وفي الخدمات الحكومية كافة المقدمة للجمهور، وإعطاء الأولوية في البرامج الإعلامية على القنوات المحلية للغة العربية، إضافة إلى توفير المعلومات التي يحتاجها المستهلك باللغة العربية، بجانب اللغات الأخرى. أما المجلس الاستشاري للغة العربية الذي أطلق في الجلسة نفسها فسيكون مسؤولا عن رعاية ودعم الجهود الرامية لتطبيق مبادئ وتوصيات “ميثاق اللغة العربية”، ويرأسه وزير الثقافة، فيما يضم نخبة من العلماء والأكاديميين والمتخصصين، ويشرف على تعزيز ورعاية جهود الحفاظ على اللغة العربية على مستوى دولة الإمارات، وتنسيق الجهود الحكومية والأهلية في هذا المجال. كما أعلن عن تشكيل لجنة خبراء عربية دولية تهدف إلى إعادة إحياء اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة، وتحديث أساليب تعليمها، وتقديم نموذج عصري لتعليمها، بما يعود بالفائدة ليس على دولة الإمارات وحدها بل على الدول العربية كافة، ويترأس اللجنة الدكتور فاروق الباز، فيما تضم أعضاء بارزين على المستويين العربي من العلماء والكتاب والتربويين، إضافة إلى شخصيات عالمية من الخبراء بأساليب تعلم اللغة العربية واللغات الأخرى، وستكون أولى مهامها إعداد تقرير يتضمن مقترحات تطوير تعلم اللغة العربية، ويكون مدخلاً لتطوير مناهج اللغة العربية وأساليب تعليمها، وذلك بهدف إحداث تغيير جذري وشامل في هذه الأساليب، ويمكن للدول العربية كافة استخدام نتائج عمل اللجنة، وذلك بهدف إعادة مكانة اللغة العربية كلغة حضارة وعلم وثقافة لهذه الأمة. ومن ضمن المبادرات الجديدة، والهادفة لتعزيز اللغة العربية في المدارس، تم الإعلان عن تنظيم مسابقات مدرسية في المدارس الحكومية والخاصة، تهدف إلى إبراز المبدعين والمتميزين في اللغة العربية من الطلبة ورعايتهم، وستشمل المسابقات مجالات الكتابة والخط العربي والقراءة، إضافة إلى الشعر العربي، وستشرف على هذه المسابقات وزارة التربية والتعليم، ضمن سلسلة من الفعاليات السنوية الرئيسية خلال العام الدراسي. وتشمل المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم معهداً لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين عن طريق جامعة زايد، وهو أول معهد سيكون ضمن شبكة من المعاهد، وسيتم التعاون فيه مع الجامعات المتخصصة حول العالم، لإيفاد الطلاب والبعثات لتعلم اللغة العربية في الإمارات. وسيشكل المعهد فرصة لجميع المهتمين حول العالم للإطلاع على التراث العربي الغني، كما يهدف إلى تلبية الطلب المتنامي عالمياً لتعلم اللغة العربية، ولتكون الإمارات مركزاً رئيسياً لذلك على مستوى المنطقة. ومن ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لخدمة اللغة العربية، تم الإعلان أيضاً عن إنشاء كلية للترجمة، ضمن مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي، والتي تهدف إلى تخريج المترجمين، والذين ستتزايد الحاجة إليهم، خاصة مع السياسات والقوانين الجديدة التي ستعزز من اللغة العربية في المجتمع، وتهدف الكلية إلى تعزيز وضع الإمارات كمركز حضاري لترجمة العلوم والمعرفة وحركة التعريب في المنطقة. كما تم الإعلان في “مجلس محمد بن راشد للسياسات” عن مبادرة إلكترونية لتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت، حيث سيشرف صندوق الاتصالات ونظم المعلومات، التابع للهيئة العامة للاتصالات، على هذه المبادرة التي تهدف إلى تطوير الأدوات والبرامج التي ستعمل على تعزيز المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، بالتعاون مع الباحثين والمهتمين في هذا المجال من المؤسسات والأفراد. وتأتي مبادرة مجلس محمد بن راشد للسياسات بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتعزيز التواصل مع المجتمع بفئاته وشرائحه كافة، وليكون مجلس سموه منصةً لإثراء النقاش حول العديد من المواضيع الثقافية والاجتماعية والفكرية ولإطلاق المبادرات المجتمعية المبدعة، ووعاءً جديداً لمناقشة الأفكار الجديدة والنظريات الحديثة في الإدارة والاقتصاد والمعرفة الإنسانية بشكل عام. وتقدم الكاتب عبدالغفار حسين، باسمه وباسم المثقفين والأدباء وكافة شرائح المجتمع بالشكر والعرفان، إلى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على رعايته الكريمة، ومتابعته الشخصية لهموم لغتنا العربية الجميلة والغنية بالمعاني الإنسانية والصور البلاغية. وتعليقاً على مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة باللغة العربية وتمكينها تناول حسين قصيدة سموه المعنونة باسم “اللغة الخالدة” بالتحليل وتطرق إلى بعض أبيات القصيدة التي تعكس اهتمام وعشق محمد بن راشد للغته العربية، معتبرا أن مبادرة سموه تأتي في إطار المبادرات الطيبة التي يطلقها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خدمة لوطنه ومجتمعه وشعبه. وأشار عبدالغفار حسين إلى أن القصيدة الشعرية التي نشرت قبل نحو سنتين تجلت فيها الصور اللغوية الجمالية في المعنى والمغنى وهي قصيدة غراء ذات قافية ليست بالسهلة خاصة على من لا يحسن فهم اللغة العربية فهما كاملا ولا يعشقها، مضيفا أن القصيدة فيها بعد حضاري وإنساني للأمة العربية الناطقة بلغة القرآن مستشهدا بحديث نبوي شريف يقول أو بمعناه “ألا إن العربية هي اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي”، وتجسد بعض أبيات القصيدة عمق الفكر وقوة العزيمة لدى محمد بن راشد، كما قال الكاتب الذي وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بفارس الكلمة فهو الشاعر الذي يتلذذ بجمالية لغته وعمق معانيها ويتذوق شعره الذي ينظمه لأنه يغوص في بحور اللغة ويختار من أعماقها الكلمات والصور التشبيهية لأبيات قصائده خاصة الوطنية منها والغزلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©