الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تنزيلات كبرى!

3 يوليو 2010 22:09
تكتظ المحال التجارية هذه الأيام باللوحات التي تعلق على أبوابها ومداخلها ويكتب عليها بالخطوط العريضة تنزيلات كبرى.. تخفيضات موسمية، وعبارات أخرى مشابهة، هدفها جذب المشترين ولفت انتباههم. اللافتات الترويجية هذه تلاحقك في كل مكان.. تحاول إقناعك بأن نسب التخفيضات تصل إلى أكثر من 70% من قيمها الحقيقية، فضلاً عن العروض الخيالية التي تدعو المستهلكين إلى شراء سلعة والحصول على اثنتين مجاناً. نسب التخفيضات الكبيرة تثير الشكوك عند جمهور المستهلكين وتدفعهم إلى طرح السؤال التقليدي، حول مدى مصداقية تلك التنزيلات التي يروج لها العديد من التجار بغية الخلاص من بضائع مكدسة لديهم. وإن صحت نسب التنزيلات المرتفعة، فإنها تدين التجار أيضاً وتطرح أسئلة أخرى حول حجم الأرباح التي يجنونها ليتمكنوا من إجراء تلك التخفيضات المرتفعة على بضائعهم، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 80%، إضافة إلى تغطية النفقات التشغيلية والالتزامات الأخرى بما تبقى لهم من ثمن السلعة دون أي خسائر تذكر. لا شك أن التنزيلات وعروضها لها طرقها القانونية المتبعة، والتاجر معني أكثر من غيره بتطبيقها بشكلها السليم ليتمكن من بناء ثقة متبادلة مع المستهلكين، فمصداقية ما يعرض التاجر مهمة في هذا المجال، خصوصاً أنه هو المتضرر الأول إن غابت هذه الثقة التي قد تتسبب في عزوف شريحة كبيرة من المستهلكين عن الشراء. التخفيضات التي تقام في منافذ البيع بإمارات الدولة المختلفة لا تحتاج فقط إلى تحذير المستهلكين من العروض الوهمية، التي يطلقها تجار بمناسبات مختلفة، بل إن الأمر يتطلب وضع آليات تنظيمية مدروسة، وفقا لخطط وبرامج واضحة، يتم من خلالها إعطاء تصاريح للتنزيلات وتنظيم مواعيدها ومراقبة الأسعار قبل وبعد التنزيلات ومحاسبة التجار الذين يستغلون تلك الشعارات في جذب المتسوقين وتسويق بضائعهم بأساليب ملتوية، وأسعار وهمية. عندما يشعر التاجر بأنه مراقب بشكل منظم ويمكن أن يتعرض للعقاب في حال طرح تنزيلات وهمية، فإنه سيفكر كثيراً قبل الإعلان عن أي تخفيضات، وإذا أقدم على التخفيض فإنه في الغالب سيكون حقيقيا وموضوعيا، ويخدم المستهلك بصورة إيجابية، كما أنه سيوفر له سلعاً بأسعار مقبولة. ولا أجد هنا مفراً من تكرار نصيحة أحد الخبراء، والتي طالب فيها جموع المشترين بعدم الاندفاع وراء العروض والتخفيضات الجارية، واعتماد الثقافة الادخارية وعدم شراء ما لا فائدة منه، أو ما يمكن إرجاؤه مستقبلاً. omar.rabaia@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©