قمر خلف: الممثل اجتهاد لا جمال

تلعب الممثلة السورية قمر خلف دور زينة في صراع على الرمال وهي تصفها بالقول: إنها بنت طيبة وشفافة، وتعيش قصة حب مع عامر، ابن شيخ القبيلة (يؤديه باسل خياط)، ولكن هذا لا يهوى الحرب وفنون القتال، ويعيش للتأمل والشعر· تحرّضه هي على حمل السيف، إلى أن يصير فارساً مراً، ولكنه يصاب في إحدى الغارات إصابة تؤدي به إلى الشلل، ورغم ذلك تبقى زينة معه حتى النهاية · تصف قمر خلف مسلسل ''صراع على الرمال'' بالقول ''إنه في النهاية نوع درامي، مثله مثل التاريخي· وهل من الضروري أن يظهر المسلسل البدوي دائماً بالأبيض والأسود، أو أن يظهر البدو بهيئات بشعة، حتى يكون البدوي واقعياً؟ إنه عمل جيد جداً وفيه ممثلون ممتازون مثل عبد المنعم عمايري، وتيم حسن، وكذلك فإن الموسيقا والأشعار جميلة''· ولكن قمر، التي تظهر في أكثر من عمل تلفزيوني رمضاني هذا العام، تصف ''عرب لندن''، التي تؤدي فيه دور شخصية عراقية، بـ ''السيء''، وتقول: ''ليست المشكلة مشكلة ممثل، فهذا ليس معنياً بالنتائج، ولكن هناك مشكلات في الصورة وفي حركة الكاميرا، وغيرها· إنها مسؤولية المخرج أولاً، لأنه يحمل مهمتيْ الكاتب والمخرج· ثم هناك مشكلة في انتقاء الأدوار، ولقد بقيت أتساءل كل الوقت من أين جاء المخرج بهؤلاء الممثلين، وأي مكانة لهم حتى يعطيهم أدواراً بهذا الحجم؟''· ولما كانت قمر تتقن بالفعل اللهجة العراقية في المسلسل، مثلما نراها الآن في المسلسل البدوي ''صراع على الرمال''، كما في لهجات أخرى محلية سورية، نسألها عن سرّ إتقانها لكل تلك اللهجات تقول: ''أنا أنتمي لعدة مناطق تتباين لهجاتها، فأنا من الميادين (شمال شرق سوريا، قريباً من الحدود العراقية)، ونشأت في حلب، ثم انتقلت إلى دمشق، وكذلك فإن زوجي (الممثل مهند قطيش) من مدينة السويداء، جنوبي سوريا· ولكن الأهم من ذلك أن لديّ هوساً باللهجات منذ كنت صغيرة''· قمر، التي لم تدرس في معهد للتمثيل، كغيرها من بنات جيلها وزميلاتها من الممثلات، لا تعتبر نفسها نموذجاً مناقضاً، أو داحضاً للدراسة الأكاديمية، تقول: ''أنا بالفعل حاولت التسجيل في المعهد المسرحي في دمشق، سوى أن ظروفاً قد أعاقتني عن إتمام الأمر· كنت أفضّل بالطبع أن أتخرج من معهد التمثيل، مع أن الممثل في النهاية هو اجتهاد قبل كل شيء· ولا داعي للقول إن هناك كثيراً من الخريجين دون المستوى''· أما كيف دخلت عالم التمثيل فتقول قمر: ''بالتأكيد ليس مصادفة، فالحلم يداعب خيالي بشكل مبكر، ولحسن الحظ أن أبي متفهم لذلك· لكن البداية كانت بالفعل مصادفة، حدثت حين رافقت أبي في زيارة إلى مبنى التلفزيون، كنت أتلهف حينها لرؤية نجوم التمثيل في سوريا، وقد خرجت من الزيارة بنصيْ سيناريو عملين تلفزيونيين، الأول فيلم تلفزيوني لأنيسة عساف بعنوان ''العودة إلى الحياة''، والثاني مسلسل ''الطويبي'' لباسل الخطيب· ولكن انطلاقتي الحقيقية كانت مع مسلسل شكّل تحدياً كبيراً لي هو ''خلف القضبان'' لليث حجو، ومن ثم مسلسل ''نزار قباني'' لباسل الخطيب''· وفي ما إذا كان جمالها هو ما خدم حضورها التلفزيوني تقول: ''ليست مسألة جمال، فالجمال قد يخدم في بدايات عمل الممثل، ولكن الاستمرارية للممثل المجتهد· أعتقد أن مسيرة تسع سنوات في عملي كممثلة تؤكد أنني مشيت خطوة خطوة، وخرجت من عمل إلى عمل بحيث كان يؤسس أحدها للآخر''· وعن زواجها من ممثل، وكم أن ذلك يساعد أم يعيق، تقول قمر: ''في زواجي من مهند، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، أنا الرابحة، مع تقدير وتفهم عال لظروف بعضنا البعض· نحن غالباً لا ننقل أمور العمل إلى البيت، وإذا اجتمعنا في عمل واحد تجدنا أشبه بزملاء عمل وحسب· نحن اجتمعنا في عدة أعمال، ولكن لم نلتق في خط درامي واحد، وهو في ''صراع على الرمال'' في قائمة الأعداء''· وعن رأيها بالدراما السورية لهذا العام تختم قمر: ''لا أحس بأن هذا الموسم يحفل بأعمال مهمة، وهناك تراجع واضح عما شاهدناه السنة الماضية· لم يشدني عمل، ووجدت نفسي أضجر منها بسرعة· أتابع فقط مسلسلاً كوميدياً قديماً هو ''ضيعة ضايعة''، وبالطبع ''صراع على الرمال''، وبعضاً من لوحات ''بقعة ضوء'' فقط''